ولي عهد البحرين: ملتزمون بالإصلاح لكن لا تساهل مع من يحاولون تقسيم المملكة

طهران تواصل حملتها ضد دول الخليج وترفض اي مقارنة مع احتجاجات المعارضة لديها

TT

أعلن الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ولي عهد البحرين، التزامه بالإصلاح، لكنه حذر من أنه لا تساهل مع من يحاولون تقسيم المملكة، وجاء ذلك في وقت تظاهر فيه المئات من الإيرانيين بعد صلاة الجمعة، أمس، أمام السفارة السعودية في طهران، دعما للمحتجين في البحرين، وللمطالبة بسحب قوات درع الجزيرة من هناك، وتزامن ذلك مع استمرار حملة تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول البحرين، فقد زعم رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بأن دعم بلاده للمتظاهرين هناك ليس بسبب مذهبهم الشيعي.

وقال الشيخ سلمان لتلفزيون البحرين، الليلة قبل الماضية، إن المملكة الخليجية ملتزمة بالإصلاح، لكنه قال إن الاضطرابات عقب أسابيع من المظاهرات تصاعدت إلى درجة توجب معها تدخل قوات الأمن، واستطرد أنه في هذه اللحظة الحاسمة من التطورات في البلاد سيتمسك بشدة بمبدأ عدم التساهل مع أي شخص يحاول تقسيم المجتمع البحريني إلى نصفين. وأعلن ولي عهد البحرين أنه ما زال ملتزما بالإصلاح، وأنه لن يدخر وسعا في المشاركة في دفع الإصلاح قدما.

وفي غضون ذلك، تظاهر المئات من الإيرانيين بعد صلاة الجمعة، أمس، أمام السفارة السعودية في طهران لإدانة الدعم العسكري السعودي للمنامة ولقوات درع الجزيرة، التي دخلت البحرين بطلب من السلطات هناك لاستعادة الأمن والاستقرار بعد أسابيع من الاحتجاجات.

وهتف المتظاهرون قائلين: «يجب إغلاق السفارة السعودية في طهران». وأدى التجمع أمام السفارة السعودية إلى اشتباكات بين المحتجين والشرطة.

وشهدت العلاقات توترا بين دول الخليج العربي وإيران بسبب تدخلها «السافر» بشؤون المنامة، كما سحبت البحرين وإيران سفيريهما.

وساند الزعماء الإيرانيون، ومن بينهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد، علانية المعارضة في البحرين، ووجهوا انتقادات للسعودية والولايات المتحدة.

وقال خامنئي إنه «لا يتعين على أي دولة أن تعارض الإرادة المشروعة لشعبها، ولا يتعين السماح لأي دولة أجنبية بالتدخل». وبينما أشادت إيران، العام الحالي، بالاحتجاجات في جاراتها العربية، فإنها ترفض أي مقارنات بالاحتجاجات والمظاهرات التي اندلعت في طهران في عام 2009، بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد المتنازع عليه. وجرى قمع هذه المظاهرات، كما تم احتجاز المئات، ومنذ ذلك الوقت، تم منع جماعات المعارضة الرئيسية من ممارسة أي نشاط سياسي.

وألحق موقف طهران العنيف تجاه البحرين ضررا بعلاقات طهران مع العالم العربي، وبصفة خاصة دول الخليج، وتكهن المراقبون بأن تنضم دول عربية أخرى قريبا إلى الجبهة المناهضة لإيران.

وبينما اتهم أحمد نجاد أميركا بمحاولة «إشعال نار حرب عربية – إيرانية، والحرب بين السنة والشيعة لإنقاذ كيان الاحتلال الصهيوني»، جدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، دعم إيران للاحتجاجات في مصر وتونس واليمن والبحرين, وقال إن «الجمهورية الإسلامية لا تفرق بين المسلمين بسبب مذاهبهم».

وأفاد مراسل وكالة «مهر» للأنباء بأن لاريجاني أشار، مساء أول من أمس، لدى زيارته لمدينة قم، إلى أن «الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في المنطقة وشمال أفريقيا لا يمكن إخمادها بواسطة إجراءات مؤقتة»، وتابع قائلا إن «مطالبات الشعوب المسلمة هي مطالبات حقيقية، حيث إن الدول الأوروبية نفذتها قبل عدة قرون، ولكن هذا الحق سلبه الغرب بالقوة من شعوب المنطقة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية».

واردف رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن «سبب متابعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا الموضوع ودفاعها عن انتفاضات الشعوب المسلمة بالمنطقة، هو أنها تعتبر أن تحقيق هذه المطالب حق مشروع للشعوب».

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه طهران دعمها لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ضد الاحتجاجات التي نظمها السوريون للمطالبة بإصلاحات، بل إن السفير الإيراني لدى سورية وصف تلك الاحتجاجات بأنها نسخة مكررة من فتنة 2009»، أي عندما تظاهر الإيرانيون ضد أحمدي نجاد، واتهموه بتزوير الانتخابات.

ووجه لاريجاني انتقادات لوسائل الإعلام الغربية التي تقول بانها تدعم التظاهرات في البحرين لكونهم , ، لكونهم من الشيعة»، وأضاف أن «شعب البحرين من الشيعة ولكنه شعب مسلم، ويجب أن لا يتعرضوا إلى الظلم لكونهم من الشيعة»، وتابع قائلا إن إيران «دعمت ثورات شعوب مصر وتونس واليمن في حين أن أغلبية المسلمين فيها من أهل السنة, وعلى هذا الأساس فإن دعم إيران للشعب البحريني ليس موضوعا طائفيا، وإنما تنظر إلى هذه القضايا من الناحية الإنسانية»، وأضاف أن «بعض مسؤولي الدول العربية يريدون إضفاء الطائفية على ثورات المنطقة. إن هذا الأسلوب لا يحل المشكلة, فهل يمكن، من خلال الوجود العسكري لباقي البلدان في البحرين تهدئة الأوضاع, بل سيزيد ذلك من ضغينة شعب هذا البلد».