واشنطن تتشكك في الإصلاحات التي يقوم بها الأسد.. وتتهمه بعدم الجدية

مسؤول بالخارجية لـ«الشرق الأوسط»: دمشق في مفترق طرق

TT

تشككت وزارة الخارجية الأميركية في الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد، والتي جاءت في معظمها تستهدف إرضاء التيارات الإسلامية المتشددة. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط» حول هذه الخطوات «إننا نعتقد أن سورية في مفترق طرق، وقد ادعى الرئيس بشار الأسد لأكثر من عشر سنوات أنه يهدف إلى تحقيق إصلاحات، وارتدى عباءة المصلح من دون أن يقوم فعليا بتنفيذ هذه الإصلاحات التي طال انتظارها».

وألقى المسؤول الأميركي الكرة في ملعب الشارع السوري الملتهب بالمظاهرات والاحتجاجات قائلا «إن الشعب السوري هو الحكم في تقييم ما سمعه من حكومته على مدى الأيام القليلة الماضية، وما إذا كانت الحكومة السورية تقوم بالفعل بخطوات إيجابية إلى الأمام تستجيب لتطلعاته أم لا، وتستجيب لمطالبه السياسية والاقتصادية وتطلعاته للإصلاح الاجتماعي أم لا».

وأكد المسؤول الأميركي ما أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من إدانة استخدام الحكومة السورية للعنف والاعتقالات التعسفية ضد المتظاهرين المسالمين، وقال إن «هذه الممارسات من الحكومة السورية تعرقل قدرة الشعب السوري على ممارسة حقوقه العالمية بحرية»، مضيفا «إننا نعرب عن تعازينا الحارة لأسر وأصدقاء من أصيبوا أو فقدوا أرواحهم، وسنظل في محادثتنا مع الحكومة السورية نعبر عن دعمنا لحق الأفراد في جميع أنحاء العالم في التجمع السلمي والتعبير عن الآراء بحرية».

وقد ظلت الإدارة الأميركية تنتقد الحكومة السورية لفترة طويلة، خاصة في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، وأشارت إلى الاختفاء القسري وأساليب التعذيب التي يتعرض لها السوريون في السجون. لكن تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أثناء مؤتمر لندن لبحث القضية الليبية، والتي وصفت خلالها الرئيس السوري بأنه إصلاحي، قد أثارت تساؤلات كثيرة، خاصة بعدما أكدت أن الولايات المتحدة لا تنوي شن حملة عسكرية ضد سورية رغم المواجهات العنيفة الدائرة بين المتظاهرين وقوات الأمن السورية. وقالت كلينتون «نحن ندعو سورية للاستماع لمطالب شعبها بدلا من استخدام العنف، والسماح بالاحتجاجات السمية وبدء عملية إصلاح اقتصادي وسياسي».

وتضع الإدارة الأميركية في تعاملها الحذر مع سورية، علاقة النظام السوري الوثيقة بإيران، والدور الإيراني في زعزعة استقرار لبنان وتعزيز نظام حماس في غزة.

هذه الإصلاحات والخطوات لإرضاء التيارات الإسلامية المتشددة اعتبرها رضوان زيادة، الباحث بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، لن توقف الاحتجاجات التي تتصاعد في كل المدن السورية، وأكد أن الحكومة السورية تقوم بخطوات مسكنة لكنها تتغافل عن الحقيقة الواضحة وهي حق السوريين في حرية التظاهر السلمي وحقهم في ممارسة الديمقراطية وكل الإجراءات التي تنتهك الحقوق السياسية والإنسانية.