«ويكيليكس» تحدث «فتنة» بين الثنائي الشيعي في لبنان حزب الله وحركة أمل

مصادر نيابية في حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: على من طالتهم الوثائق الاستقالة من العمل السياسي

TT

طالبت مصادر نيابية في حزب الله «كل من طالتهم وثائق (ويكيليكس) وكشفت عن مواقفهم الحقيقية أكانوا من 14 أو 8 آذار، مراجعة أنفسهم والاستقالة من العمل السياسي». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، اعتبرت المصادر أن «هؤلاء باتوا يشكلون عبئا على الساحة الداخلية»، لافتة إلى أن «كل الحملات التي تطال الحزب سواء كانت من قبل بعض حلفائه أو أعدائه في السياسة تندرج في خانة عملية الحصار التي تستهدفه داخليا إقليميا ودوليا». وأضافت: «على الرغم من أن بعض الكلام الذي نقل عن بعض الحلفاء يمكن تفسيره بغير ما تمت صياغته، فإن له تفسيرا واحدا عند عامة الشعب وبالتحديد في الشارع الشيعي».

وكانت آخر تسريبات وثائق «ويكيليكس» طالت علاقة الحليفين الشيعيين حزب الله وحركة أمل؛ إذ نقل عن عدد من نواب ووزراء كتلة التمنية والتحرير التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري انتقادات مباشرة وجهها هؤلاء للحزب واستراتيجيته وسلاحه.

وفي هذا الإطار، نُقل عن وزير الصحة محمد جواد خليفة، خلال لقائه السفير الأميركي عام 2006 جيفري فيلتمان وأحد الدبلوماسيين من السفارة قول خليفة إن «حزب الله إذا استفاد من مؤسساته الداخلية بطريقة صحيحة، فإنه عبر موارده المالية سيكون في وضع يسيطر فيه على جزء واسع من السكان السنّة في لبنان أيضا، وسيكون السيناريو الكابوسي بالنسبة إلينا». وأضاف خليفة: «إن حزب الله يخضع لمراقبة دقيقة من طهران، لكنه لا يستطيع فعل الكثير في جنوب لبنان في الحاضر. على الرغم من ذلك إذا فشلت سورية في التوصل إلى ترتيب مع لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة ومحكمة الحريري فإن حزب الله سيجعل حياتنا جحيما وستكون هناك عودة إلى السيارات المفخخة والهجمات الإرهابية، وسورية تستطيع أيضا استخدام وكلائها الفلسطينيين وعملائها النائمين في لبنان».

كما نقل عن النائب في الكتلة عينها، علي عسيران وفي جلسة مماثلة انتقاده لحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله. وبحسب البرقية، التي تتضمن محضر الاجتماع والموقعة من السفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان، فإن عسيران رأى أن «حزب الله سيطيع رعاته الإيرانيين بإخلاص» ليحافظ على سلاحه أطول مدة ممكنة. وبرأيه، فإن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تخلّص بكفاءة من كل معارضة في الطائفة الشيعية، وحوّل حزب الله إلى قيمة إقليمية مهمة بالنسبة إلى النظام الإقليمي الطموح».

وفور انتشار مضمون الوثائق، أصدرت حركة أمل بيانا اعتبرت فيه أن ما صدر «جزء من مطبخ سياسي تآمري مكشوف لمخطط فشل سابقا وسيفشل حتما في تحقيق أهدافه اليوم»، مشيرة إلى أن «هذه الحملة اعتمدت فيما اعتمدت عليه على برقيات وتقارير أمنية وكلام مشافهة وهمس وتلميح وقراءة أفكار ونوايا وجعلت من تحليل كلام أحد السفراء الأجانب شاهد عدل في إعلامها الذي يعتمد أيضا مطرودين من حركة أمل لاستهدافها».

واعتبرت الحركة أن «هذه الحملة التي نأت عن استهداف حزب الله مباشرة باستثناء مسألة السلاح جعلت هجومها الرئيسي على حركة أمل ورئيسها في تكتيك يهدف إلى التعمية، معتقدين أن الحزب سوف لا ينتبه إلى أنه أكل حيث أكلت الحركة».

ورد عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض مباشرة على ما نشرته «ويكيليكس»، فاعتبر أن «مستوى ما انكشف من تآمر وارتهان من خلال هذه الوثائق قد تجاوز كل حدود؛ إذ ثمة انهيار مدوٍ لمنطق الدولة في تفكير ومواقف هؤلاء في وقت كانوا وما زالوا يملأون البلاد صراخا وادعاء حول الدفاع عن الدولة». ولفت فياض إلى «إننا في مواجهة فريق قد أسقط كل قيمة في العمل السياسي، وأباح لنفسه كل شيء في سبيل أهداف وضيعة ومصالح ضيقة، مرتكزا على تآمره مع الأميركيين والاستعانة بالمال السياسي الرخيص في سبيل بناء المحسوبيات وشراء الذمم واختلاق التهم وفبركتها دون أي أساس واقعي واستخدامها ضد من يختلف معه».