البرازيل: صدمة بعد مذبحة المدرسة.. وجدل حول دوافع الجاني

الرئيسة روسييف تعلن الحداد وتدعو مواطنيها للاتحاد ضد «هذا النمط من العنف»

والد أحد التلاميذ الضحايا يبكيه خلال الجنازة في ريو دي جانيرو، أمس (إ.ب.أ)
TT

ساد البرازيل شعور بالصدمة بعدما قتل رجل ما لا يقل عن 11 طفلا في مدرسة بضاحية في ريو دي جانيرو قبل أن ينتحر أول من أمس. وقال وزير التعليم البرازيلي فيرناندو حداد: «هذه مأساة غير مسبوقة في تاريخ البرازيل»، مشيرا إلى أن البلاد لم تشهد من قبل مذبحة لأطفال في مدرسة.

وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسييف والدموع تنهمر من عينيها: «هذا النوع من الجريمة ليس من سمات البرازيل». وأصدرت روسييف مرسوما بالحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد في الوقت الذي دعت فيه البرازيليين إلى الاتحاد «ضد هذا النمط من العنف الموجه بصفة خاصة إلى الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة والذين أزهقت أرواحهم وفقدوا مستقبلهم». غير أنه بخلاف الألم الذي نجم عن وفاة الأطفال، كان هناك تضارب في الرأي العام إزاء دوافع القاتل الذي حددت هويته بأنه ولنغتون مينزيس دي اوليفيرا، 24 عاما. وكان اوليفيرا تلميذا سابقا بالمدرسة الواقعة في حي ريالنجو الفقير، وكان نحو 400 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاما في الفصول أول من أمس.

وقال حاكم ريو دي جانيرو سيرجيو كابرال إنه بالإضافة إلى مساعدة الضحايا وأسرهم، فإن السلطات تعطي أولوية الآن لمعرفة ما إذا كانت المذبحة من عمل شخص مضطرب عقليا أو ما إذا كانت هناك دوافع سياسية وراءها. وقالت روسيلاني دي اوليفيرا، شقيقة المهاجم، لمحطة إذاعة ريو دي جانيرو «باند نيوز»، إن الرجل «كانت تعتريه أطوار غريبة». وأضافت: «لم يكن لديه أصدقاء، وكان يقضي كل وقته على الإنترنت». وقالت إنه بدا في الشهور الأخيرة أنه أصبح أكثر قربا من الإسلام. لكن الشرطة شددت على عدم وجود أدلة ملموسة على أن الهجوم جرى على خلفية دوافع دينية أو سياسية. وقال الكولونيل بالشرطة دجالما بيلترامي إن القاتل ترك خلفه خطابا، يقول فيه إنه سينتحر بعد الهجوم. وقال بيلترامي: «الخطاب تضمن كلمات شخص لم يعد يؤمن بأي شيء، ومليء بعبارات ليس لها معنى وإشارات إلى الأصولية الإسلامية».

وقالت مارتا روشا، الرئيس الجديد للشرطة المدنية في ريو دي جانيرو، إنه لن يتم على الفور الكشف عن محتويات الخطاب لأن ذلك جزء من تحقيق مستمر، غير أنها قالت إن مينزيس ليس له سجل جنائي. وقالت السلطات البرازيلية إن حصيلة القتلى كانت ستصبح أكبر لولا تمكن بعض التلاميذ المصابين من الهرب من المدرسة وإبلاغ ضباط الشرطة الذين كانوا يقومون بتنظيم حركة المرور بالقرب من المدرسة.

ودخل السيرجنت مارسيو الفيس المدرسة وتمكن من إصابة مينزيس الذي أطلق النار على رأسه في وقت لاحق. وكان مينزيس قد قتل في ذلك الوقت 10 فتيات وصبيا وأصاب 13 تلميذا آخرين. وقال الفيس، الذي وصفه الحاكم كابرال بالبطل «عندما وجدته، كان يحاول الانتقال من الطابق الثاني إلى الطابق الثالث للمبنى وكان لديه حزام مليء بالذخيرة». وقال «أشعر بالسعادة لأنني قمت بواجبي ومنعت وقوع المزيد من الضحايا».