الملف اليمني على قائمة محادثات غيتس في السعودية

الإدارة الأميركية تدرس سيناريوهات للأزمة اليمنية وخلع صالح

TT

بدأت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرس عدة سيناريوهات لمعالجة الأزمة اليمنية في هدوء وإيجاد سبيل لخروج الرئيس اليمني علي عبد الله صالح - الحليف الأبرز للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة - من السلطة، دون أن تسفر هذه السيناريوهات أو التحركات خلال الفترة المقبلة، عن تصعيد يستوجب التدخل العسكري لحماية المدنيين كما حدث في ليبيا، وأيضا دون أن يسفر خلع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن فراغ أمني يستغله تنظيم القاعدة في مد نفوذه داخل اليمن.

وأصدر البيت الأبيض بيانا شديد اللهجة مساء أول من أمس، أدان فيه استخدام العنف ووجه رسالة لتذكير الرئيس علي عبد الله صالح بمسؤوليته في ضمان أمن وسلامة اليمنيين الذين يمارسون حقهم في التعبير السياسي، وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس صالح بحاجة إلى حل المأزق السياسي مع المعارضة حتى يتحقق تغيير سياسي له مغزى وبشكل منظم وسلمي. وانتقد كارني استخدام العنف ضد المتظاهرين من جانب قوات الحكومة اليمنية في صنعاء وتعز وطالب الرئيس اليمني بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذا العنف، بينما وصف جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون الوضع في اليمن بأنه أصبح صعبا للغاية ويزداد سوءا، مشيرا إلى أن محادثات وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، في السعودية مع الملك عبد الله تتضمن مناقشة الملف اليمني، قائلا إن اليمن يشكل أهم مصدر للتهديدات الإرهابية في المنطقة، ونفى اعتزام واشنطن التلويح بورقة المساعدات العسكرية لليمن، قائلا إن الإدارة الأميركية لا تعتزم تعليق مساعداتها العسكرية لليمن للضغط على الرئيس علي عبد الله صالح لكننا نراقب الوضع عن كثب.

وكررت كاثرين أشتون ممثلة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي دعوتها لإحداث انتقال سياسي منظم من أجل حل الأزمة في اليمن وتمهيد الطريق للإصلاحات. وأضافت أن «الإصلاحات يجب أن تبدأ الآن».

وأوضح مصدر بوزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة الأميركية تدرس عدة خيارات في إدارتها للملف اليمني، خاصة بعد أن اتضح لها أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يحاول القيام بمناورة لعدم تحقيق الإصلاحات المطلوبة من قبل المعارضة اليمنية والتمسك بالسلطة، وأن هناك مخاوف من اندلاع عنف قبلي على خلفية الحرب الدائرة بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة الحوثيين في الشمال، إضافة إلى مخاوف من تزايد نشاط ونفوذ تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية إذا أعلنت واشنطن سحب تأييدها لصالح.

وأضاف المصدر أن هناك مناقشات مستمرة بين وزارة الخارجية الأميركية والشركاء الأوروبيين والحلفاء في المنطقة العربية حول ضرورة تنحي الرئيس اليمني، وأن بقاءه في السلطة لم يعد مقبولا، رافضا الإفصاح عن تفاصيل تلك المحادثات والسيناريوهات المطروحة لدفع الرئيس اليمني إلى التنحي.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى تحول في مواقف سياسة الإدارة الأميركية تجاه اليمن، والتخلي عن مساندة الرئيس علي عبد الله صالح مع عدم وجود بارقة أمل في الوصول إلى حل من خلال إجراء مفاوضات سلمية بين صالح وجماعات المعارضة.