قال: الهلباوي: لو كانت هناك امرأة مثل زينب الغزالي أو نهى الزيني لرشحتها للرئاسة

قال لـ«الشرق الأوسط»: زاملت مبارك في مدرسة «المساعي الحميدة» بشبين الكوم ولم يكن طالبا «نابغة»

الدكتور كمال الهلباوي
TT

بالطبل والمزمار استقبلت قرية كفر البتانون - مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية المصرية الدكتور كمال الهلباوي المتحدث الإعلامي الأسبق باسم «الإخوان» في الغرب بعد غياب 23 عاما في منفاه ببريطانيا مساء الثلاثاء الماضي، وعقدت القرية حفلا ومؤتمرا شعبيا استمر حتى ساعات الفجر الأولى، تحدث فيه الهلباوي مؤسس الرابطة الإسلامية في بريطانيا عن سنوات الغربة في أوروبا وتنقله بين عدد من الدول، وخوفه من العودة إلى وطنه الحبيب مصر بسبب وجود اسمه على قوائم الترقب والوصول لأمن الدولة.

قال في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إنه شارك أمس في مظاهرة ميدان التحرير التي شارك فيها مئات الألوف من المتظاهرين في مصر مطالبين بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بتهمة قتل مئات النشطاء وإصابة ألوف آخرين خلال الاحتجاجات التي أرغمته على التنحي في فبراير (شباط). وأوضح الهلباوي أن مصر بلد عظيم وشبابها هم أعظم شيء، وبعد أن تخلصت مصر من الظلم والديكتاتورية فهي في طريقها إلى التقدم والعدل والحرية، من أجل مستقبل مشرق أساسه الجد والعمل. وقلل الهلباوي من المخاوف التي تثار بسبب نمو نفوذ السلفيين، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «السلفيون مجموعات عديدة وليسوا على رأي أو قلب رجل واحد، وغير متفقين سياسيا أو فقهيا، ولكن إذا اختارهم الشعب في الانتخابات فنحن من نسيج هذا الوطن ومع اختيار الشعب، وندعو أن تكون مناهج الجماعات الإسلامية قائمة على القرآن والفهم الوسطي، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى المجتمع أن يحترم إرادة الشعب». وقال الهلباوي، الذي شارك في مظاهرات «جمعة التطهير»، إنه لم يتول أي منصب قيادي في الجماعة حتى الآن، وإنه عضو بالجماعة مثل أي عضو، موضحا أن حزب «الإخوان» حزب سياسي، لأن السياسة جزء من الإسلام، مستندا إلى سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام.

وأضاف الهلباوي أنه لا مانع من تولي قبطي رئاسة الجمهورية لو حرص على مصالح المواطنين أكثر من الرئيس المسلم، وأعطى مثالا على ذلك بالفرق بين الرئيس مبارك وجورج إسحق فلو خير لانتخب جورج إسحق. وأوضح أن قرار عودته جاء بعد التشاور مع جماعة الإخوان في مصر، بعد 23 عاما قضاها في الخارج خوفا من القبض عليه، مشيرا إلى أنه شهد ظلما في العهد السابق، الذي قاست منه أسرته أيضا. وطالب الهلباوي بضرورة أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الحرية والعدالة والمساواة بين جميع أطياف الشعب، والاستفادة من طاقاتهم لتحقيق النهضة لمصر، التي يجب أن تتبوأ مكانتها التي تستحقها عبر الشعب والجيش وأبناء الثورة.

كان الهلباوي - الذي يعد أحد أبرز معارضي النظام المصري السابق - قد عاد إلى القاهرة مساء الثلاثاء، وعن دوره في العمل السياسي المصري خلال الفترة المقبلة قال إن ذلك يتم بالاتفاق مع الإخوان في مصر، والتشاور معهم وهم يملكون كفاءات كبيرة وعديدة وذات خبرة في كل المجالات. وانتقد عهد الرئيس السابق حسني مبارك، ووصفه بالعهد القمعي وبالحاكم المستبد الظالم، وأن نظامه كان نظاما قمعيا منع عظماء مثل مصطفى مشهور ومهدي عاكف ومحمد بديع الذين تعاقبوا على منصب المرشد العام للجماعة من السفر خارج البلاد، وقال إنه تزامل مع مبارك في مدرسة «المساعي الحميدة» بشبين الكوم، ولم يكن طالبا متفوقا نابغة كما كان يشيع نظامه، ولكن «الضرب في الميت حرام».

