إسرائيل تقتل 10 فلسطينيين في 24 ساعة وتواصل قصف غزة بعد رفض وقف إطلاق النار

اعتبرت قصف حافلة تجاوزا للخطوط الحمر.. والسلطة تطلب تدخل قوى غربية لوقف العدوان

TT

قتلت إسرائيل خلال 24 ساعة في قطاع غزة 10 فلسطينيين وأصابت 45 بجراح بينهم نساء وأطفال في سلسلة غارات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها ستتواصل لعدة أيام، وهو ما قد يرفع عدد الضحايا بشكل كبير.

وبينما أعلنت الحكومة المقالة في غزة التهدئة، ردت بعض الفصائل الفلسطينية على هذا التصعيد، بإطلاقها أمس أكثر من 16 قذيفة هاون على تجمعات إسرائيلية في غلاف غزة. ويذكر هذا التصعيد بالتطورات التي سبقت الحرب الواسعة على غزة قبل عامين، وهو ما قاد السلطة الفلسطينية إلى بدء اتصالات دولية لوقف التدهور وتجنب الحرب.

وتفجر الموقف في غزة بعد استهداف كتائب القسام التابعة لحماس، بقذيفة مضادة للدروع حافلة لطلاب مدرسة في النقب الغربي ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح خطيرة، فأعلنت إسرائيل بدء حملة جوية، وبدأ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات قتل فيها ليل الخميس الماضي 10 فلسطينيين بينهم امرأة وابنتها وناشطان في كتائب القسام.

وقال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء طال روسو، بعد اجتماع مع رؤساء المجالس المحلية في المنطقة الجنوبية، إن إطلاق الصاروخ المضاد للدروع وإصابة حافلة تلاميذ يعتبر «تجاوزا للخطوط الحمراء، ولهذا سيقوم الجيش بكل ما يلزم لضمان عدم تكرار ذلك ومواصلة سير الحياة الطبيعية في المنطقة».

وتطرق روسو لعمليات القصف التي تنفذها قواته ضد قطاع غزة وقال «ما زلنا في وسط عملية عسكرية أصيبت حماس خلالها بضربة قوية». وأضاف «ندرس كل الخيارات، ونحن نمتلك الكثير من الوسائل وكذلك الاعتبارات لهذا لا يتوجب علينا العمل من خلال الغضب».

وهاجم الطيران الإسرائيلي، أمس، موقعين منفصلين في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل نجاح قديح (45 عاما) وابنتها نضال (21 عاما) في منزلهما في خان يونس، وطلال أبو طه (55عاما) في منطقة أخرى من المدينة، بينما قتل ناشطا حماس وهما عبد الله محمود القرا، ومعتز أبو جامع في منطقة خزاعة بصاروخ طائرة استطلاع إسرائيلية أصاب مجموعة من رجال المقاومة.

ثم نفذ الجيش غارة على أنفاق في رفح جنوب القطاع ودمر أحد الأنفاق المختصة بتهريب الوقود، ما أدى لاندلاع حريق ضخم في المكان.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي تعقيبا على الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على غزة، «إن الجيش لن يطيق صبرا على أي محاولة للمس بمواطني دولة إسرائيل وسيواصل العمل بكل حزم وعزم ضد أي منظمة إرهابية تمارس الإرهاب ضد إسرائيل». وأضاف أن «حماس هي العنوان وأنها تتحمل المسؤولية».

أما الفصائل فأطلقت أكثر من 16 قذيفة هاون على منطقة أشكول منذ أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار من جانب واحد ليل الجمعة، محذرة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التصعيد الإسرائيلية، رغم إعلانها وقف النار.

وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة قد أجرت اتصالات مع كافة الفصائل عقب التصعيد الإسرائيلي، وتوصلت إلى اتفاق معهم لوقف النار من جانب واحد. وقالت داخلية حماس، إن ذلك يأتي من أجل وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب، غير أن فصائل مثل الجبهة الشعبية ولجان المقاومة قالت إنها سترد على التصعيد الإسرائيلي ولن تلتزم بوقف النار.

واضطرت حكومة حماس للتحرك بعدما تلقت عدة اتصالات عربية ودولية من أجل وقف التصعيد. غير أن إسرائيل رفضت هذا الإعلان، وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، إن قيادة المؤسسة العسكرية في إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار، مضيفة «ليست حماس من يحدد متى يبدأ إطلاق النار ومتى ينتهي».

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قد تدخل لدى دول عربية وغربية لوقف التصعيد الإسرائيلي، لمنع التجريفات على طول المناطق المحاذية للحدود في غزة، وهو ما طالب به الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس.

وقال نبيل أبو ردينة، الناطق الرئاسي، إن «التصعيد على قطاع غزة مدان ومرفوض»، مؤكدا أن الرئيس أبو مازن أجرى سلسة اتصالات سريعة مع عدة دول أوروبية وجهات دولية لوقف هذا التصعيد، وأنه سيواصل جهوده واتصالاته لوقف هذا التصعيد، وتعزيز الموقف الفلسطيني والعربي.