أربيل تدين هجوم مقاتلي «بيجاك» على قوات الباسيج.. ومتحدث الحزب: هذا شأن داخلي

الحزب الإيراني المعارض دعا حكومة الإقليم ووزير الخارجية العراقي إلى الاعتذار

TT

أدانت حكومة إقليم كردستان العراق الهجوم الذي شنه مقاتلو حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني المعارض (بيجاك) على موقع لقوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بمدينة مريوان القريبة من الحدود المشتركة مع إقليم كردستان، والذي أسفر عن مقتل 9 أفراد من عناصر تلك القوات، بعد أن أشارت مصادر رسمية إيرانية إلى أن مقاتلي الحزب دخلوا إلى إيران انطلاقا من أراضي إقليم كردستان.

وقال متحدث رسمي باسم حكومة الإقليم في تصريح صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نصه «نعرب عن قلقنا وانزعاجنا البالغ لذلك الهجوم وندينه بشدة، ونؤكد أنه لا يجوز مطلقا لأي حزب أو قوة مسلحة أن تستخدم أراضي إقليم كردستان منطلقا لشن الهجمات على دول الجوار، ونؤكد على جميع تلك القوى ضرورة مراعاة العلاقات الحسنة بين الإقليم والدول المجاورة له، وأن تحترم القوانين الدولية والمصالح المشتركة بين الإقليم ودول الجوار». وأضاف المتحدث الحكومي «نحن نعتقد أن مثل هذه الأعمال ستلحق أفدح الأضرار وبالدرجة الأولى بمصلحة شعب كردستان وسكان المناطق الحدودية، وتخلق جوا غير مستقر على الحدود، وعليه فإن حكومة الإقليم ستبذل كل جهودها لمنع تكرار تلك الهجمات انطلاقا من داخل أراضيها مستقبلا، وتدعو جميع الأطراف إلى التعامل بمسؤولية مع مشكلات المنطقة والسعي لحلها بما يخدم مصلحة جميع الأطراف».

من جهته، أدان المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حزب «بيجاك» الإيراني الكردي المعارض موقف حكومة الإقليم، واعتبره «موقفا غير مسؤول». وقال «في الوقت الذي لزمت فيه حكومة الإقليم الصمت المطبق تجاه إعدام العشرات من الشباب الكردي في إيران، فإنها أصبحت اليوم تنطق وتدين هجماتنا على قوات النظام الإيراني».

وقال شيرزاد كمانكر «إن الهجوم جاء ردا على إعدام أحد ناشطينا داخل إيران، إضافة إلى القصف الإيراني المستمر لمواقعنا، وكذلك ممارسة النظام الإيراني لسياسات القمع من خلال تجنيد الكثير من المرتزقة لمحاربتنا، ولهذا صعدنا من عملياتنا العسكرية ردا على تلك السياسات القمعية». ونفى قيادي الحزب الأنباء التي تحدثت عن انطلاق مقاتليه من داخل أراضي إقليم كردستان، وقال «الموقع الذي هاجمناه يبعد نحو 15 كم عن حدود إقليم كردستان، ونحن في الأساس ليس لدينا أي تجمع لمقاتلينا داخل أراضي الإقليم، بل إنهم موجودون داخل العمق الإيراني ومنتشرون في الكثير من المدن والمناطق الكردستانية الإيرانية».

وأعرب المتحدث عن استغرابه من «سكوت الحكومة في كردستان إزاء تجاوزات الحدود من قبل القوات الإيرانية وملاحقتها وقتلها للرعاة في مناطق الإقليم، في حين أنها تدعو إلى عدم انتهاك حدود إيران». وأضاف أن «صراعنا مع السلطات في إيران هو شأن داخلي لا علاقة لحكومة الإقليم به، ويفترض ألا تتدخل أو تتحدث عن مثل هذه المسائل، ويجب على حكومة الإقليم ووزير الخارجية العراقي (هوشيار زيباري) أن يتقدما بالاعتذار للشعب الكردي في إيران، وعلى حكومة الإقليم ألا تعطي بمثل هذه المواقف الشرعية لانتهاكات النظام الإيراني ضد أكراد كردستان الشرقية، وأن تتعامل بروح من الشعور بالمسؤولية القومية تجاه الآخرين».

وكانت مجموعة مسلحة تابعة لحزب بيجاك الكردي المعارض، الذي يتخذ من جبل قنديل عند المثلث الحدودي المشترك بين إيران وتركيا والعراق مقرا لقيادته، قد هاجمت موقعا تابعا لقوات الباسيج الإيرانية، وقتلت تسعة أفراد وجرحت عددا آخر. وأكد المتحدث الرسمي لقوات حزب بيجاك في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك الهجوم جاء ردا على إعدام السلطات الإيرانية للناشط السياسي حسين خزريان، عضو الحزب، وأن مقاتليه سيشنون المزيد من الهجمات انتقاما منهم لدم ذلك الناشط السياسي.