وكشف القيادي الإخواني عن أنه كان قد زامل الرئيس المخلوع مبارك خلال دراسته الثانوية حيث كان من بلدة قريبة من كفر مصيلحة مسقط رأس الرئيس السابق، وكان معه في المدرسة ولم يكن مشاركا لا في عمل سياسي ولا حركة من الحركات ولا حزب ولا الفريق الرياضي في المدرسة أو في المركز أو حتى الإذاعة المدرسية، كما هو حال الشباب في تلك الفترة.

ونفى الهلباوي عقب عودته إلى مصر أن يكون تقدم باستقالته من عضوية جماعة الإخوان المسلمين، لكنه أكد استقالته من منصبه الإداري كمتحدث إعلامي باسم الجماعة في الغرب.

وأكد أنه لا يمانع أن يكون رئيس جمهورية مصر قبطيا، مضيفا، ولو امرأة مثل زينب الغزالي رحمة الله عليها أو في مكانة المستشارة نهى الزيني التي تصدت لقضايا تزوير الانتخابات عام 2005، وإذا خاضت الأخيرة انتخابات الرئاسة سأرشحها، أو مكارم محمود نصر الدين الديري الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، مرشحة جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب المصري عام 2005 عن دائرة مدينة نصر شرق القاهرة. وأشار الهلباوي الذي قرر العودة إلى مصر بعد أن تأكد من عدم إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول، إلى أنه سعد بالمعاملة الطيبة في المطار وسعد برؤية محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان والمهندي يحيى بياض والعشرات من أبناء عائلته الذين كانوا في استقباله بمطار القاهرة.

وأوضح أن أول انطباع شعر به بعد عودته أن مصر عظيمة بشعبها، وتمنى الهلباوي أن تركز مصر على مستقبلها وأن تهدأ لتبني نفسها نحو عهد جديد من التقدم والازدهار بعد سنوات من الأفول والاضمحلال. وقال إنه في ميدان التحرير شعرت بمصر الجديدة بعد سنوات من الظلم والفساد، شعرت أن عماد الأمة هم شبابها الأحرار الأبطال الذين قادوا الثورة وباتوا حديث العالم، بعد سنوات من الظلام الدامس على قلب مصر.

وأوضح أنه استخار الله عز وجل قبل أن يتوجه إلى مصر، واستشار بعض إخوانه الإسلاميين في الغرب ووجد أن «جمهورية أمن الدولة» سقطت، ولم تكن تحافظ على الدولة بل على النظام، فوجد ضرورة العودة إلى الوطن هو وأسرته المكونة من ولدين وبنتين والأحفاد. وأضاف أن أسرته كانت تتردد على مصر، بينما هو لم يأت إلى مصر بسبب المطاردات والمنع لأنه زار أفغانستان.

وقال الهلباوي إنه لم ينس لنظام مبارك كيف أنه قام باعتقال كمال السنانيري القيادي الإخواني، الذي توفي داخل السجن في مطلع الثمانينات، بعدما قالوا له: عد إلى مصر أنت في أمان. وبعد عودته اعتقلوه وعذبوه ثم ادعوا كذبا أنه انتحر رغم أنه مات من التعذيب. واستطرد الهلباوي قائلا «يجب أن تحترم الحرية حتى لو اختلفنا معا، لا يمح بعضنا بعضا ولا يقمع بعضنا بعضا».

وأشار الهلباوي إلى ضرورة تقوية العلاقات المصرية - الإيرانية، لأن إيران دولة مسلمة حتى مع اختلاف مذهبها، فتلك المذاهب من وجهة نظره اجتهادات في الإسلام، مخاطبا الحكومة بضرورة تقوية العلاقات مع إيران.