كاميرون في باكستان سعيا لعهد جديد من العلاقات الثنائية

خطط مشتركة للتعاون في مجال محاربة التطرف والإرهاب وتحقيق الاستقرار

TT

أعلنت باكستان وبريطانيا أمس عن خطط للتعاون عن كثب لمحاربة التطرف والإرهاب للمساعدة في تحقيق الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي. وفي كلمتيهما في مؤتمر صحافي مشترك قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني إنهما اتفقا على توسيع العلاقات الثنائية بتعزيز التجارة والاستثمار البريطاني في قطاع التعليم الباكستاني. وقال كاميرون: «ما اتفقنا عليه اليوم هو العمل عن كثب معا بقدر الإمكان لمحاربة الإرهاب». وأضاف: «حقا لدينا اهتمام مشترك لمحاربة الإرهاب سواء أكان محاربة الإرهاب هنا في باكستان الذي أشرت إليه منذ قليل وسواء محاولة العمل معا لمحاولة وقف الأشخاص من باكستان أو من أفغانستان الذين يرتكبون عمليات إرهابية في الخارج».

وأجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون محادثات أمس في باكستان سعيا «لانطلاقة جديدة» في العلاقات مع إسلام آباد بعد 9 أشهر على اتهامها بغض الطرف عن الإرهاب.

ويأمل كاميرون خلال زيارته الأولى إلى هذا البلد المسلم الذي يمتلك السلاح النووي، منذ توليه مهامه في مايو (أيار) 2010، تبديد التوتر الذي سببته تصريحاته خلال زيارته إلى الهند وكذلك تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وملف أفغانستان. وقام رئيس الوزراء البريطاني بزيارة قصيرة إلى مسجد فيصل في إسلام آباد قبل أن ينطلق في يوم من المحادثات مع كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين وكذلك مع قادة المعارضة. وجاء في مقتطفات من خطاب سيلقيه أمام طلاب في إسلام آباد «فليكن هذا النهار مناسبة لانطلاقة جديدة في العلاقات بين بلدينا»، مضيفا «فلنبدد سوء التفاهم الذي حصل في الماضي، ونتطلع معا إلى المستقبل».

وخلال زيارته للهند في يوليو (تموز) الماضي، تسبب كاميرون في خلاف دبلوماسي عبر قوله إنه يجب عدم السماح لباكستان بأن «تعمل على مسارين»، من ناحية أن تشجع تصدير الإرهاب فيما تعمل علنا من أجل الاستقرار في المنطقة. لكن مسؤولين رسميين بريطانيين أكدوا بعد ذلك أن هذه الملاحظة لم تكن موجهة إلى السلطات الباكستانية. ومع ذلك، قام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بزيارة إلى لندن في الشهر التالي حيث أكد مع كاميرون على متانة العلاقات بين البلدين. وسيعمد كاميرون إلى تكرار هذه الرسالة الثلاثاء وأن يبحث مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني جهود باكستان في مكافحة الإسلاميين في المناطق القبلية على الحدود الأفغانية وكيف يمكن للبلدين أن يتعاونا بشكل إضافي في مجال الأمن. وكان رئيس الاستخبارات الداخلية البريطاني جوناثان إيفانز قال السنة الماضية إن 50% من المخططات الخطيرة المرتبطة بـ«القاعدة» في بريطانيا مصدرها منطقة القبائل الباكستانية ليسجل هذا المعدل تراجعا مع نسبة 75% التي سجلت قبل سنتين أو 3 سنوات. وعزا مسؤولون هذا التراجع إلى تعزيز الجهود لمكافحة المسلحين وكذلك التهديدات الجديدة الآتية من دول أخرى مثل الصومال واليمن. ومحادثات أمس تشمل أيضا رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (إم آي 6) البريطاني جون ساورز وقائد الجيش ديفيد ريتشاردز وكذلك قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني ورئيس الاستخبارات أحمد شوجا باشا. وفي اتفاق سيوقع بين رئيسي الوزراء، سيتفق البلدان على إقامة مركز للمشاركة في الخبرات في مجال وقف زرع القنابل على الطرقات التي تشكل أبرز تهديد للقوات البريطانية المنتشرة في أفغانستان. وسيبحث المسؤولون البريطانيون أيضا الحرب في أفغانستان حيث تنشر بريطانيا نحو 9 آلاف جندي. وسيسعى كاميرون أيضا إلى تعزيز العلاقات في مجالات التنمية والتجارة والثقافة قبل أن يختتم نهاره بلقاء مع زرداري. وفي خطابه قال كاميرون «نريد علاقة قوية مع باكستان آمنة ومزدهرة ومنفتحة».