قتلى وجرحى في مواجهات بين معارضين إيرانيين والجيش العراقي

تبادل اتهامات بين سكان أشرف والقوات العراقية

TT

تبادلت القوات العراقية وسكان معسكر أشرف، الواقع في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، الذي تتخذه حركة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة مقرا لها، الاتهامات بشأن بدء كل طرف لما اعتبره عدوانا على الطرف الآخر أمس. وبينما استنكرت القائمة العراقية زج الجيش العراقي في معارك بالنيابة عن إيران وأنه إنما يمثل «جريمة بحق جيش العراق»، فإن المصادر الرسمية العراقية اعتبرت أن ما حدث كان هجوما من سكان هذا المخيم على القوات العراقية. بدورها قالت «مجاهدين خلق»: إن القوات الحكومية هي التي قامت، بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي، بالهجوم على معسكر أشرف.

ونقل مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» أن القوات العراقية بدأت، صباح أمس، بهجوم كبير على المعسكر «أسفر، حتى المساء، عن سقوط 31 قتيلا وجرح 200 آخرين»، بينما أشارت مصادر طبية داخل المعسكر إلى أن «عدد القتلى سيرتفع، خاصة أن جروح الكثير من المصابين بليغة وأن مستشفى المعسكر يعاني أصلا نقصا حادا في المواد والأجهزة الطبية بفضل الحصار العراقي للمعسكر». من جهته، قال الرائد في الجيش، حسن التميمي، من غرفة عمليات ديالى: «إن الاشتباكات وقعت بعد الرابعة صباحا بالسلاح الأبيض والحجارة والقناني الزجاجية والعصي ولا تزال مستمرة». وأكد «مقتل 3 من (مجاهدين خلق) وإصابة 14 آخرين بجروح وإصابة 6 جنود عراقيين بجروح»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد أن «الاشتباكات وقعت جرَّاء قيام الجيش باتخاذ مواقع داخل مقبرة تابعة لمعسكر أشرف». كانت «مجاهدين خلق» قد أعلنت، قبل 5 أيام، أن الجيش العراقي «احتل أجزاء من مخيم أشرف بواسطة أرتال من المدرعات بلغ عددها ثلاثين».

من جهته، وصف القيادي في القائمة العراقية، ظافر العاني، أمين عام تجمع المستقبل الوطني، إقدام الحكومة على قصف هذا المعسكر بأنه أمر في غاية الخطورة. وقال العاني، في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن زج الجيش العراقي في معارك مفتعلة نيابة عن حكومة طهران جريمة ترتكب بحق جيش العراق المشرف، وهو أيضا مخالفة دستورية عندما يتم توظيف الجيش العراقي بغير الأهداف الوطنية المكلف بها دستوريا». وأضاف البيان أن «ما يحدث من إقحام جيشنا العراقي وقطاعاته في معركة ضد مخيم أشرف الذي يضم اللاجئين من (مجاهدين خلق)، وهي الفصيلة أو القوة المعارضة لحكومة طهران الديكتاتورية، وزج الجيش العراقي في معارك مثل هذه، إنما هو إساءة بالغة أيضا إلى الشعب العراقي ولا يخدم إلا أجندة طهران ومكافأة للمعتدي، وهو حكومة طهران التي طالما مارست سياسات عدوانية تجاه الشعب العراقي؛ فهي الآن تستخدم أتباعها وحلفاءها في بغداد لتصفية خصومتها وعداءها، ليس مع الشعب العراقي فقط الآن ولكن حتى مع القوى السياسية المعارضة لها خارج حدودها».

يُذكر أن مواجهات دامية دارت بين القوى الأمنية العراقية وأنصار المنظمة في يوليو (تموز) 2009 أوقعت 11 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف المنظمة. ويقيم نحو 3500 من أنصار «مجاهدين خلق» في المعسكر الذي يبعد 80 كم عن الحدود الإيرانية، وقد سمح الرئيس السابق صدام حسين لـ«مجاهدين خلق» بالإقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران (1980 - 1988). لكن بعد سقوط الرئيس السابق، نزعت القوات الأميركية أسلحة هؤلاء المعارضين وسلمت السيطرة على المعسكر إلى قوات الأمن العراقية التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران.