المدن السورية تنفجر في «جمعة الصمود».. والأكراد مستمرون في التظاهر

أنباء عن سقوط 23 قتيلا في حمص وريف دمشق

TT

انضم الأكراد في سورية إلى المظاهرات التي اندلعت أمس في أنحاء سورية، رغم إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما قبل يوم واحد يمنح بعضهم الجنسية السورية، وهو أمر رفضه أحد زعمائهم على اعتبار أنه خطوة ناقصة.

وفي القامشلي، أو قامشلو كما يسميها الأكراد السوريون، خرجت مظاهرة احتجاجية من جامع قاسمو واتجهت إلى الساحة الرئيسية. وهتف المتظاهرون للحرية، ولنصرة أهالي درعا، وأكدوا أن مطلبهم ليس فقط الحصول على الجنسية السورية بل أيضا الحرية. وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها باللغة العربية «كرد وعرب إخوة.. غير هيك ما نرضى» و«من القامشلي لحوران.. الشعب السوري ما بينهان» و«لا لقانون الطوارئ.. نعم لتغيير الدستور» و«كفاك نفاق يا أحمد حاج علي» في شجب لما يقوله المحلل السياسي السوري أحمد الحاج علي الذي يمثل إلى حد ما وجهة النظر الرسمية في سورية.

وكذلك خرجت في بلدة عامود الكردية القريبة من مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد، مظاهرة هتف خلالها المتظاهرون الأكراد للحرية «يا بثينة يا شعبان الشعب السوري مو جوعان» و«الله سورية حرية وبس». ورفعوا لافتات كتبوا عليها «نحن دعاة حرية لا جنسية فقط» و«عاشت الأمة الكردية العربية السورية» و«سلمية سلمية.. حرية حرية».

وفي حمص، أكدت مصادر محلية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، سقوط نحو 12 قتيلا، منهم ستة في شارع الستين عند مفرق فيروزة، وأربعة شهداء بباب سباع، واثنان في جب الجندلي في شارع القدس. وقالت المصادر إن بين الشهداء طفلا عمره تسع سنوات، مشيرة إلى أن الأهالي في حمص يقومون بإخفاء الجرحى خشية اعتقالهم. كما لوحظ إطلاق نار على السيارات المتوجهة إلى حي النزهة ذي الأغلبية العلوية. كما جرى إطلاق نار من بعيد لتفريق المتظاهرين، الذين قاموا بإحراق إطارات السيارات ومهاجمة مبان حكومية وسد المداخل إلى المنطقة.

وفي ريف دمشق، نقل عن مصادر محلية تأكيد إطلاق رصاص في مدينة حرستا، وسقوط أكثر من أحد عشر قتيلا. واستمر الاعتصام في مدينة دوما التي لا تزال تقيم مجالس عزاء للشهداء، ووفد إليها أمس عدد كبير من وجوه المعارضة البارزين وعدد من الفنانين والشخصيات العلمية والفكرية، وأبرزهم الشيخ جودت سعيد، لتقديم واجب العزاء خلال الأسبوع الماضي. كما أقامت الناشطة الحقوقية منتهى الأطرش، ابنة زعيم الثورة السورية، مجلس العزاء في دوما منذ يومين. وألقت كلمة في جموع المعتصمين حيت فيها دوما ورجال الغوطة، ودعت إلى نبذ الطائفية والتضامن لنيل الحقوق والمطالب. وتكتسب زيارة منتهى الأطرش أهمية خاصة كونها تنتمي للطائفة الدرزية، وهي ابنة زعيم الثورة السورية الكبرى الذي يحظى بتقدير كبير على المستوى الوطني، ولكونها سيدة تزور واحدة من أكثر مناطق ريف دمشق ذات الأغلبية السنية المحافظة في تقاليدها وعاداتها الشامية، في ما يخص الاختلاط. وكانت لافتة الحفاوة الكبيرة التي استقبلت بها، وتأثير خطابها في الجموع التي هتفت «الله سورية حرية وبس» و«إيد واحدة.. إيد واحدة» و«ما في خوف بعد اليوم». وأقام السكان حواجز حول المدينة من أجل التدقيق في هوية من يريد دخول الجامع الكبير، والتأكد من عدم حمله لأي نوع من الأسلحة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، وخرجت مظاهرات سلمية بعد الصلاة فيما استمر الاعتصام وسط البلد في مجالس العزاء.

وفي التل - شمال دمشق - خرجت مظاهرة تضامنا مع شهداء اللاذقية ودرعا ودوما، كما خرجت مظاهرة حاشدة في داريا والمعضمية وزملكا وحرستا تضامنا مع دوما ودرعا. وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين.

أما في العاصمة دمشق، فقد خرجت مظاهرة صغيرة من جامع عبد الكريم الرفاعي في حي كفر سوسة، وهتف المتظاهرون «الله سورية حرية وبس». وعلى الفور تم تفريقهم من مجموعة مؤيدين كانوا يهتفون «أبو حافظ أبو حافظ.. الله سوريا وبشار وبس». ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد أن قوات الشرطة هاجمت محتجين سنة بالهراوات أثناء خروجهم من مسجد بدمشق أمس الجمعة. وقال الشاهد، وهو غربي يعيش قرب مسجد الرفاعي في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية «كان من الصعب التمييز بينهم لأن قوات الأمن هذه لا ترتدي زيا موحدا».

وفي حماة، خرج المئات وهتفوا لنصرة درعا، إلا أنه جرى تفريق المظاهرة دون توافر أي معلومات سوى مقاطع فيديو بثت على موقع «يوتيوب»، الذي بث أيضا مقاطع فيديو لمظاهرات في مدينة أدلب ومدينتي سراقب والمعرة في ريف دمشق. ولم تتوافر معلومات من هناك.

وفي اللاذقية خرج آلاف في مظاهرات سلمية هتفت للحرية «وينك يا حرية وينك» و«اليوم يوم الحرية بدنا وحدة وطنية» و«الثورة مو طائفية» و«بعد اليوم ما في خوف».

وفي بانياس، خرج عشرات الآلاف في مظاهرة سلمية عقب صلاة الجمعة تجمعوا في ساحة الاعتصام وتمت الهتافات «إيد واحدة إيد واحدة»، ومن إحدى الشرفات خاطب أحد الشباب الجموع المحتشدة باللهجة المحلية «يا شباب فيه ناس عم يقولوا عنا نازلين نبعبع شوي ونرجع.. يا شباب انتو عارفين انه ممكن يقوسوا علينا ويعملوا فينا مثل درعا، اللي بدو يواصل معنا يقول الله أكبر.. نحن مستمرون من أجل الحرية بأي طريقة كانت، إذا كانت سلمية كانت وبتكون طريقة ممتازة، إذا هم اختاروا غير هيك بدهم يشوفوا أشياء كتيرة». ولم يسجل في بانياس واللاذقية الساحليتين أي اصطدام أو حوادث مع رجال الأمن.