كوسوفو: جدل إثر انتخاب امرأة برتبة جنرال رئيسة للبلاد

الرئيس المخلوع بوكولي: واشنطن وليس البرلمان وراء اختيار يحياغا

TT

احتدم الجدل في كوسوفو أمس، حول اختيار أتيفا يحياغا، (36 سنة)، رئيسة للبلاد، بعد خلع بهجت بوكولي، بسبب مخالفات قانونية شابت اختياره، حسبما أعلنت المحكمة الدستورية، في فبراير (شباط) الماضي.

وكان البرلمان قد اجتمع في ساعة متأخرة أول من أمس، واختار أتيفا يحياغا رئيسة للبلاد، من الدورة الأولى، بأغلبية 80 صوتا، أي ثلثي أعضاء البرلمان، مقابل 10 أصوات لسوزانا نوفو بردالي، من أصل 120 مقعدا داخل البرلمان، حيث غاب الكثير من أعضاء البرلمان، سواء احتجاجا، أو لأسباب أخرى. وقد أثار التصويت السريع، وشبه المتفق عليه بين أحزاب الائتلاف الحاكم في كوسوفو، التي يقودها رئيس «الحزب الديمقراطي في كوسوفو» هاشم تاتشي، الكثير من الجدل السياسي. وقال الرئيس المخلوع بوكولي، الذي يرأس «التحالف من أجل مستقبل كوسوفو»، عقب انتخاب يحياغا: «سفارة الولايات المتحدة في كوسوفو، وليس البرلمان هو من اختار يحياغا لرئاسة البلاد في السنوات الأربع المقبلة». وجاء موقفه هذا على الرغم من تأكيد العديد من المصادر أن بوكولي كان يؤيد انتخاب يحياغا إلى جانب زعيم «الحزب الديمقراطي في كوسوفو»، هاشم تاتشي، ورئيس «الاتحاد الديمقراطي في كوسوفو»، عيسى مصطفى.

إلى ذلك، ذكر القيادي في «منظمة تقرير المصير» المعارضة، ورئيس كتلتها البرلمانية، حيث لديها 14 عضوا داخل البرلمان، أمير فيزار، أن «الاتفاق الذي تم بين الائتلاف الحاكم، حول يحياغا، جاء لخدمة المصالح الشخصية للأطراف المشكلة للحكومة».

وكان عدد من أعضاء المنظمة قد غادروا قاعة البرلمان قبل بدء التصويت، كما لم يشارك الصرب، الذين لديهم 10 مقاعد داخل البرلمان، في عملية التصويت، وهو نفس العدد من المقاعد التي يشغلها ممثلو الأقليات الأخرى في البلاد. ومن الأسباب التي دفعت المعارضة، لرفض يحياغا، هو خلفيتها العسكرية، وعدم إلمامها الجيد بالملفات السياسية والاقتصادية، كما يقولون، على الرغم من رتبتها العسكرية العالية، (جنرال)، وهي أول رتبة تحصل عليها امرأة في شرق أوروبا وغرب البلقان. بيد أن المؤيدين ليحياغا، وبينهم رئيسة وفد الحوار مع بلغراد إديتا طاهيري، يرون في انتخاب يحياغا، رئيسة للبلاد من شأنه أن «يعزز فرص المساواة داخل المجتمع، لا سيما بين القوميات، وكذلك بين الرجل والمرأة، كما سيصنع صورة جميلة لكوسوفو». ويرى آخرون أن «انتخاب يحياغا، دليل على عدم وجود تمييز في كوسوفو، سواء كان على أساس الدين، أو العرق، أو الجنس، والاتحاد الأوروبي يعمل ضد التمييز على الأسس السابق ذكرها».

من جهتها، أكدت الرئيسة الجديدة لكوسوفو، أتيفا يحياغا، التي تعد الرئيس الثالث لكوسوفو، والثاني بعد إعلان الاستقلال عام 2008، أن أولوياتها في المرحلة المقبلة، هي العمل على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والبقاء على صداقة دائمة مع الولايات المتحدة الأميركية. وقالت: «حتى أمس (الأربعاء) لم أكن أعتقد أني سأتولى منصبا سياسيا رفيعا، ولكني كنت مستعدة دائما لخدمة بلادي». وتابعت: «آمل أن يفضي الحوار القائم مع بلغراد إلى نتائج ملموسة تعود بالنفع على البلدين والمنطقة لتتحول إلى واحة سلام وتنمية وليس حروبا وصراعات». وأردفت: «لا نستطيع أن نغير الماضي، لكن يمكننا صنع المستقبل الذي نريد». من جهته، عبر رئيس وزراء كوسوفو، هاشم تاتشي عن سعادته لاختيار أتيفا يحياغا رئيسة للبلاد، واعتبر أن اختيارها «نجاح جديد للحوار الداخلي بين مختلف ألوان الطيف السياسي، ومن هذا نتعلم أنه بالحوار، والاحترام المتبادل، يمكننا أن نحل جميع المشاكل».