هدوء حذر عشية التحضير لتجمعات في ذكرى تأسيس «البعث».. ومنظمة إنسانية تحصي 123 قتيلا خلال أسبوعين

مسيرات تشييع في حمص واستمرار الاعتصام في درعا وتوقعات بتشكيل حكومة خلال أيام قليلة

TT

خيم هدوء حذر، أمس، على كافة المدن والمناطق السورية التي شهدت اضطرابات على خلفية قمع السلطات السورية لمظاهرات احتجاجية، عشية الاستعدادات لتنظيم اعتصامات أمام مراكز حزب البعث السوري في كافة المناطق غدا، في ذكرى تأسيس حزب البعث، وفي وقت أشارت فيه صحيفة سورية إلى احتمال تشكيل الحكومة قبل نهاية الأسبوع.

وجاء ذلك في وقت أفادت لائحة نشرها الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان، أمس، بأن 123 شخصا قتلوا في سورية بين 18 مارس (آذار) والأول من أبريل (نيسان) في حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد النظام. وهذه اللائحة التي وضعها «مركز دمشق للدراسات حول حقوق الإنسان»، المنظمة التابعة للاتحاد، تضم 123 اسما لأشخاص قتلوا مرفقة بتحديد مكان وتاريخ مقتلهم. ولا تذكر اللائحة تاريخ مقتل نحو أربعين منهم، في حين أن مكان الوفاة غير محدد بالنسبة إلى نحو خمسة عشر شخصا.

وتحصي اللائحة خصوصا أربعين قتيلا في 23 مارس بعدد من البلدات وبينها درعا، وتشير إلى 16 شخصا قتلوا في دوما شمال دمشق في الأول من أبريل. من جهتها، نشرت مواقع للمعارضة السورية مساء الاثنين الماضي لائحة اسمية تشير إلى 134 قتيلا خلال مظاهرات.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية في مدينة حمص أن نحو ثلاثة آلاف خرجوا، أمس، في تشييع الشاب عبد الملك العيسى بعد صلاة الظهر، والتزم المشيعون الصمت ولم يحصل أي احتكاك أو حادث.

وقالت المصادر إنها علمت من ذوي الشهيد الذين ينتمون لعشيرة الفواعرة، أنهم فوجئوا بتأكد وفاة ابنهم صباح أمس بعد أن كان مفقودا منذ يوم الجمعة إثر الأحداث التي وقعت في حي البياضة على خلفية قمع السلطات للمظاهرات الاحتجاجية. وقالوا إنهم ظنوا أن ابنهم المفقود قد يكون بين المعتقلين وتوقعوا أن يكون في عداد الذين جرى الإفراج عنهم خلال اليومين الماضيين، وهم نحو ستين معتقل. وعندما لم يظهر سألوا عنه فوجدوه لدى أحد الأفرع الأمنية وقيل لهم إنه وصل إليهم مصابا بطلقين ناريين في الخاصرة وتوفي فورا. إلا أن ذويه وبحسب المصادر، لاحظوا وجود كدمات على وجهه وكافة أنحاء الجسم، وأعربوا عن شكوك بأن يكون قد قضى تحت التعذيب وأن الطلقين الناريين هما للتغطية على سبب الوفاة. ولم ترشح أي معلومات أخرى تؤكد أو تنفي هذه الأنباء. واستمر الاعتصام السلمي في الجامع العمري في مدينة درعا. وأفاد ناشط حقوقي بأن مدينة درعا نفذت إضرابا عاما. وأفاد الناشط بأن «ناشطين وزعوا منشورات يوم الاثنين تدعو أصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق محالهم في المدينة». وأشار الناشط إلى أن «قوات الأمن قامت بإطلاق النار ليل الاثنين/ الثلاثاء في الهواء في محاولة منهم لتفريق اعتصام أمام جامع العمري في مركز المدينة، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل». والمحافظ الجديد لدرعا الذي كلف بمهامه الاثنين محمد خالد الهنوس هو لواء متقاعد قضى 25 عاما في المنطقة. وقد أقيل سلفه فيصل كلثوم من مهامه في 23 مارس بعد دعوات بإقالته من قبل المتظاهرين الذين أحرقوا مقره في أعنف مظاهره شهدتها البلاد.

إلى ذلك، قال التلفزيون السوري، أمس، إن شرطيين قتلا رميا برصاص مسلحين مجهولين في محافظة ريف دمشق على مقربة من العاصمة السورية. وأعلن التلفزيون السوري عن «استشهاد الشرطيين حسن معلا وحميد الخطيب بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين مجهولين من ناحية كفر بطنا بريف دمشق، بينما كانا يقومان بدورية عادية». ولم يذكر التلفزيون مزيدا من التفاصيل. وتقع المنطقة بالقرب من ضاحية دوما بدمشق، حيث قتلت قوات الأمن يوم الجمعة ما لا يقل عن ثمانية متظاهرين شاركوا في أكبر احتجاج للمطالبة بالحريات السياسية ووضع حد للفساد.

على صعيد آخر، تشير التوقعات إلى احتمال الإعلان عن تشكيل الحكومة السورية يوم الخميس المقبل أو يوم السبت على أبعد تقدير. وفي تلك الأثناء تنشط التوقعات حول الأسماء المرشحة لتسلم الحقائب الوزارية، وبعد تكليف وزير الزراعة السابق عادل سفر بتشكيل الحكومة الجديدة اتجهت التوقعات نحو احتمال بقاء عدد من وجوه الحكومة السابقة في التشكيلة الجديدة مع تغيير المواقع، وتطعيم التشكيلة بوجوه جديدة. في حين أشار احتمال آخر إلى تغيير كامل باستثناء وزيري الدفاع والخارجية.

وتظاهر الآلاف من أهالي منطقة المعظمية، التابعة لمحافظة ريف دمشق، منددين بالسلطات السورية، وأفادت تقارير بأن المتظاهرين خرجوا عقب تشييع جثمان أحد الشبان الذين كانوا قتلوا في اليومين الماضيين. وهتف المتظاهرون «الله.. سورية.. حرية.. وبس، بالروح بالدم نفديك يا شهيد» وشعارات أخرى منددة بالسلطات السورية.