بن كيران: ما حدث في تونس ومصر وضع حدا للتضييق على الحركة الإسلامية

أمين عام «العدالة والتنمية» المغربي: الإسلاميون أصبحوا فاعلا أساسيا لكن بطريقة عادية

TT

قال عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض في المغرب، إن ما حدث في كل من تونس ومصر، يؤكد أن «التضييق على الحركة الإسلامية قد انتهى». وأشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لم يعد مجديا استعمال الحركة الإسلامية كفزاعة من طرف الأنظمة الشمولية.

وكان حزب «العدالة والتنمية» قد اتخذ قرارا بعدم المشاركة في المظاهرات التي تنظمها حركة 20 فبراير (شباط) الشبابية المغربية نهاية كل أسبوع، وهو ما تسبب في خلافات داخل الحزب أدت إلى استقالة ثلاثة من قادته من الأمانة العامة للحزب، لكنهم تراجعوا بعد ذلك عن الاستقالة.

وفي هذا السياق، قال بن كيران إن «الحركة الإسلامية في العالم العربي، ستصبح بعد اليوم فاعلا أساسيا من الفاعلين السياسيين، ولكن بشكل عادي كما كانت دوما، بل أكثر من عادي»، على حد تعبيره.

وأردف قائلا «ما حدث في تونس ومصر درس بليغ يستفاد منه أن الظلم ينتهي ولو بعد حين». ومضى يقول «الثورة قام بها الشعب بصفته شعبا والشباب بصفته شبابا، وليست بصفتهم لا إخوانا ولا حركة إسلامية، وهي ثورة ستمضي في اتجاه إعطاء كل ذي حق حقه، وسواء انتقلت إلى دول أخرى أو لم تنتقل ستكون لها تداعياتها».

وبشأن العلاقات بين «العدالة والتنمية» وجماعة «العدل والإحسان» المحظورة في المغرب التي شاركت بحماس في مظاهرات الشباب، قال بن كيران «جماعة العدل والإحسان لها نفس مرجعيتنا، لكن ليست لديهم نفس الاجتهادات التي لدينا، هم لم يحسموا بعد موقفهم في قضايا نعتبرها نحن جوهرية بالنسبة للمغرب، وعلى رأسها الموقف من الملكية، ونحن لا نقبل التشكيك في هذا المجال، لأن عندنا وعيا بأن المغاربة أسسوا تاريخهم منذ 12 قرنا على المرجعية الإسلامية وعلى إمارة المؤمنين، وإمامنا عبر التاريخ، هو ملكنا، وهو رمز وحدتنا واستقرار بلدنا، وبه نعيش سلمنا وبه نخوض حربنا. أما جماعة العدل والإحسان، فموقفها في هذا الأمر مختلف».

وزاد قائلا: «لذلك، نقول إن لها اجتهادها وهذا يهمها ولها واسع النظر، في أن تتصرف به، ولنا اجتهادنا. وإن كان ذلك لا يغير شيئا من اقتناعنا بأن الموقف السليم الذي نتصوره هو أن عليهم أن يندمجوا في الحياة السياسية بمقتضياتها، ويحاولوا الإصلاح من الداخل». وحول ملف ما يعرف بـ«خلية بلعيرج الإرهابية» التي حوكم من بينها خمسة سياسيين إسلاميين، وما تردد أخيرا حول احتمال الإفراج عنهم، قال بن كيران «هذا الملف مرتبط بأحداث قديمة، وتدخلنا فيه بمنطق وحيد منذ أول يوم، قلنا إن هؤلاء الناس على الأقل منذ عام 1996 حتى الآن ونحن نعرفهم معرفة عن قرب، ولا يمكن أن يفعلوا ما نسب إليهم خلال هذه الفترة، وإذا كان هناك شيء فهو قديم لم يعد له معنى، أو غير موجود، لهذا نحن طالبنا بإطلاق سراحهم، باعتبار أن اعتقالهم عمل من دون معنى».

وأشار بن كيران إلى أنه «إذا كان الهدف من الاعتقال أن يراجع الناس أخطاءهم، فهؤلاء إن كانت لهم أخطاء فهم قبل أن يعتقلوا راجعوا مواقفهم، وعدلوا عنها، وحاولوا العمل في إطار القانون، وأسسوا أحزابا، وبدأوا يعبرون عن مواقفهم من الديمقراطية والدفاع عن الملكية وحقوق الإنسان».

وقال بن كيران: «هؤلاء الأشخاص مندمجون في الوسط السياسي المغربي أكثر من كثير من المقربين الذين يدعون ما يدعون، لهذا طالبنا بإطلاق سراحهم لأنه لا معنى لاعتقالهم. أما الآخرون فلا أعرفهم، لا أعرف بلعيرج ولا أعرف الشباب الذين كانوا معه». وبشأن الموقف الأميركي من الأحداث الأخيرة في العالم العربي، وخاصة موقفهم من الحركات الإسلامية، قال بن كيران «الأميركيون لهم دينهم ولنا ديننا، الأميركيون يقدرون مصلحتهم ومصالح دولتهم وشعبهم ومصالح منظومتهم الحضارية، ونحن لنا شعوبنا ودولنا ولنا منظومتنا».

وزاد قائلا: «لاحظنا أن الأميركيين عندما تدخلوا مباشرة في العراق وأفغانستان لم يحققوا نجاحا، العراق لا يزال يعيش فوضى عارمة إلى اليوم، وفي أفغانستان مجزرة مفتوحة أمام العالم والناس صامتون، لا استقرار، لا ديمقراطية، لا تنمية، ولا شيء مما دعوا إليه».