نتنياهو يطالب الأوروبيين بمهلة أخرى قبل الاعتراف بفلسطين دولة في حدود 1967

أوباما يعطى بيريس وعدا مشروطا برفض «خطوات أحادية الجانب»

TT

أفادت مصادر إسرائيلية، أمس، بأن الجهود التي تبذلها إسرائيل لصد حملة الاعتراف بفلسطين دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، تصطدم بسد منيع حتى الآن، وأن الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمام الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، الليلة قبل الماضية، برفض «خطوات أحادية الجانب»، هو وعد مشروط لن يجد غطاء حقيقيا إلا إذا أقدمت إسرائيل على خطوات جدية لتحريك مسيرة السلام. وفي الوقت نفسه، أفادت هذه المصادر بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول الحصول على مهلة إضافية من دول أوروبا قبل أن تمنح الفلسطينيين هذا الاعتراف في سبتمبر (أيلول) المقبل. وقالت إن نتنياهو يصل إلى ألمانيا لهذا الغرض، واعدا بالتقدم بخطوات جادة نحو المفاوضات.

وكان بيريس قد اجتمع في البيت الأبيض مع أوباما، الذي رحب به بشكل حميم وحاول إضفاء أجواء إيجابية على لقائهما. وحال دخول بيريس إلى مكتبه، بادر أوباما بالتوجه إلى مرافقيه مازحا: «قولوا لي ما هو السر؟ ما المادة التي تضعونها في شرابه لتجعلونه يبدو مزهرا هكذا. ففي كل مرة أجده أكثر شبابا». واستمر اللقاء الثنائي بين أوباما وبيريس 45 دقيقة، ثم دعاه على مائدته لتناول طعام العشاء. وقال للصحافيين في نهاية اللقاء إن الولايات المتحدة تنظر لإسرائيل كحليف وإنها ملتزمة بحماية أمن إسرائيل وبقائها على رأس سلم أولويات إدارته وإنه يعارض أية محاولة لنزع شرعية إسرائيل في المحافل الدولية ويرفض أن تفرض على إسرائيل حلول أحادية الجانب مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دون تسوية للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وقال بيريس من جانبه إن اللقاء كان رائعا ودافئا جدا وإن أوباما عاد ليؤكد التزام بلاده بالحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري على كل الدول العربية وإيران معا. ولكن المصادر الإسرائيلية المذكورة أكدت أن أوباما أوضح لضيفه الإسرائيلي أن الموقف الأميركي بعيد المدى في دعم إسرائيل يحتاج إلى موقف مشابه من إسرائيل. وأنه قال لبيريس إن سياسة حكومة نتنياهو لا تساعد الولايات المتحدة في حماية المصالح الإسرائيلية. وإن على إسرائيل أن تدرك ماهية التغيرات في العالم العربي كما تدركها دول الغرب، وترى فيها فرصة إيجابية سانحة لتغيير العلاقات أيضا مع إسرائيل، ودعا أن تستغل هذه التطورات بشكل إيجابي لصالح عملية السلام، وخصوصا مع الفلسطينيين، وأن لا تقف عائقا أمام مسيرة السلام هذه، فهي مسيرة ضرورية لمصالح الغرب وتخدم مصالح إسرائيل والعرب على السواء. وحرص الناطق باسم البيت الأبيض على إصدار بيان حول الخطوات الإسرائيلية الاستيطانية الاستفزازية، التي تعمدت الحكومة الإسرائيلية الإعلان عنها عشية لقاء أوباما - بيريس، وهي بناء نحو ألف بيت جديد في مستوطنة غيلو وعشرات البيوت الأخرى في مستوطنات غور الأردن ومنطقة نابلس. فقال إن هذه المناطق محتلة بالقوة العسكرية والاستيطان الإسرائيلي فيها غير شرعي والولايات المتحدة تدينه بشدة. وطالب الناطق بأن تتوقف إسرائيل تماما عن البناء الاستيطاني، كونه يتناقض مع الجهود المخلصة لاستئناف المفاوضات.

أما نتنياهو، فمن جهته سافر أمس إلى ألمانيا لمقابلة المستشارة أنجيلا ميركل، التي كانت قد هاجمته بشدة قبل شهرين ويريد التوصل إلى تفاهمات معها. ويرافقه في الزيارة وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، الذي يعتبر قائدا إسرائيليا منبوذا في أوروبا.