ولي العهد البحريني: الحرية في بلادي أسيء استخدامها.. والمتطرفون قادوا الناس للتهلكة

الأمير سلمان بن حمد: لن نتساهل مع من يريد شق المجتمع إلى نصفين

ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال القائه كلمة أمس (وأب)
TT

أكد ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أنه لن يتم التساهل مع من يريد شق المجتمع البحريني إلى نصفين، مضيفا أنه من غير المسموح أن يستشعر أي مواطن أن لا مكان له فيه، مشيرا إلى أن الحرية في البحرين تم إساءة استخدامها، «وقاد المتطرفون الناس، ودفعوا بهم إلى ترهيب وترويع الآمنين وقطع الأرزاق».

وقال الأمير سلمان، في كلمة بثها التلفزيون المحلي مساء أمس، إن مسيرة المشروع الإصلاحي في البحرين ستستمر، لافتا إلى أن «وحدتنا هي امتداد لتاريخ عريق»، وشدد على أننا علينا أن نعبر فوق جراحنا للحفاظ على الوحدة، مؤكدا «إنني كما عهدتموني دائما، وفي هذه اللحظة الفاصلة من مسيرة وطننا، سأظل ثابتا على المبدأ وأؤكد أنه لن يتم التساهل مع من يريد شق مجتمعنا إلى نصفين»، مضيفا أن «أهل البحرين جميعا ملكيون، ديمقراطيون، تواقون لغد أفضل لكل أبنائهم».

واعتبر الأمير سلمان بن حمد أن العبث بمقدرات الوطن والخطأ في تقدير الحساب وسوء استغلال الحرية «قد أضرت بمنجزات الوطن واستقراره وأمنه».

وحذر ولي العهد البحريني مما سماه «استغلال البعض لشباب البحرين» والدفع بهم «إلى التهلكة والتخريب والاعتداء على الممتلكات وقطع الأرزاق بقصد تحقيق مصالح ضيقة بعيدا عن مصالح الوطن الكلية»، مثمنا في الوقت ذاته وعي شعب البحرين و«التفافه حول مليكه ونبذه للطائفية البغيضة ومحاولة قسم المجتمع البحريني إلى نصفين».

ووعد الأمير سلمان بن حمد بأن بلاده ستكون كما كانت دوما «وطن الجميع الذي يتسع لكل الفرص وأن البحرين هو الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا وأننا جميعا نتطلع إلى غد تكون فيه التنمية والتقدم واحترام سيادة القانون والعيش المشترك هو الهدف الذي نسعى جميعا إلى تحقيقه».

وحث في كلمته جميع البحرينيين على الاستعداد لمواجهة التحدي الرئيس الذي «يفرض نفسه علينا جميعا وهو التكاتف بقصد الاستمرار في عملية البناء والتحديث وكي نستمر في إتمام قصة النجاح والازدهار التي نعيشها وألا نسمح لفئة قليلة بإفشالها».

واختتم كلمته بالتأكيد على الوحدة الوطنية والتمسك بالمثل البحرينية، «تلك المثل التي تؤكد على أن أهل البحرين جميعا ملكيون، ديمقراطيون، تواقون لغد أفضل لكل أبنائهم».

وقال ولي عهد البحرين إن الحرية في بلاده تم إساءة استخدامها، «وقاد المتطرفون الناس، ودفعوا بهم إلى ترهيب وترويع الآمنين وقطع الأرزاق وسد الشوارع ورفع شعارات الانقلاب على كل شيء، ووصل الأمر إلى القتل والجرح وتفتيت الروابط التي تجمع شعب البحرين وتمزيق نسيجه الاجتماعي، إضافة إلى خسائر مؤلمة للاقتصاد البحريني تصل إلى مئات الملايين حتى هذه اللحظة».

وأضاف أنه «من المؤسف تخاذل البعض وتراخيه وسماحه للمتطرفين ليوجهوا أبناء البحرين ويقودوهم، وما شهدناه في الفترة الماضية بسبب التطرف لم يكن بأقل منه التراخي والتخاذل عند الحاجة إلى الاعتدال والإقدام. لم يدرك هؤلاء أن البحرين أكبر من محاصصات الزعامة الضيقة، وفوق كل الحسابات التجزيئية التي تتجاهل الآخر وكان ذلك نتيجة قراءة خاطئة، للموازين السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يقوم عليها مجتمعنا البحريني ولوضعنا في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي المنظومة التي تربطنا كشعب خليجي واحد يجمعنا تاريخ ومصير مشترك».