كلينتون تطالب القذافي بسحب قواته.. وجنرال أميركي فرص الثوار للإطاحة بالعقيد ضئيلة

أردوغان يطلب من قوات القذافي رفع الحصار عن مدن يسيطر عليها الثوار * لندن تحث الدول العربية على تدريب وتنظيم المعارضة.. و«الأطلسي» يصيب مواقعها ويقتل 5

ثوار ليبيون ينسحبون من أجدابيا بعد أنباء عن وصول قوات القذافي إلى مشارفها أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما رفضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نداء شخصيا من العقيد معمر القذافي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما لوقف ما سماه «حربا ظالمة»، وطالبته بسحب قواته والرحيل إلى المنفى، قال جنرال أميركي إن فرص الثوار للإطاحة بالقذافي ضئيلة. وردا على سؤال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ حول تمكن الثوار من التقدم إلى طرابلس للإطاحة بالقذافي، أجاب الجنرال كارتر هام، قائد القوات الأميركية لأفريقيا «أقول إن فرص تحقيق ذلك ضئيلة».

وقال المسؤول العسكري الأميركي أيضا إن حالة جمود بدأت تنشأ في ليبيا بين المعارضة والقوات الموالية للقذافي. وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن هناك جمودا، أو أن حالة جمود بدأت تنشأ، قال الجنرال هام «أوافق على أن ذلك هو الوضع في الوقت الراهن على الأرض».

من جهته، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء أمس في مداخلة متلفزة، من القوات الموالية للقذافي وقف محاصرة مدن تخضع لسيطرة الثوار، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أردوغان: «إن وقفا حقيقيا لإطلاق النار يتعين تطبيقه فورا وعلى الوحدات العسكرية الخاضعة للقذافي أن ترفع حصارها عن بعض المدن والانسحاب»، وذلك في معرض تقديم ما سماه «خارطة طريق» وضعتها حكومته لتسوية الأزمة الليبية. لكنه لم يحدد المدن الليبية المعنية بهذا الطلب.

وطلب أردوغان أيضا فتح «ممرات إنسانية آمنة» لتقديم المساعدة للشعب الليبي.

وفي غضون ذلك، حثت بريطانيا الدول العربية على تدريب وتنظيم الثوار الليبيين، وتحسين وضعيتهم في ساحة المواجهة مع قوات القذافي قبل إجراء أي مفاوضات تتعلق بوقف إطلاق النار، حسب ما ذكر مسؤول في وزارة الدفاع البريطانية لصحيفة «ذا غارديان» أمس.

وقال المصدر ذاته إن بريطانيا تتطلع إلى تأجير الشركات الأمنية الخاصة من أجل مساعدة الثوار، مشيرا إلى أن هذه الشركات الأمنية الخاصة يمكن أن يتم دفع مستحقاتها من قبل الدول العربية مقابل تدريب جيش الثوار غير المنظم.

وتلقى أوباما رسالة من 3 صفحات من القذافي يطلب فيها وقف الحملة الجوية الغربية على قواته لكن المسؤولين الأميركيين قابلوا نداءه بالرفض.

وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني «أعتقد أن القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله.. ينبغي أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة، وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة.. ورحيله عن ليبيا».

وأضافت كلينتون «لا أعتقد أن هناك أي غموض بشأن ما هو متوقع من القذافي في هذا الوقت». وزادت قائلة «كلما حدث ذلك بسرعة وانتهت إراقة الدماء كان ذلك أفضل للجميع».

ودافعت كلينتون عن أداء قوات حلف شمال الأطلسي التي توجه ضربات جوية لفرض منطقة حظر طيران، وحماية المدنيين من الهجوم من قوات القذافي في المواجهة المسلحة بين الزعيم الليبي وقوات المعارضة.

وقالت «بالنظر إلى المهمة التي يؤديها حلف الأطلسي فإنه أبلى بلاء يستحق الإعجاب».

وعلى صعيد ذي صلة، قال مسؤول أميركي رفيع لمشرعين أميركيين إن عملاء أميركيين قد يكونون داخل الولايات المتحدة، ويحاولون شن هجمات انتقامية.

وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، روبرت مولر «نريد أن نتأكد من أننا حددنا هوية هؤلاء الأفراد لضمان ألا يصدر أذى منهم، علما بأنهم قد يكونون مرتبطين بنظام القذافي».

إلى ذلك، قال مقاتلون معارضون في ليبيا وممرض إن ضربة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي أصابت أحد مواقع الثوار قرب بلدة البريقة النفطية أمس مما أسفر عن سقوط 5 قتلى على الأقل.

وقال طبيب في سيارة إسعاف تابعة للمعارضة كانت في المقدمة إنهم تعرضوا لهجوم صاروخي أيضا من جانب قوات تابعة للقذافي عقب الضربة الجوية. وأضاف لـ«رويترز» أن مسعفا قتل وأصيب طبيب بجروح خطيرة.

وشاهد مراسل لـ«رويترز» محفات ملطخة بالدماء يحملها مسعفون في مستشفى بإجدابيا بعد أن نقلوا عليها من أصيبوا في الهجوم الجوي والصاروخي للعلاج. وشوهد فريق طبي، وهو يسعى جاهدا لإنقاذ حياة الطبيب المصاب. وقال مقاتل مصاب يدعى يونس جمعة من مستشفى في إجدابيا «كان هجوما جويا من حلف شمال الأطلسي علينا. كنا قرب عرباتنا بالقرب من البريقة».

وهذه ثاني مرة خلال أقل من أسبوع يلقي فيها مقاتلون من المعارضة اللوم على حلف الأطلسي في مهاجمة زملائهم عن طريق الخطأ.

وقتل يوم السبت 13 شخصا في ضربة جوية لمنطقة لا تبعد كثيرا عن ضربة أمس.

وجلس بعض المقاتلين يبكون في ردهات المستشفى، وقال أحدهم ويدعى سالم مسلات «كنا نقف إلى جوار دباباتنا حين أطلق حلف الأطلسي صاروخين نحونا. إنهم كاذبون. هم في صف القذافي».

وأبلغ الطبيب عثمان الفيدوري «رويترز» أن سيارات الإسعاف قرب موقع المقاتلين تعرضت لهجوم صاروخي من القوات الحكومية عقب الضربة الجوية.

وتابع «سمعت صوت طائرات حربية فوقنا ثم فجأة وقعت ضربات على المنطقة ثم وقعت هجمات صاروخية من اتجاه قوات القذافي».

وفي وقت لاحق سمع مراسل لـ«رويترز» انفجارات من المنطقة الواقعة إلى الغرب من إجدابيا التي تمثل مدخلا إلى بنغازي معقل المعارضة، وقال مقاتل إن قوات القذافي تضرب الحدود الغربية بالصواريخ.

وشوهد مقاتلون يبتعدون بالسيارة عن المدخل الغربي للبلدة التي تضم نقطة تفتيش تابعة لهم.

من جهته، أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن آلاف المدنيين والثوار الليبيين فروا بعد ظهر أمس من مدينة إجدابيا (شرق) باتجاه الشمال نحو بنغازي معقل الثوار بعد شائعات عن تقدم قوات القذافي.

وتكدست أسر بكاملها في سيارات وشاحنات وانضمت إلى شاحنات الثوار للهرب باتجاه مدينة بنغازي.

وفي طرابلس، سمع أمس دوي 4 انفجارات في جنوبها وشرقها، كما سمع هدير طائرات تحلق فوق العاصمة، بحسب ما ذكر شهود لوكالة الصحافة الفرنسية.

وسمع دوي 3 انفجارات في منطقة الهضبة طريق صلاح الدين (جنوب طرابلس) التي تضم ثكنات للجيش، كما قال الشهود الذين أشاروا إلى عدم انبعاث أي دخان.

كما سمع دوي انفجار في منطقة تاجوراء التي تضم ثكنات للجيش الليبي أيضا.

وتحدث الشهود ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية عن هدير طائرات يسمع في طرابلس في هذه الأثناء.

