قيادات كردية سورية ترفض لقاء موفدين من الأسد

قيادي لـ «الشرق الأوسط»: مطالبنا سياسية وليست خدماتية

TT

قاطعت قيادات بارزة في أحزاب كردية فاعلة على الخارطة السياسية المعارضة بسورية اجتماعا عقد بين موفدين من الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من زعماء القبائل والسياسيين والناشطين في المنطقة الكردية بسورية. وجاءت المقاطعة بناء على قرار من المجلس السياسي الكردي الذي يضم تسعة أحزاب وتنظيمات سياسية كردية مختلفة، حيث أعلن مصدر قيادي سوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن كلا من «عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي بسورية، وعزيز داوي سكرتير حزب المساواة الكردي، وصالح كدو نائب السكرتير العام للحزب اليساري الكردي السوري، قاطعوا الاجتماع المذكور».

وعن أسباب المقاطعة، أكد صالح كدو في اتصال مع «الشرق الأوسط» من داخل سورية «أن الحركة الكردية على الرغم من تأكيدها الدائم على الاستعداد للحوار، والتفاوض مع قيادات النظام، لكنها قاطعت الاجتماع المذكور مع مندوبي السلطة، لأنها لا تريد أن تختزل مطالب الشعب الكردي في بعض المطالب الخدمية، حيث إن الوفد الحكومي جاء ليستمع إلى القيادات المحلية حول مطالبهم الخدمية وليست السياسية». وأضاف «بعد أن استعلمنا عن جدول زيارة الوفد وأسباب زيارتهم تبين لنا أن المحادثات سوف تتركز على الجانب الخدمي فقط دون الخوض في المطالب السياسية، ونحن كحركة سياسية كردية لدينا الكثير من المطالب القومية والوطنية السياسية، لذلك قاطعنا الاجتماع، وفي حال وجدنا رغبة لدى القيادة السورية للتباحث معنا في هذا الشأن وتلقينا دعوة منهم عندها نحن على استعداد للقاء الرئيس بشار الأسد، شريطة أن يكون لقاؤنا ضمن وفد مستقل يمثل المجلس السياسي الكردي».

وحول أوضاع المناطق الكردية في سورية وسط الأنباء التي تحدثت عن الاستعدادات الجارية على صفحات «فيس بوك» للخروج في مظاهرة شعبية يوم الجمعة المقبل، قال كدو: «هناك احتقان كبير وسط الشارع الكردي في سورية، والجميع يترقبون بحذر تطورات الأحداث الداخلية، والدعوة قائمة فعلا للتظاهر من قبل الشباب الكردي، ونحن ننتظر الخطوات العملية من النظام نحو تلبية المطالب السياسية للشعب الكردي في سورية، وليس حصر حركتهم في مطالب خدمية محددة، لأننا نعاني أساسا الكثير من سياسات النظام المجحفة بحقنا، وقد آن الأوان لكي تتفاوض السلطة معنا لتلبية مطالبنا القومية والوطنية التي يمكن تلخيصها في إطلاق الحريات السياسية ورفع قوانين الطوارئ والاعتراف الدستوري بوجودنا القومي وإلغاء القرارات العنصرية السابقة التي ألغت الهوية الكردية لشعبنا، إلى جانب المطالب الأخرى التي تتوافق مع المطالب الملحة للشارع السوري عامة». وكانت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية قد أشارت في بيان لها إلى «أن اللقاء الذي جمع وفدا تشكل بإيعاز مباشر من الرئيس السوري وأكثر من 30 قياديا قبليا واجتماعيا في المناطق الكردية، يعد أول لقاء من هذا النوع منذ تأسيس الدولة السورية وحتى اليوم»، واعتبرته دليل أزمة عميقة يعيشها النظام.