القيادي الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح: أفكر جديا في الترشح للرئاسة مستقلا عن الجماعة

نفى أن يكون إعلانه بمثابة «لعبة سياسية» أو مناورة مع الإسلاميين

TT

أعلن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أنه يفكر جديا في الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة نهاية عام 2011، كمرشح مستقل خارج تنظيم الجماعة، نافيا أن يكون إعلان هذه النية بمثابة «لعبة سياسية» أو مناورة مع الإسلاميين الآخرين بمن فيهم جماعة الإخوان نفسها. وفسر الخبير في الحركات الإسلامية ضياء رشوان هذا الإعلان بأنه يعد بمثابة إعلان منه لاستقلاله عن جماعة الإخوان المسلمين، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «على الجماعة الاستعداد لقبول استقالته قريبا».

وقال أبو الفتوح رئيس اتحاد الأطباء العرب في فيديو مسجل له أمس إن «الشعب المصري الذي أعتز به صاحب الفضل علي بكل اتجاهاته، مسلميه وأقباطه وعماله وفلاحيه ونخبه، وأدعو الله أن يوفقني في ما تبقي لي من حياة، أن أكون خادما لهذا الشعب ووطني وفي خدمة أبناء مصر بكل انتماءاتهم وعقائدهم».

وأشار أبو الفتوح إلى أن مصر دولة كبيرة في هذه المنطقة، ولا تقدم للعالم العربي والإسلامي إلا بتقدم مصر، ولا حرية ولا ديمقراطية في هذه المنطقة إلا بتحرر مصر، وأنه لكل هذه المعاني، التي هي عقائد وقيم عنده، وخصوصا بعد ثورة 25 يناير التي قادها شباب مصر الطاهر ودفع روحه ثمنها، وجد أن هناك واجبا وطنيا يدفعه للترشح لهذا المنصب، وأن المطالبات الكثيرة من شباب الثورة وشباب مصر ورجالات الوطن دفعته للتفكير جديا في هذا المنصب، الذي يجب أن يكون لمن يريد أن يخدم مصر ويقدم حياته فداء هذا الوطن العزيز.

وقللت جماعة الإخوان من تأثير استقلال أبو الفتوح الذي ينسب إليه الفضل في إعادة إحياء الجماعة في سبعينات القرن الماضي بعد صدامها العنيف مع نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال سنوات الستينات، لكن قيادات شابة داخل الإخوان لم تخفِ مفاجئتها، مشيرة إلى أنها لم تكن تتمنى «خروجه في هذه اللحظة المفصلية».

ورادا على الاتهامات التي رددها البعض بأن إعلان أبو الفتوح نتيه الترشح للرئاسة هو مغازلة لجماعة الإخوان المسلمين التي أصبحت علاقته مع قيادتها حاليا غير جيدة على الإطلاق، خصوصا بعد انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة. قال عبد المنعم أبو الفتوح: «أنا من الناس الذين يكون ظاهرهم هو باطنهم، وما أعلنه على الملأ هو ما أؤمن به، ولن أسمح لنفسي أو لمبادئي التي عشت بها أن يكون هناك (جيم) سياسي ألعبه مع الآخرين حتى لو كان الآخرون هم الحركة الإسلامية التي أعتز بالانتماء إليها وفي القلب منها الإخوان المسلمون. إذا قررت أن أرشح نفسي فسأرشح نفسي مستقلا معتزا بأفكاري، ولا يمكن للإنسان أن يتبرأ من أفكاره ومبادئه وقيمه التي نشأ عليها، لكنه قد يؤجل انتماءه الإداري أو تنظيمه لأجل مصلحة أعلى لهذا الوطن العزيز».

وشدد أبو الفتوح على أنه يعتز بالانتماء إلى جماعة الإخوان لأنه أحد المؤسسين الخادمين لها، وأنه يرفض محاولة الإساءة التي ظهرت في الآونة الأخيرة لهذا الفصيل. وأكد أبو الفتوح على حتمية تواصل الجميع مع جماعة الإخوان لأنه فصيل وطني خدم لسنوات طويلة وضحى بالكثير، وقال: «هذه الإساءات تستهدفني أنا شخصيا وكل من في الإخوان».