ليبيا: القذافي يعين وزيرا جديدا للخارجية ويرسل رسالة إلى «ابنه» أوباما

الثوار يسعون لإقناع واشنطن بتزويدهم بصور جوية لقوات القذافي

أحد الثوار الليبيين يرفع العلم فوق دبابة قديمة على مشارف مدينة أجدابيا أمس (إ.ب.أ)
TT

وجه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أمس، رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في أعقاب الانسحاب الأميركي مؤخرا من العمليات القتالية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لضرب المواقع التابعة للقوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي.

وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية، أمس، في نبأ مقتضب، إن القذافي بعث برسالة إلى أوباما تتعلق بانسحاب أميركا مما سماه «الائتلاف الاستعماري الصليبي» ضد ليبيا.

وهذه هي الرسالة الثانية من نوعها التي يوجهها القذافي إلى أوباما منذ اندلاع الثورة الشعبية ضده في 17 فبراير (شباط) الماضي، علما بأن القذافي وجه الأسبوع الماضي رسالة إلى أوباما خاطبه فيها قائلا إلى «ابننا حسين بركة أوباما».

وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن القذافي أكد مجددا على رفضه لتدخل الولايات المتحدة أو حلف الناتو في الشؤون الداخلية لبلاده، معتبرا أن الاحتجاجات الشعبية الراهنة ضده هي من صنع تنظيم القاعدة وحفنة من المتطرفين الإسلاميين.

وأوضحت المصادر أن القذافي اعتبر أن انسحاب القوات الأميركية من تحالف الدول الغربية ضده، هو بمثابة مؤشر على ما سماه «عودة الوعي إلى الرئيس الأميركي»، مشيرة إلى أن القذافي طالب أوباما بتصحيح الأخطاء الأميركية في ليبيا، والانتباه إلى الخطر الكبير الذي تتعرض له مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب إذا ما تمكن تنظيم القاعدة من قلب نظام الحكم.

ونقلت المصادر عن القذافي قوله في هذه الرسالة: «ليس من حق أحد التحدث باسم الشعب الليبي، ولليبيا ظروف خاصة يجب أن يفهمها الجميع».

ولفتت المصادر إلى أن القذافي مع ذلك أبدى أسفه وامتعاضه من إقدام أوباما - الذي قال إنه استند إلى تقارير صحافية وتلفزيونية مغلوطة - على المشاركة في التحالف الغربي ضده، معربا عن أمله في أن تتغير قناعات الرئيس الأميركي لاحقا.

وجاءت رسالة القذافي إلى أوباما، في وقت يجري فيه مبعوث أميركي رفيع المستوى محادثات هي الأولى من نوعها مع الثوار المناوئين للعقيد القذافي في مدينة بنغازي.

ووصل كريس ستيفين، الذي عمل مساعدا للسفير الأميركي لدى ليبيا، إلى بنغازي كأول مسؤول أميركي كبير يزور ليبيا من بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي.

وقالت مصادر في المجلس الانتقالي الليبي المناهض للقذافي إن المجلس سيطلب من المبعوث الأميركي اعتراف الإدارة الأميركية بالمجلس كممثل وحيد وشرعي للشعب الليبي، بالإضافة إلى الحصول على مساعدات لوجستية وعسكرية في مواجهة القذافي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مبعوث أوباما سيطالب المجلس بالتعاون مع السياسات الأميركية المناوئة لتنظيم القاعدة على خلفية تقارير أميركية وغربية تحدثت عن مشاركة عناصر إسلامية متطرفة محسوبة على تنظيم القاعدة في صفوف الثوار.

وتسعى واشنطن إلى مد جسور الاتصالات الحذرة مع المجلس المناوئ للقذافي، لكن من دون أن تتعهد رسميا بتسليحهم أو الاعتراف بهم كبديل لنظام القذافي.

وقررت الولايات المتحدة إنشاء مكتب اتصالات لها في بنغازي ليكون حلقة اتصال مع المجلس الانتقالي الذي يرأسه المستشار مصطفى عبد الجليل.

وقالت مصادر عسكرية من الثوار لـ«الشرق الأوسط» إن الثوار بصدد طلب مساعدات لوجستية من الولايات المتحدة لتحسين ظروفهم القتالية في المواجهات الطاحنة ضد قوات القذافي في أكثر من جبهة داخل المدن الليبية.

وكشفت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، النقاب عن أن قيادة جيش تحرير ليبيا الذي يترأسه اللواء عبد الفتاح يونس ترغب في إقناع الإدارة الأميركية بتزويدها بصور فوتوغرافية ملتقطة بالأقمار الصناعية توضح خريطة توزيع القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي.

ولفتت المصادر إلى أن هذه الصور ستمنح الثوار معلومات استراتيجية كبيرة ومهمة يمكن توظيفها لصالحهم في الحرب الدائرة ضد نظام القذافي.

يشار إلى أن الولايات المتحدة لعبت دورا قياديا في تنسيق وتنفيذ الضربات الجوية عندما قررت الأمم المتحدة تنفيذ إجراء عسكري في 17 مارس (آذار) الماضي ضد قوات القذافي التي تهاجم المدنيين، قبل أن يتولى حلف شمال الأطلسي القيادة الكاملة للعمليات العسكرية على ليبيا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

إلى ذلك، أعلن أمس في طرابلس عن تصعيد عبد العاطي العبيدي إلى منصب وزير الخارجية بدلا من سلفه موسى كوسا، الذي انشق الأسبوع الماضي عن نظام القذافي ولجأ إلى بريطانيا.

وقال خالد كعيم، وكيل أول وزارة الخارجية الليبية، إن العبيدي بات رسميا يشغل منصب كوسا.

وعاد العبيدي لتوه من جولة خارجية شملت اليونان وتركيا ومالطا كأول مبعوث ليبي رفيع المستوى يكلفه العقيد القذافي بمحاولة إقناع دول التحالف الغربي بقبول خطة لإحلال السلام تحفظت عليها المعارضة الليبية.