السوريون يتداعون اليوم لـ «جمعة الصمود والتضامن».. واستمرار الاعتصامات في درعا وريف دمشق

محافظا درعا وحماة نظما لقاءات مع الأهالي واستمعا إلى مطالبهم

سوريون يراقبون احتفالات رسمية بذكرى تأسيس حزب البعث في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

وسط توقعات بأن يكون اليوم يوم «جمعة الصمود والتضامن» الذي دعا إليه ناشطون سوريون، يواصل محافظ درعا الجديد محمد الهنوس لقاءاته مع أهالي درعا. وفي غضون ذلك استمرت حالة الإضراب وإغلاق المحلات التجارية وسط مدينة درعا، كما تظاهر مهندسو درعا للمطالبة بالإفراج عن زميلهم المهندس معن العودات الذي تم اعتقاله، ومحاسبة من تسبب في وقوع الأحداث الأخيرة وتجاهل مطالب أبناء المحافظة لسنوات. كما شهدت بلدة محجة مساء أمس محاولات إحراق بعض المخافر. وقالت مصادر مطلعة إن المحافظ اجتمع مساء أول من أمس مع عدد من الوجهاء في المحافظة الذين طالبوا بالإسراع في رفع قانون الطوارئ ومحاسبة كبار الفاسدين في أجهزة الدولة ووضع حد لتسلط الأجهزة الأمنية وتدخلها في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن وإطلاق سراح جميع المعتقلين وإطلاق الحريات العامة وإنهاء فجوة عدم الثقة بين المواطن والمسؤول وتفعيل واقع مكاتب التشغيل لتأمين مزيد من الفرص للشباب.

وطالبت المداخلات باعتبار الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة كافة شهداء وتسمية المشفى الوطني باسم «الشهيد الطبيب محمد محاميد»، وبعض المدارس باسم شهداء آخرين، والتكفل بتقديم العلاج اللازم للمتضررين والإسراع بتنفيذ المطالب الخدمية والعمل على تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين والإسراع بقانون الصحافة وحرية الرأي والتعبير وحض الإعلام الرسمي ليمارس دوره في خدمة قضايا الناس وعدم الانحياز إلى السلطة.

ومن جانبه دعا المحافظ الهنوس إلى الوقوف «صفا واحدا في وجه كل المخططات الرامية إلى زرع الفتنة والعمل في إطار الفريق الواحد»، واعدا بأنه «سيواصل فتح مزيد من قنوات الحوار البناء والاستماع إلى الجميع بهدف الوصول إلى الحلول المقبولة من الجميع». وفي ريف دمشق اعتصم مجموعة من الشباب في ساحة السيوف في بلدة جرمانة (جنوب دمشق)، حاملين الشموع تضامنا مع المدن التي سقط فيها عدد من الشهداء في الأيام الأخيرة، وبينما قال ناشطون عبر موقع الـ«فيس بوك» الاجتماعي إن نحو 450 شابا اتفقوا على الاعتصام، فإن السلطات المحلية وبالتعاون مع ما سمي باللجان الشعبية وعدد من العقلاء في البلدة التفوا على الاعتصام الذي شارك فيه مجموعة محدودة أضاءت الشموع لأرواح الشهداء، ولم يدم الاعتصام أكثر عشر دقائق وتم تفريقه بشكل سلمي بعد أن احتلت الساحة مجموعة من المؤيدين.

وفي ريف دمشق أيضا شوهدت عبارات على جدران مدخل بلدة النشابية (شرق دمشق)، والعبارات تدين أمين شعبة دوما الثانية السابق لحزب البعث «لما ارتكبه من فساد». وفي حماة اجتمع المحافظ أحمد عبد العزيز مع عدد من الفعاليات الاجتماعية وناقش معهم المشكلات التي تعاني منها المحافظة. ودعت الفعاليات إلى تفعيل مجالس الإدارة المحلية بما يسهم في تحسين أدائها ومواكبتها لتطلعات المواطنين والإسراع في تنفيذ مشروع إعادة جريان نهر العاصي واستمرار دوران النواعير والعمل على تأسيس المزيد من المشروعات الاستثمارية التي من شانها النهوض بمستوى المحافظة من الناحيتين السياحية والاقتصادية.

كما دعت أيضا إلى التشدد في مراقبة ورصد حركة الأسواق وقمع المخالفات وتسريع وتائر العمل في توسع المنطقة الصناعية وفرز الأراضي في مختلف بلدات وقرى المحافظة وإعادة النظر إلى أداء وصيغ عمل مكاتب وإحداث جامعة في حماة ونقل المقر الحالي للقصر العدلي ومعالجة وضع البيوت الأثرية المهددة بالانهيار. وأوضح المحافظ أن الجانب الاستثماري يحظى بأهمية خاصة ويعد من الأولويات خلال الفترة المقبلة، داعيا الفعاليات الاجتماعية إلى «التواصل الدائم مع الجهات المعنية في المحافظة باعتبارهم يشكلون همزة وصل بين هذه الجهات والمواطنين وتلمس همومهم وتطلعاتهم».

من جانب آخر قالت مصادر حقوقية في دمشق إن السلطات السورية أفرجت عن سبعة معتقلين بموجب كفالة مالية قدرها خمسة آلاف ليرة سورية نحو (100 دولار)، ومن السبعة المفرج عنهم حسين اللبواني ومحمد غوراني اللذان اعتقلا إثر مشاركتهما في اعتصام أهالي المعتقلين أمام وزارة الداخلية في دمشق في 16 (آذار) الماضي، إضافة إلى الإفراج عن كل من عبد الرحيم تمو وأنور مراد، ومحمد الفرخ وشقيقه، ومحمد مهدي.

إلى ذلك، تعهدت القيادة القومية لحزب البعث الحاكم في الذكرى الـ46 لتأسيس الحزب «بالتصدي لمحاولات زعزعة الأمن والتحريض بالوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم بين القائد والشعب وعدم الانجرار وراء المخططات المشبوهة». ووصفت القيادة القومية في بيان صدر يوم أمس، السابع من أبريل (نيسان) عيد ميلاد الحزب، ما يجري من أحداث في سورية بـ«الهجمة الشرسة التي تحاول إثارة الفتنة». وقالت إن «هذه المحاولات تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية ومشاركة جميع أبناء الوطن في تحمل مسؤولياتهم وعمل كل ما هو مطلوب لتلبية احتياجات الشعب»، وإن «تحقيق التقدم لا يتم إلا في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار ويصنعه أبناء الشعب بالحوار، وإن الوعي هو الذي يكفل تجاوز المرحلة وهو أكثر إيمانا وقوة وصمودا». وكان نشطاء دعوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى التظاهر أمام مقار حزب البعث يوم أمس الخميس في ذكرى ميلاد الحزب، وقالت الدعوة: «لنجعل عيد ميلاد حزب البعث المشؤوم الذي جر على بلدنا الويلات، يوم وفاته بعزيمتنا وإصرارنا». إلا أنه لم تسجل لغاية كتابة التقرير أية استجابات لهذه الدعوة.