رئيس وزراء الجزائر: لن ندعم «متمردي ليبيا» إلا إذا أوصلهم الشعب إلى الحكم

أويحيى: عندما كان أبناؤنا يذبحون كالخرفان لم يعزنا أحد

TT

قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، إن حكومة بلاده، لن تبدي موقفا مساندا للمتمردين الليبيين إلا إذا «دعمهم الشعب الليبي وأوصلهم إلى الحكم». وأوضح أن الجزائر «دفعت فاتورة ثقيلة خلال فترة المواجهة مع الإرهاب، وقد استوعبت الدرس، والأفضل لنا أن نهتم بشؤوننا الداخلية». وذكر بخصوص احتمال تنحي الرئيس بوتفليقة، «الرئيس لم ينتخب ليبقى حاكما مدى الحياة».

وأظهر رئيس الوزراء أمس امتعاضا من أسئلة صحافيين التي أعابت على الدبلوماسية الجزائرية، «عدم وضوح الموقف والتذبذب في التعامل مع الأزمة في ليبيا»، إذ قال في الموضوع: «عندما كان أبناؤنا يذبحون كالخرفان (أثناء محاربة الإرهاب في تسعينات القرن الماضي)، لم نسمع مسؤولا في أي دولة يعزينا فيهم، لهذا نقول بأننا لن نحارب العالم من أجل عيون أي أحد.. إننا لا نقبل أبدا أن تقع مجزرة في بلد جار لأن أمننا القومي سيكون حينها في خطر». ويعكس هذا التصريح موقفا رسميا جزائريا مفاده أن إراقة المزيد من الدماء في ليبيا يطيل عمر الأزمة مما يزيد من احتمال استغلال «القاعدة» حركة السلاح في البلد، وتكون الجزائر حينئذ أول البلدان المتضررة من الاقتتال الدائر في ليبيا.

وكان أحمد أويحيى يتحدث في مؤتمر صحافي بالضاحية الغربية للعاصمة، بمناسبة انتهاء أشغال اجتماع حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يقوده.

وأفاد أويحيى بشكل صريح، بأن الجزائر ترفض أن تنحاز لأي طرف في الأزمة الليبية، وقال: «لن تبدي الجزائر موقفا مؤيدا لبنغازي (يقصد المتمردين المتخندقين ببنغازي شرق ليبيا) إلا إذا دعمهم الشعب الليبي وأوصلهم إلى الحكم.. إنني لا أرى أي دور لبلادي (في ما يجري بليبيا) ولا أرى ما يخدمها إذا انحازت لهذا الطرف أو ذاك». وأضاف رئيس الوزراء: «لقد دفعنا فاتورة ثقيلة خلال فترة المواجهة مع الإرهاب وما زلنا ندفعها إلى اليوم، واستوعبنا الدرس، والأفضل لنا أن نهتم بشؤوننا الداخلية». وتابع: «عندما يختار الشعب الليبي سننحاز إلى اختياره (...) وعندما جاءنا رئيس الوزراء التونسي (الباجي قائد السبسي في 15 مارس/آذار الماضي) وجد الدولة الجزائرية على نفس موقفها، وتغير النظام في مصر وبقي موقفنا إزاء المصريين مبنيا على أساس الأخوة، أما عن الأزمة في ليبيا فما يهمنا هو الشعب الليبي».

وسئل أحمد أويحيى عن دور يمكن أن يؤديه «اتحاد المغرب العربي» لوقف الاقتتال في ليبيا، فقال إن رئيس الاتحاد حاليا «نفسه في قلب الأزمة»، يقصد العقيد معمر القذافي. وأضاف: «أرجوكم لا تقولوا لي بأن الجزائر هي سبب جمود (اتحاد المغرب العربي)». وتحمل الجزائر المغرب مسؤولية تجميد هياكل الاتحاد، الذي لم يعقد قمة منذ عام 1994 بسبب الخلاف بين أكبر بلدين مغاربيين حول نزاع الصحراء الغربية. وانتقد أحمد أويحيى دعوة وزارة الخارجية الأميركية، قوات الأمن الجزائرية إلى «ضبط النفس» في تعاطيها مع مظاهرات تنظمها المعارضة كل يوم سبت، للمطالبة بالتغيير. وقال إن قوات الأمن لم تطلق قنبلة واحدة مسيلة للدموع على المتظاهرين، في الساحة العمومية التي يتجمعون بها بالعاصمة. وبخصوص تنحي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي تنتهي ولايته الثالثة في 2014، قال أويحيى: «لا يوجد رئيس يظل في الحكم مدى الحياة، فالرئيس لم ينتخب ليكون حاكما مدى الحياة».