إمام المسجد الحرام: السعودية حققت الاستمرار التاريخي على خلاف توقعات كل الخصوم وتمنياتهم

قال خلال خطبة الجمعة: تطبيق الإسلام ليس وظيفة أو نشاطا بل هو الروح والحياة والغاية

TT

شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد، على أن تطبيق الإسلام في السعودية ليس وظيفة، أو نشاطا، بل يعد الروح والحياة والغاية، وأنه المجسد للهوية والمحقق للولاء والانتماء، مؤكدا على أن أي غفلة عن مقومات هذه الهوية للدولة أو إخلال بها أو تهاون في المحافظة عليها هو هدم يتحقق أثره بقدر حجمه.

وقال الشيخ صالح بن حميد خلال خطبة الجمعة التي ألقاها، أمس، في الحرم المكي الشريف، إن السعودية استطاعت أن تحقق الاستمرار التاريخي على خلاف توقعات كل الخصوم وتمنياتهم، مشددا على أن ما يحدث في بلد أو منطقة ليس باللازم أن يكون ملائما لبلد آخر أو منطقة أخرى، في حين أن بلاد الحرمين تختلف في طبائعها ومكوناتها وظروفها وأحوال أهلها.

وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، أن من خصائص الدولة السعودية ومزاياها علماءها ورجال الشرع فيها، فهم لهم مكانتهم، والحاكم يطلب النصيحة ويستقبلها ويقبلها، والعالم ورجل الشرع يبذلها ويقوم بالاحتساب على الحاكم والمحكوم، مضيفا: «بل لا يتصور في هذه الدولة المباركة أن يتقاعس طالب علم عن الاحتساب والمناصحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى الدولة والأمة».

وبين الشيخ صالح بن حميد أن «كل فتنة أو مسلك أو دعوة تهدد الوطن ووحدته والمجتمع وعيشه، يقف أمامها الجميع بالمرصاد صفا واحدا في كتيبة واحدة، متراصة في وجه كل متربص ومواجهة كل صائل ودحر كل عاد كائنا من كان».

وأشار إمام المسجد المكي إلى أن التعاطي مع الأحداث وأخذ العبر والدروس يكون بالعقل الحصيف والهدوء الحذر، وفي ظل الأحداث المتسارعة والتقلبات المتتابعة تكون الحكمة ضالة المؤمن، مبينا أن المملكة تحتضن أول بيت وضع للناس، وختمت بنبيها الرسالات، وتنزل آخر كتاب في ديارها.

وأضاف الشيخ بن حميد: «أرضنا بإذن الله هي التي صنعت التاريخ، بل أهم حدث في تاريخ الدنيا، تغيرت به وجوه الأمم والممالك، ودولتنا في تاريخها الحديث هي امتداد لذلك التاريخ العظيم، والتزام بتلك الرسالة الخالدة، وقيام على الشريعة المطهرة، واتباع لسيدنا ونبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وتاريخ مملكتنا تاريخ دين ومبادئ يجتمع عليها الجميع، ويقبلها ويعتز بها الجميع، ويتمسك بها الجميع، ليست مبنية على عصبية ولا إقليمية ولا مذهبية، الرجال الذين أقاموا هذا الكيان لا يعتصمون بقبيلة ولا يتعصبون لفئة، إنه تاريخ الدين والدولة والأسرة والوطن الذي ينتهج الجمع بين الأصالة والمعاصرة والالتزام والتحديث، جذوره تضرب في أصول الإسلام، وفروعه تتطاول خضراء مزهرة مثمرة تتأقلم مع محيطه، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها بإذن ربها».

وأبان إمام المسجد الحرام أنه «لم تكن في بلاده معركة بين الدين والدنيا، بل استقرار وأمن ووحدة وصلاح وإصلاح، مشيرا إلى أن قيام الدول من أهم الظواهر السياسية والاجتماعية التي تسجلها صحائف التاريخ، ثم يعكف الباحثون على دراسة مختلف جوانبها، وكلما كانت الدولة متميزة في ظروف نشأتها متفردة في عوامل قيامها، كانت أجدر بالبحث في طبيعتها وجوهرها وعناصر مكوناتها، وإذا كان ذلك كذلك، فهذه نظرة في بعض عناصر المكونات الكبرى في الدولة والجوهر البارز من خصائصها».

وأكد صالح بن حميد أن الغاية من راية بلاده هي «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، حيث رفعت الدولة شعار توحيد الله والحكم لله والأمة الواحدة والأخوة الإيمانية والولاء لله ولرسوله والطاعة لولي الأمر والبيعة على كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتخاذ الإسلام نهجا والكتاب والسنة دستورا.