قيادي بارز في حزب المالكي يتهمه بـ«انتهاج» أسلوب صدام.. ويكشف عن توجه لعزله

سليم الحسني لـ«الشرق الأوسط»: سنقود حركة تصحيحية من خلال مؤتمر عام

TT

كشف أحد كبار القادة التاريخيين لحزب الدعوة، الذي يتزعمه نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية، عن تحضيرهم لمؤتمر عام لقيادات وقواعد الحزب يعلن من خلاله عزل المالكي عن الحزب «وذلك لإساءته إلى مبادئ ومتبنيات حزب الدعوة».

وقال سليم الحسني، الذي كان رئيس تحرير جريدة حزب الدعوة (الجهاد) في الثمانينات والمسؤول عن أرشيف الحزب لأكثر من 15 عاما، إن «المالكي استغل الحزب وحوله إلى جسر عبر من خلاله إلى السلطة»، منوها إلى أن «أفكار ومبادئ حزبنا بعيدة عن السلطوية، بل هو حزب جماهيري ثقافي يقوم على أساس خدمة الناس وليس لخدمة المسؤولين والتستر عليهم».

وأضاف الحسني قائلا لـ«الشرق الأوسط» في لندن «إن حالات التذمر التي بلغتها قيادات وقواعد حزب الدعوة دفعتنا للتهيئة لعقد مؤتمر عام داخل العراق كونه حزبا عراقيا»، مشيرا إلى «أننا لن نطلق على هذا المؤتمر صفة الانشقاق لأنه أمر مخجل لكثرة الانشقاقات التي حصلت في حزب الدعوة، بل نطلق على مؤتمرنا بأنه حركة تصحيحية وعودة إلى مبادئ ومتبنيات الحزب وسنطالب بعزل المالكي لأنه أساء كثيرا وتسبب بضرر بالغ لتاريخ الحزب والعملية السياسية وكونه استخدم الحزب كجسر إلى السلطة والتشبث بها».

وأشار القيادي، الذي كان قد انتمى لحزب الدعوة عام 1973 وكان مسؤولا عن إعلام الحزب، إلى أن «جزءا كبيرا من أسباب عقد المؤتمر هي طريقة عمل وسلوك المالكي الذي أحدث انفصالا بين مبادئ الحزب، إذ انشغلت القيادة بالسلطة وأهملت مهمة حزب الدعوة»، منوها إلى أن «الموضوع ليس شخصيا بيني وبين المالكي فهو صديقي منذ عام 1980، وعندما لم يكن معروفا حتى على مستوى قيادات الدعوة، ففي عام 1986 قررنا في قيادة الحزب الترويج إعلاميا لبعض الأشخاص في الحزب وكان من بينهم أبو إسراء (نوري) المالكي، وهذا كان اسمه، وكنت رئيسا لتحرير صحيفة الحزب (الجهاد) التي كانت تصدر في طهران، وقد احترت بتقديمه لأنه لم يكن ينطوي على أي شيء يمكن الكتابة عنه أو التعريف به خاصة أنه لم يعرف عنه كونه قياديا إلا في فترة متأخرة وكان متلكئا ومتخوفا والآن أستغرب هذه التحولات في شخصيته وأعزو ذلك إلى السلطة التي جربها».

وقال الحسني إن «المالكي تعمد إبعاد القيادات التاريخية والقوية في حزب الدعوة وقرب منه الضعفاء حتى يسهل عليه تسييرهم والسيطرة عليهم، ومن في مكتبه اليوم هم دون المستوى المتوسط من الناحية الثقافية ونستغرب كيف يدير هؤلاء شؤون الدولة والحزب.. وهو بذلك انتهج خطوات صدام حسين عندما أبعد القيادات الكبيرة في حزب البعث وقرب الضعفاء»، منبها إلى أن «أفضل تسمية اليوم لحزب الدعوة هي (حزب المالكي) وقد بدأنا باستخدامها فعلا لأن ممارسات الحزب ليست لها علاقة بأفكار ومبادئ حزب الدعوة، وهذا يذكرنا بممارسات رئيس النظام السابق عندما حول حزب البعث إلى حزب صدام». وقال «نحن وخلال المؤتمر العام الذي سنعقده سنحتكم إلى المبادئ والمتبنيات الفكرية لحزب الدعوة وما يقوم به المالكي من ممارسات أساءت للحزب، وسيعرف الجميع من يمثل الحزب، ونحن تحركنا منذ فترة ليست بالقليلة نحو التغيير ولا نقول انشقاقا، لأنها وكما قلت حالة معيبة»، موضحا أن «أبرز الانشقاقات التي حدثت في تاريخ الحزب، وأعني الانشقاقات الكبيرة، هي ما حدث عام 1965 عندما انشق سامي البدري وشكل (جند الإمام) ثم انشقاق 1981 الذي قام به عز الدين سليم (عبد الزهرة عثمان) عضو مجلس الحكم السابق والذي اغتيل عام 2004 ببغداد، وانشقاق 1999 وتشكيل جناح (تنظيم العراق)».

وأوضح الحسني أن «ما يؤخرنا في عقد المؤتمر هو أننا لا نريد أن يتصور البعض أننا منشقون، بل نريد أن نقول إن هذا هو حزب الدعوة الأصلي، فالانشقاق يعني تبني أفكار وأهداف جديدة، لكننا مصرون على تحقيق أهداف حزبنا الذي يرفض السلطة بينما من يقوده اليوم متشبث بالسلطة، وهناك من فضلوها على الحزب وتورطوا بالفساد وهذه حالة معيبة جدا، ولهذا سنطالب بعزل المالكي عن الحزب وفصله فهو أصلا وصل إلى قيادته عن طريق الخطأ الذي حصل في طريقة فرز الأصوات التي أدت إلى صعود قيادات، عن طريق الخطأ أيضا، اختارت المالكي كأمين عام في مؤتمر 2007، وقد اعترف المالكي بهذا الخطأ واقترح إعادة الانتخابات بعد 3 أشهر كي لا يساء إلى الحزب، لكنه خدع الجميع ولم يعد الانتخابات».

ونبه الحسني إلى أن «النفوذ الذي يتمتع به حزب الدعوة اليوم سببه السلطة وبخروج المالكي من الحكومة سيزول نفوذ الحزب لأنه ليس قائما على نفوذ جماهيري حقيقي، وأن فوز الحزب بمجالس المحافظات بسبب وجود المالكي في السلطة وإذا ما تم عزله عن الحزب فسوف يفقد جزءا كبيرا من شعبيته».