وفي غضون ذلك، نجح الثوار الليبيون في استعادة السيطرة على بعض المناطق في مدينة البريقة شمال شرقي ليبيا الليلة قبل الماضية، حسبما ذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية في مدينة إجدابيا التي تقع على بعد 80 كيلومترا شرق البريقة.

واضطر الثوار أول من أمس إلى التقهقر من البريقة بالكامل بعد معارك مع قوات القذافي المتفوقة عليهم من ناحية التسلح.

إلى ذلك، دارت مواجهات بين الثوار وقوات القذافي أمس في ضواحي مدينة مصراتة التي لا تزال تحت سيطرة التمرد، كما أعلن لوكالة الصحافة الفرنسية متحدث باسم الثوار.

وقال هذا المتحدث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «الوضع هادئ في وسط المدينة التي لا نزال نسيطر عليها، لكن مواجهات تجري حول المدينة. ويمنع الثوار قوات القذافي من التقدم في المدينة».

وأضاف أن «مرفأ المدينة كان هدفا لصواريخ القوات الموالية للقذافي التي تريد منع وصول المساعدة إلى المدينة».

وأوضح أن قوات التحالف شنت غارات على قوات القذافي خارج المدينة. وقال إن «الطائرات حلقت فوق مصراتة لكن ليس هناك قصف».

وباتت مدينة مصراتة التي يقصفها الجيش النظامي منذ شهر ونصف الشهر، محط أنظار المجموعة الدولية.

ودعت الأمم المتحدة إلى وقف للمعارك حول المدينة، على غرار الحلف الأطلسي الذي جعل من هذه المدينة التجارية والصناعية «أولويته الأولى».

وقال المتحدث باسم الثوار في مصراتة إن سفينة فرنسية وصلت أول من أمس إلى ميناء المدينة، وعلى متنها المساعدة الطبية. وأضاف «تلقينا أيضا الثلاثاء مساعدة من بنغازي».

وعلى صعيد ذي صلة، نفى حلف شمال الأطلسي في بيان وزعته قيادته أمس في نابولي (جنوب إيطاليا)، قصف المنشآت النفطية في حقل السرير المهم في جنوب شرقي ليبيا، نافيا بذلك اتهامات القذافي في هذا الصدد.

وأعلن الحلف الذي أقام قاعدته في نابولي لقيادة العمليات العسكرية الدولية في ليبيا أن «اتهام العقيد القذافي للحلف الأطلسي بمسؤولية الحرائق في حقول السرير النفطية غير صحيح».

وفي المقابل اتهم الجنرال شارل بوشار، قائد العملية التي أطلق عليها اسم «الحامي الموحد» قوات القذافي بذلك. وقال «نحن نعلم أن قوات القذافي هاجمت تلك المنطقة خلال الأيام الأخيرة مما أسفر عن حريق على الأقل في منشأة نفطية شمال السرير».

وأضاف الجنرال بوشار أن «محاولة إلقاء المسؤولية على حلف الأطلسي تدل بوضوح على مدى يأس النظام»، مؤكدا أن الحلف «لم يشن قط غارات جوية على تلك المنطقة لأن قوات (القذافي) لا تهدد المناطق التي يسكن فيها المدنيون انطلاقا من تلك المنطقة».

وتابع الجنرال أن «المسؤول الوحيد على ذلك الحريق هو نظام القذافي لأننا نعلم أنه يريد منع وصول النفط إلى طبرق» في شرق البلاد الذي يسيطر عليه الثوار.

واتهم مساعد وزير الخارجية، خالد كعيم، مساء أول من أمس، القوات البريطانية بشن «غارة على حقل السرير النفطي وقتل ثلاثة من حراس الموقع وجرح شخص آخر يعمل فيه». كما أكد أن الغارة خلفت خسائر مادية لا سيما في الأنبوب الذي ينقل النفط من حقل السرير إلى ميناء طبرق.

ويعتبر حقل السرير الواقع في حوض سرت الأهم في البلاد، ويحتوي على أكبر احتياطي من النفط. وتقع حقول نفطية ليبية كبيرة في شرق البلاد الذي يسيطر عليه الثوار.