كابل: طلاب يصعدون من احتجاجاتهم ضد حرق المصحف

قوات الأطلسي تقتل 6 مدنيين في مزار شريف

TT

تجمع نحو 250 شابا أفغانيا في جامعة كابل، أمس، وهم يهتفون «الموت لأميركا» في اليوم الخامس من احتجاجات على قيام قس أميركي متطرف بحرق نسخة من المصحف. وخرج الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج في مختلف أرجاء أفغانستان. ووقعت أعمال عنف يومية في مدينتين، غير أن أغلب الاحتجاجات كانت تنتهي دونما أحداث تذكر سوى حرق الأعلام والدمى.

وقتل 12 شخصا في قندهار يومي السبت والأحد عندما أحرق متظاهرون يلوحون بأعلام طالبان البيضاء سيارات وهاجموا الشرطة وحطموا متاجر ونهبوا مدرسة ثانوية للبنات.

ويوم الجمعة قتل سبعة أجانب من العاملين لدى الأمم المتحدة بعد أن اقتحم متظاهرون مكتبهم في مدينة مزار شريف الهادئة عادة في شمال البلاد. وقال حشمت ستانيكزاي، المتحدث باسم قائد شرطة كابل، إن المتظاهرين في كابل وهم من طلاب الجامعة وغيرهم، باقون في الحرم الجامعي. وفي مختلف أرجاء أفغانستان شجب المتظاهرون القس الأميركي المتطرف تيري جونز الذي أشرف على حرق نسخة من المصحف أمام نحو 50 شخصا في كنيسة في فلوريدا يوم 20 مارس (آذار). وحث الأئمة في خطبهم الناس على الدفاع عن دينهم. لكن في إقليم كونار المحافظ ومعقل المتشددين الذي لم يشهد أي احتجاجات في شرق البلاد، قال رجال دين بارزون يشكلون ما يعرف بمجلس العلماء، إنهم يعملون جاهدين على منع أي تجمع بسبب العنف الذي اندلع في مناطق أخرى.

وقال شاه زادة شهيد، رئيس مجلس العلماء في كونار وعضو البرلمان عن الإقليم: «العلماء يدرسون تجنب الاحتجاجات على حرق المصحف لأن الأفغان وحدهم هم الذين يفقدون حياتهم وتدمر ممتلكاتهم وليس الذين أحرقوا المصحف». وأضاف: «تيري جونز سيكون سعيدا وهو يرى المسلمين يقتلون بعضهم البعض والدماء تراق. لن يتضرر». وفي مزار شريف قال حاكم إقليم ساريبول في أفغانستان، إن جنودا من حلف شمال الأطلسي قتلوا ستة مدنيين خلال مداهمة ليلية لمنزل في الإقليم الواقع شمال البلاد. وقالت القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي، إن جنودا كانوا يقومون بعملية مشتركة مع القوات الأفغانية قتلوا خمسة رجال كانوا مسلحين وفتحوا النار عليهم. وقال متحدث إنهم يتحرون عن هوية القتلى. ومسموح للأفغان بموجب القانون بحيازة أسلحة، وفي المناطق الريفية يفعل الكثيرون ذلك لحماية أنفسهم من خطر المجرمين أو الميليشيات أو الخصوم الذين يمتلكون أسلحة. ويقول منتقدون للمداهمات الليلية، إن الأشخاص الذين يجري إيقاظهم من النوم ربما يطلقون النار خطأ على الجنود الذين يصلون لتلك المنازل تحت جنح الظلام حتى وإن لم تكن لهم أي صلة بالمتشددين. ويأتي مقتل الستة في وقت تتصاعد فيه المشاعر المناهضة للغرب بعد عدة أيام من الاحتجاجات على من قيام قس أميركي متطرف بحرق مصحف. وتحولت بعض الاحتجاجات للعنف وقتل أكثر من 20 شخصا، منهم سبعة من موظفي الأمم المتحدة الأجانب. وقال حاكم الإقليم سيد أنور رحماتي لـ«رويترز» إنه جرى أيضا احتجاز أربعة رجال في المداهمة التي تمت في وقت متأخر، أمس، في منطقة سياد. وأشارت معلومات مبدئية إلى أن شخصا واحدا فقط هو بين المتشددين.

ويمثل سقوط قتلى من المدنيين على أيدي القوات الأجنبية مصدرا للتوترات بين الرئيس حميد كرزاي وحلفائه الغربيين. كما أن مثل هذه الحوادث تغضب الأفغان مما يزيد من تعقد جهود الحصول على تأييدهم لحرب لم تسفر سوى عن معاناة أغلب المواطنين العاديين. وقال حلف شمال الأطلسي إن هذه العملية كانت تستهدف حاكم إقليم ساريبول في الظل الذي يمثل نفوذا كبيرا في الشمال ويدير معسكرات تدريب على التفجيرات الانتحارية ويساعد على جلب مقاتلين من خارج البلاد.

وفي قندز ألقت الشرطة الأفغانية القبض على شخصين كانا يعتزمان تنفيذ تفجيرات تستهدف قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شمال أفغانستان. وقال سامي ملا قاترا، رئيس شرطة إقليم قندز في مؤتمر صحافي، أمس، إنه جرى القبض على فريد أحمد (15 عاما) ونادر شاه (19 عاما) بصورة منفصلة على مدار اليومين الماضيين. كما ألقت الشرطة القبض أيضا على شخص يدعى ملا عبد الستار يشتبه في أنه سهل إحضار المسلحين من باكستان. وأضاف قاترا إن الشابين تلقيا في مدرسة إسلامية بالمناطق القبلية في باكستان تدريبات حول كيفية شن هجمات. وسمح للصحافيين بتوجيه أسئلة لأحمد خلال المؤتمر الصحافي أمس.

وقال أحمد: «لقد توجهت إلى باكستان منذ ثلاثة أعوام لإجراء دراسات إسلامية»، مضيفا أنه تم تشجيعه لاحقا على دراسة كيفية استخدام الأسلحة وتنفيذ الهجمات الانتحارية. وأضاف أحمد أنه تلقى تعليمات بإطلاق النار على أفراد الشرطة الأفغانية المتمركزين عند بوابة مطار قندز، ثم مواجهة القوات الأجنبية داخل القاعدة عن طريق تفجير صدرية مفخخة.