الجيش المصري وصحيفة ألمانية ينفيان حوارا مختلقا للمشير طنطاوي

مدير مكتب «دير شبيغل» بالقاهرة لـ «الشرق الأوسط»: نبحث عن مصدر الخبر وسنقاضيه

TT

نفى مصدر عسكري تصريحات صحافية منسوبة إلى المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، جملة وتفصيلا، مؤكدا أن المشير لم يدل بأي أحاديث صحافية لأي مجلة صحيفة أو وسيلة إعلامية داخل أو خارج مصر في الوقت الحالي.

وكانت المواقع الإخبارية قد تناقلت حوارا نسبته إلى مجلة «دير شبيغل» الألمانية، وجاء به أن طنطاوي أشار إلى وجود ضغوط عربية سعيا لعدم محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، إضافة إلى قوله إن الجيش هو من خلع الرئيس السابق من منصبه، على عكس تصريحات سابقة لمسؤولين عسكريين من أن الجيش لم يتدخل في هذا الأمر ولم يقم بخلع الرئيس السابق.. وهو ما أثار جدلا عارما في الشارع المصري.

وفي السياق ذاته أكد السفير السعودي في القاهرة أحمد عبد العزيز قطان، في مقابلة مع صحيفة «الأهرام» المصرية أمس، أنه لا علاقة حاليا بين بلاده والرئيس السابق حسني مبارك بعد تنحيه.

وقال فولكهارد فينورد مدير مكتب «دير شبيغل» في القاهرة إن هذا الموضوع مختلق ولا يمتّ إلى المجلة بِصلة، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لم نجرِ أي اتصالات بأي فرد من المجلس العسكري بأي طريقة منذ الثورة وحتى الآن».

وتساءل فينورد مدوهشا عن صاحب المصلحة من وراء اختلاق مثل هذه الأخبار ونسبها لصحيفته، خصوصا كون الأمر ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن نسب إلى المجلة ذاتها النبأ الكاذب حول هروب الرئيس السابق من مصر. وحول تفسيره لسبب تكرار نسبة أخبار مختلقة للمجلة، قال فينورد إن ذلك قد يعود إلى أن المنطقة العربية لا ينتشر بها من يتقنون اللغة الألمانية، مما يسمح بنسبة الأخبار الكاذبة إليها وتصديقها من قبل الرأي العام لفترة طويلة، وبخاصة كونها جريدة مرموقة ولها مصداقيتها العالمية، قبل أن يتم التيقن من عدم صحة تلك الإشاعات.

وأكد مدير «دير شبيغل» بالقاهرة أنه مكلف حاليا من قبل المركز الرئيسي للصحيفة بالبحث عن المصدر الذي أشاع الخبر الكاذب واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية تجاهه.

وفي سياق موازٍ أثارت تصريحات اللواء محسن الفنجري، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، قبل يومين جدلا بين عدد من النشطاء بالعمل السياسي الحاضرين للقاء عقده بمقر المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، وذلك حينما قال تعقيبا على ترشيح رئيس مصر القادم: «يا جماعة رئيس مصر يجب أن يكون وطنيا عاش على أرض مصر ونام على ظهره وأكل من خيرها».. كما قال في موضع آخر من حواره مع النشطاء: «ليه ما يبقاش رئيس مصر في الخمسينات من عمره وحوله شباب في مواقع مختلفة بالدولة؟».

وأثارت هذه التصريحات قلق الناشطين، خصوصا بحملات الرئاسة للدكتور محمد البرادعي، رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق، وعمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية. وقال صفوان محمد، أحد نشطاء حملة دعم البرادعي، في اجتماع ضم عددا من النشطاء مع قيادة المنطقة الشمالية العسكرية لليوم الثاني على التوالي أمس الأربعاء، إنه يخشى أن تكون تصريحات الفنجري توطئة لتدخل الجيش المصري في اختيار رئيس مصر القادم.. خصوصا أن البرادعي لا تنطبق عليه الشروط التي تحدث عنها الفنجري، بشأن أنه لا بد أن يكون رئيس مصر قد عاش فيها.

وأضاف صفوان: «إبداء رأي الجيش، ممثلا في قيادته العليا، في شروط المرشح للرئاسة قد يلقي بظلال سلبية على عملية الترشيح»، مشيرا إلى أن هذا الرأي من شأنه التأثير في شريحة كبيرة من الشعب المصري لما تحظى به القوات المسلحة من ثقة لدى المواطنين.

كما أعرب الناشط أحمد نصار، القيادي في الحملة الشعبية لدعم عمرو موسى للرئاسة بالإسكندرية، عن قلق أعضاء الحملة من هذه التصريحات التي تستبعد موسى من الترشح كونه تخطى سن الخمسينات الذي تحدث عنه اللواء الفنجري، مشيرا إلى أنه لا بد للقيادة العسكرية من إصدار بيان توضح فيه أسباب إصدار أحد أهم أعضائها لمثل هذه التصريحات، والتي من شأنها خلق حالة من الرأي العام المؤثر على اختيارات المواطنين لمرشحهم للرئاسة في مصر.