منظمة الصحة العالمية تحذر من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية

مئات الآلاف من إصابات السل الرئوي المقاوم للأدوية رصدت في 69 بلدا

TT

دقت منظمة الصحة العالمية نواقيس الخطر بشأن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية ونتائجه السيئة. وقالت في بيان نشر اليوم في كوبنهاغن بمناسبة اليوم العالمي للصحة، إنه «في حالة الاستمرار في استخدام المضادات الحيوية بلا هوادة ودون اعتبار للضرورات التي يستوجبها هذا الاستخدام، فإن العودة للفترات التي سبقت هذه المضادات غير مستبعد، لأن الجراثيم، وحتى العادية منها، ستصبح قادرة على مقاومة هذه المضادات، مما يجعلها لا تستجيب للعلاج بها».

وطالبت المنظمة دول العالم باتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة ظاهرة «مقاومة المضادات الحيوية» بوضع خطط وطنية، وبتعزيز المراقبة، والاستخدام الرشيد للأدوية، وتعزيز سبل الوقاية من الأمراض المعدية.

وقد سجلت في العام الماضي وحده 440 ألفا على الأقل من حالات الإصابة بعصيات السل (التدرن الرئوي) المقاومة لمختلف الأدوية في العالم، وقد انتشر مرض السل المقاوم للأدوية في 69 بلدا حتى الآن. ونجح طفيلي المسبب للملاريا في تعزيز مقاومته لأفضل الأدوية المطورة حديثا، بينما أخذت سلالات من الجراثيم المسببة لمرض السيلان في زيادة مقاومتها للأدوية، وفقا لما أوردته النشرة الإنجليزية الصحية لوكالة «رويترز» أمس.

كما تزداد الحالات القاتلة بسبب العدوى الحاصلة في المستشفيات بعد الإصابة بالبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية. وأشارت المنظمة إلى وفاة 25 ألف شخص سنويا داخل الاتحاد الأوروبي، بسبب العدوى بهذه البكتريا المقاومة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه إذا لم يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل موضوعي وعملي فإن الجراثيم الأكثر شراسة ستظل حية وتستطيع التكاثر مرة أخرى مما يمكن أن يؤدي إلى نشأة فصائل أخرى من البكتريا التي لا يؤثر معها استخدام أي نوع من المضادات الحيوية.

وقالت شوزانا ياكاب، رئيسة منظمة الصحة العالمية في أوروبا: «وصلنا إلى نقطة حرجة، لأن مقاومة المضادات الحيوية المتوفرة وصلت إلى قدر غير مسبوق، في حين لا يمكن توفير مضادات حيوية جديدة بالسرعة الكافية»، وفقا لوكالة الصحافة الألمانية.

ولا تتوفر إحصائية مشتركة لعدد حالات الوفاة التي سببتها البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية في الدول الثلاث والخمسين الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في المنطقة الأوروبية، غير أن الوضع في هذه الدول أسوأ حتى منه في دول الاتحاد الأوروبي وذلك لعدم وجود استخدام منضبط للمضادات الحيوية في كثير من مناطق هذه الدول.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى ظاهرة السماح في 21 دولة شرق أوروبية ببيع المضادات الحيوية من دون وصفة طبية على أنها مثال سيئ على استخدامات هذه المضادات، حيث يفضل المزارعون على سبيل المثال إعطاء حيواناتهم مثل هذه المضادات بشكل وقائي. كما أن الكثير من الأطباء يستخدمون هذه الأدوية «بشكل متهور ومفرط» لعلاج العدوى الفيروسية لنزلات البرد البسيطة والإنفلونزا، وذلك رغم عدم إمكانية معالجة هذه النزلات والإنفلونزا بهذه المضادات الحيوية على الإطلاق لأن هذه المضادات مضادة للبكتريا، ولكنها عديمة الفائدة ضد الفيروسات، حسب المنظمة.