الورش الصناعية تلتهم وجه بغداد

مواطنون لـ «الشرق الأوسط»: ضقنا ذرعا بالروائح وبقع الزيت

TT

بينما تتنافس عواصم الدول المجاورة للعراق في ميدان الامتياز العمراني تجد بغداد نفسها هدفا لزحف من المحال والورش التي أحالت أغلب أحيائها إلى شبه صناعية تفقدها بريقها وجاذبيتها العمرانية التي عرفت بها المدينة.

وتقول المواطنة «أم أحمد» التي تسكن في شارع فلسطين لـ«الشرق الأوسط» إنها ضاقت ذرعا بمنظر الورش التي تتوسط دور المنطقة «وبقع الزيت التي تنتشر في شوارعنا، ناهيك عن رائحة البنزين والدهون والزيوت التي تمتد إلى المجاري العامة لتزيد من انسدادها».

أما أمل الموظفة في قطاع النقل في منطقة جميلة، فقالت: «لا نستطيع حتى الخروج أو الوقوف في الباب لأن واجهات المحل يتصدرها العديد من العمال وكثيرا ما نسمع الألفاظ النابية والمزاح السمج فيما بينهم إضافة إلى انسداد الطرق بالسيارات التي تحتاج إلى تصليح، والروائح الكريهة لذا أفكر في الانتقال إلى منطقة أخرى».

ولانتشار الورش الصناعية بهذا الشكل تداعيات على الأمن أيضا حسب المواطن زهير عز الدين (موظف) الذي يرى أن «امتداد الورش إلى المجمعات السكنية له خطورة كبيرة خاصة من الناحية الأمنية فالكثير من الورش ضبطت بها سيارات مفخخة معدة للتفجير، أضف إلى ذلك أن أغلب هذه المحال غير مجاز قانونيا».

بدوره، يقول حسين الحداد المتخصص في حدادة هياكل كافة أنواع السيارات في منطقة (كمب الأرمن) «منذ زمن طويل ونحن هنا وأغلب زبائني من المنطقة نفسها، ولا أستطيع الذهاب إلى مكان آخر كمجمعي كسرى وعطش وغيرهما، فالوصول إليها يستغرق وقتا طويلا بسبب زحمة الشوارع.. أما هنا فالمحل قريب من منزلي».

أما حاتم الفيتر (الميكانيكي) الذي يدير ورشة لتصليح السيارات تقع أسفل عمارة سكنية في منطقة حي الكيلاني فيقول: «بسبب الأحداث الطائفية التي مرت بالبلد وخاصة منطقة شيخ عمرو الفضل استأجرت هذا المحل». ويتابع: «الكل يعتبر وجودنا غير حضاري في المناطق السكنية ولكن ما هو البديل خصوصا وأن أمانة بغداد لا تريد أن تخصص لنا مجمعات صناعية خارج المدينة».

من جهته، يقول أبو زمان، صاحب كراج الأمل لتفكيك السيارات، إنه استأجر مشتلا من أمانة بغداد لعمله، مضيفا: «عملي يتطلب مكانا واسعا لذلك استأجرت هذا المكان من الأمانة».

من جانبها فإن كل ما تقوم به أمانة بغداد بين آونة وأخرى هي شن حملة لغلق مثل هذه الورش أو حتى تهديمها بوصفها تجاوزا أو أنها تلوث البيئة ولكن سرعان ما تعود إلى سابق عهدها بمجرد أن تنتهي حملة الأمانة التي لا تستغرق سوى بضعة أيام وأحيانا بضع ساعات.