«خدامين مصر».. تكتل في عباءة الثورة

«السوريالية» تدخل على خط العمل التطوعي في مصر

حسب الله الكفراوي
TT

في بادرة أثارت تندر الكثير من المصريين قرر عدد من شباب الثورة المصرية تشكيل تكتل للعمل على تنمية أحيائهم تحت اسم شباب «32 يناير»، لكن المفارقة التي يحملها الاسم يفسرها الناشط محمد الزيات بقوله: «بالكاد تخلصنا من منطق الوصاية المعتمد على فكرة أصحاب الفضل.. كانوا يقولون لنا إن الرئيس السادات هو صاحب قرار الحرب والسلام والرئيس مبارك صاحب أول طلعة جوية.. الآن هناك الجميع يعتبرون أنفسهم شباب 25 يناير».

يتابع الزيات: «على الجميع أن يفهم أن من يرغب في أن يتقدم لصنع مستقبل البلد لا بد أن يتحدث عن المستقبل لا عن التاريخ.. من يملك مشروعا أهلا به ومن لا يملك لا يكفيه أن يكون من صنع كذا وكذا». تعمد تغييب المرجعية بإطلاق اسم «شباب 32 يناير»، حيث تختفي الاختلافات الآيديولوجية والفكرية والمذهبية ولا يبقى إلا الرغبة في مشروعات للمستقبل بدت ملحة كذلك لدى عدد من السياسيين والمفكرين والعلماء والمصريين بالخارج الذين أعلنوا عن تأسيس جمعية «خدامين مصر».

اختارت الجمعية التي يترأسها حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق اسم أكثر بساطة ووضوحا ولا يحتاج لتأويلات، وقال القائمون عليها إنها تهدف إلى تجاوز زمن الكلام بعد أن «ضاع ثلاثون عاما على الكلام فقط»، إلى مرحلة الفعل باعتماد استراتيجية القيام بتنفيذ مشروعات حيوية تنفيذا حقيقيا على أرض الواقع.

وقال الدكتور محمود عمارة خبير الاقتصاد السياسي، في نقابة الصحافيين، خلال الاجتماع التأسيسي الأول لجمعية «خدامين مصر»: «إن مهمة الجمعية هي تبني الأفكار الواعدة بشكل مؤسسي لكي لا تظل مجرد اجتهادات شخصية، ومن ثم يحولها المجلس التشريعي والتنفيذي إلى واقع عملي».

وأعلن القائمون على الجمعية عن استقبالها نحو 350 اقتراحا من المصريين داخل مصر وخارجها عقب الإعلان عن فكرة الجمعية وسط ما وصف بـ«تخمة الأحزاب السياسية» بعد أن أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد تخلي الرئيس مبارك عن السلطة في البلاد قانونا جديدا ييسر شروط إنشاء الأحزاب في مصر، وقد رحب مصريون بالجمعيات التي تهدف لخدمة البلاد بعيدا عن الأطر أو التنظيمات السياسية، لكنّ آخرين أعلنوا تحفظهم، متهمين مؤسسي تلك الجمعيات بـ«التركيز على مشروعات معلنة سلفا أو مشروعات وهمية.. بهدف أن يحظوا باهتمام إعلامي».

ولم تسلم الأسماء المقترحة للجمعيات من جدل رافق الإعلان عنها، حيث رحب البعض باسم «خدامين مصر»، معتبرين أنه تعبير صادق عن «المطلوب في المرحلة الحالية»، لكن آخرين رأوا أن به قدرا من التزلف المفتعل، وعلق أحدهم على صفحة الجمعية على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» بقوله «كله أكل عيش».

كما اعتبر عدد من الشباب اسم شباب «32 يناير» محاولة لما وصفوه بالـ«تقعر». في حين علق آخرون قائلين «الثورة بدأت المرحلة السوريالية».

وفي حين يظل الحكم على هذه التجارب رهنا بالمستقبل، قال حسب الله الكفراوي إن انضمامه للجمعية يأتي بسبب قلقه على مستقبل مصر، مضيفا «الشرفاء في مصر عددهم كبير، ومواردنا كثيرة، وقادرون على بنائها بسواعدنا وقدراتنا العقلية».

وتابع: «على مدار سنوات عملنا أجريت الآلاف من الدراسات الخاصة بالإسكان في مصر ومواجهة العشوائيات، لكنها جميعا حملت في أجولة وألقيت في مركز المعلومات والتدريب بالعاشر من رمضان وهو نفس الأسلوب الذي كانت الحكومة تتعامل به مع أي أبحاث علمية أخرى، رغم أنها الوحيدة التي تمكننا الخروج من كل مشكلاتنا».

وفيما لا تزال جهود شباب «32 يناير» معتمدة على المبادرات الشخصية والحلول العاجلة لمشاكل الأحياء التي يقطنون بها، أعلن القائمون على جمعية «خدامين مصر» تشكيل مجلس أمناء للجمعية يضم 10 أعضاء ينقسمون إلى 4 من الكبار، و3 سيدات، و3 شباب، على أن يتضمن المجلس عضوا من مكتب الجمعية الذي ستؤسسه بكل محافظة.

ومن المتوقع أن يعمل مجلس الأمناء في المرحلة المقبلة على مشروعات بدت طموحة بالنسبة للبعض فيما اعتبرها آخرون مبالغا فيها، ومن هذه المشروعات «تحويل ملياري متر مكعب من البحر إلى مياه عذبة لحل مشكلة ندرة الموارد المائية، وتطوير قناة السويس لرفع أرباحها من 8 مليارات إلى 30 مليار جنيه سنويا، دون تكلفة على الدولة، كما قدم مشروعا لزراعة الذرة في السودان لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال 3 أعوام».