أبيدجان: واتارا يعلن فرض حصار ضد غباغبو ويدعو إلى مصالحة وطنية

الأمم المتحدة تطالب بفتح ممرات إنسانية

TT

دعا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن واتارا، إلى المصالحة الوطنية في كلمة رسمية إلى الأمة، معلنا فرض حصار على خصمه لوران غباغبو الذي لا يزال يرفض الاستسلام. وجاء هذا بينما عثر محققو الأمم المتحدة على أكثر من 100 جثة في غرب ساحل العاج في غضون يوم واحد.

وكانت هذه أول كلمة يتوجه بها واتارا إلى مواطنيه منذ تفاقم الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج، ونشوب مواجهات في غاية العنف بين الطرفين أشاعت الذعر والفوضى في العاصمة الاقتصادية أبيدجان. وقال الرئيس المنتخب في كلمته المتلفزة، مساء أول من أمس، إنه «فرض حصارا حول محيط» المقر الرئاسي حيث «تحصن (غباغبو) مع أسلحة ثقيلة ومرتزقة»، موضحا أن الهدف هو «ضمان أمن سكان هذا الحي» من أبيدجان. وأعرب واتارا الذي اعترفت الغالبية العظمى من الأسرة الدولية بفوزه في انتخابات 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن أمله في إعادة الهدوء والأمن إلى أبيدجان. وقال إنه طلب من قادة قواته «اتخاذ كل التدابير لضمان حفظ النظام وأمن الممتلكات» وكذلك حرية التنقل في البلاد. وأعلن عن تخفيف منع التجول، اعتبارا من يوم أمس، من أجل السماح بعودة الوضع تدريجيا إلى طبيعته، داعيا إلى «استئناف النشاط الاقتصادي».

والحركة مشلولة في المدينة منذ أيام، ولا يزال السكان قابعين في منازلهم. وبعد المأزق السياسي والمراوحة العسكرية، تخيم حال طوارئ إنسانية في أبيدجان التي كانت قبل الأزمة مدينة مزدهرة. وهي باتت اليوم تعاني انقطاع المياه والكهرباء في غالب الأحيان، وتراجع مخزون المواد الغذائية بسرعة، وانهيار النظام الصحي، وانتشار عمليات النهب، بينما الجثث في الشوارع لا يتم انتشالها. وطالب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، بفتح ممرات إنسانية في ساحل العاج للتمكن من الوصول إلى آلاف الأشخاص المحاصرين من جراء أعمال العنف. وقال البرنامج في بلاغ إلى وسائل الإعلام إن «برنامج الأغذية العالمي يطلق مع وكالات أخرى نداء لفتح ممرات إنسانية في ساحل العاج». وأوضح البرنامج أنه وزع مساعدات غذائية تكفي لمدة ستة أيام في دويكويه (غرب)، حيث هناك خصوصا آلاف اللاجئين في مقر إرسالية كاثوليكية. وأضاف أنه يعتزم الأسبوع المقبل توزيع مساعدات على نحو 30 ألف نازح في دانانيه (غرب) و20 ألفا آخرين في بواكيه وبونا وكورهوغو (شمال) وتييبيسو (وسط). وفي جنيف، أعلن روبرت كولفيل، أحد المتحدثين باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمام صحافيين «لقد تم العثور على أكثر من 100 جثة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وذلك في ثلاثة مواقع في الغرب». كما أوضح أن عمليات القتل هذه دوافعها «عرقية» على ما يبدو. وأضاف أن ذلك يشكل «أخبارا سيئة» بالنسبة إلى ساحل العاج. وفي واشنطن، انضمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتنديد بـ«الهجمات غير المقبولة على جنود الأمم المتحدة» في ساحل العاج، حسبما أفاد بيان للخارجية الأميركية. وأوضح البيان أن وزيرة الخارجية كلينتون وبان كي مون «قاما باستعراض الجهود الدولية المبذولة لدعم شعب ساحل العاج وإرغام لوران غباغبو على الانسحاب فورا». وتابع البيان أنهما «شددا أيضا على وجوب أن تتجاوب الأسرة الدولية بسخاء مع تزايد الحاجات الإنسانية بشكل مطرد» في هذا البلد.