مسؤول عسكري كبير بإسرائيل يتوقع انتفاضة ثالثة في غياب المفاوضات

الجنرال جلعاد: سبتمبر سيشهد نقطة الحسم.. فإما أن نصبح شركاء للفلسطينيين وإما أن نصطدم

اقارب محمد شلحة خلال تشييع جثمانه في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ، امس (رويترز)
TT

حذر الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، من خطر استمرار جمود مفاوضات السلام. وقال: إن استمرار هذا الجمود حتى سبتمبر (أيلول) المقبل سيؤدي إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة. وفي سياق آخر، قال إنه قد يؤدي إلى حرب. وانتقد حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو على قنوطها واتخاذها سياسة «محلك سر» النابعة من عجز تام عن تغيير الواقع أو التأثير فيه.

وقال جلعاد، الذي كان يتكلم في اجتماع داخلي سري تسرب تسجيل صوتي له إلى الصحافة: إن سبتمبر سيكون بمثابة نقطة حسم بالنسبة لإسرائيل وعلاقاتها مع الفلسطينيين؛ ففي هذا الشهر يوجد احتمال كبير أن تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية. وهذا القرار سيكون بمثابة تعبير عن عزلة خانقة لإسرائيل، ستستغل ضدها بشكل كبير؛ فالسلطة الفلسطينية، التي قادت هذه الحملة للاعتراف بالدولة، تعد العدة من الآن لكي تعمق عزلة إسرائيل وتحدث قرارات أخرى من الأمم المتحدة ضدها. والتنظيمات الفلسطينية ستجد في عزلة إسرائيل مدخلا لقبول أي معارك شعبية ضد إسرائيل، ومن هنا قد تنطلق انتفاضة فلسطينية ثالثة، محذرا من أن مثل هذه الانتفاضة ستكون حربا بمعنى الكلمة.

وسُئل جلعاد: «لو أتيح لك أن تكون مستشارا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فبِمَ كنت تنصحه أن يفعل اليوم؟». فأجاب: «سأقول له إن أمامنا اليوم خيارين؛ فإما أن نتوجه إلى شراكة مع الفلسطينيين ونكسب أنفسنا ونكسب العالم إلى جانبنا، وإما أن ندخل في صدام، رأسا برأس، وعندها قد نضمن الاستقرار السياسي (يقصد استقرار الائتلاف الحكومي)، لكننا سندخل في ممر ضيق يتيح انفجار انتفاضة ثالثة».

وذكرت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن هذا الرأي يسمع كثيرا في الآونة الأخيرة من مسؤولين في إسرائيل. ورد عليه مكتب نتنياهو، أمس، بالقول: «إن هناك من لا يدرك حقيقة أن الفلسطينيين هم الذين يمتنعون عن الحضور إلى طاولة المفاوضات؛ فنحن في إسرائيل دعوناهم طيلة السنتين الماضيتين، لكنهم يصرون على وضع شروط مسبقة».

لكن مصدرا في وزارة الدفاع رفض هذا الرد وقال: «إن (تسونامي) سياسيا يتوقع أن يجتاح إسرائيل في الشهور القريبة، إذا لم تبادر إلى الخروج بمشروع يفضي إلى استئناف المفاوضات».

كان جلعاد قد تطرق إلى الثورات الشعبية في العالم العربي وتعامل دول الغرب معها، ومن دون الانتباه إلى أن كلامه مسجل؛ فقد راح يهاجم الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا إنه تصرف بشكل ساذج إزاءها: «لقد ركز كل قوته ليهاجم قائدا ضعيفا مثل معمر القذافي، وترك القادة العرب الأقوياء.. فما الفرق بين ليبيا وسورية؟ فهنا أيضا يطلق الرصاص من قناصة على المواطنين. لكن أوباما يخشى من الأقوياء حتى لو كانوا في صف معسكر الشر ويستقوي على الضعفاء حتى لو كانوا في معسكر السلام والاعتدال (يقصد الرئيس المصري السابق حسني مبارك)».