غوقة: قطر عرضت علينا إدارة مواردنا ومطاراتنا.. والجزائر تزود القذافي بالوقود

الناطق باسم الثوار قال إن تركيا أكدت دعمها للثوار وتؤيد رحيل القذافي عن السلطة.. لكنها لا تريد إعلان ذلك

TT

فجر عبد الحفيظ غوقة الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي المناهض لنظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، مفاجآت عديدة لآلاف المحتشدين في مدينة بنغازي معقل الثوار، بإعلانه أن هناك تزايدا دوليا ملحوظا في الاعتراف بشرعية المجلس واعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، كما كشف عن عرض قطري لإدارة أموالهم والمطارات التي تحت سيطرتهم، فيما وجه اتهاما إلى دولة الجزائر بأنها متورطة بتزويد نظام القذافي بالوقود. وقال غوقة الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، في خطبة ألقاها في بنغازي، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة مصورة (فيديو) منها: «الأمور والحمد لله تسير بشكل جيد، الاعتراف القانوني يلي الاعتراف الواقعي».

وأضاف: «لدينا مندوبون مقيمون في كثير من دول العالم، في إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة والجامعة العربية وكل الرسائل التي تصلنا من الخارج تؤكد على دعم المجلس وشرعيته». وأعلن عن وصول طائرة قطرية إلى بنغازي تحمل مستشفى ميدانيا لمعالجة الجرحى والمصابين في المنطقة الشرقية، وأضاف: «استقبلنا وفدا قطريا عرض مساعدتنا في إدارة مواردنا ومطاراتنا في هذه الفترة ولا ندرى كيف سنرد الجميل لقطر شعبا وحكومة».

وكشف غوقة النقاب عن أن المجلس الانتقالي رفض مبادرة تركيا لحل الأزمة سياسيا في ليبيا. وقال: «رفضنا مرتين عرضا تركيا بإرسال محمود جبريل رئيس لجنة إدارة الأزمات في المجلس الانتقالي إلى أنقرة للتفاوض حول هذه الخطة». وأضاف: «بعد ثورة 17 فبراير (شباط) الماضي عرضت تركيا علينا المساعدة وشكرناها، وبعد ذلك تركيا وفي موقف غريب عارضت تسليح الثوار لضمان حماية المدنيين، نحن أدرى بشؤوننا، هذا الموقف التركي لن يؤثر علينا وأعربنا عن استيائنا واستغرابنا». وتابع: «إن أنقرة أوفدت سفيرا سابقا لدى ليبيا إلى بنغازي قبل يومين ونقل إلينا رسالة واضحة أن الحكومة التركية تدعم الثورة الليبية وأنها مع رحيل القذافي عن ليبيا، مشيرا إلى أن المسؤولين في تركيا قالوا إنهم لا يستطيعون الإعلان عن هذا الموقف علانية وتفهمنا هذا الموقف». واستطرد غوقة قائلا: «لكن الآن إما أن تكون مع الثورة أو الطاغية (القذافي)، ولا نقبل مساعدات إنسانية من دول لا تعترف بالثورة ولا تنتقد قتل القذافي للمدنيين»، مضيفا: «نحن نقبل المساعدات من قطر وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية لأنهم يعترفون بالمجلس الوطني كمحاور سياسي في هذه المرحلة».

وقال: «رفضنا أي مبادرة من نظام القذافي ورفض جبريل الذهاب إلى تركيا، نحن قلنا بوضوح إننا لا نقبل بمبادرة تتضمن أنصاف حلول أو بقاء القذافي أو أبنائه في السلطة، نحن نستمد شريعتنا من الثورة التي قامت في 17 فبراير (شباط) الماضي». ودعا دول منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إسقاط الشرعية عن نظام القذافي والاعتراف في المقابل بشرعية المجلس الانتقالي.

وانتقد غوقة الجزائر واتهمها بدعم نظام القذافي في مواجهة الثوار المناوئين له. وقال: «مع الأسف الشديد موقف الحكومة الجزائرية متواطئ مع نظام القذافي وتموله بالوقود والعمل اللوجيستي». وأضاف: «نحن نناشد شعبنا العظيم في الجزائر أن يقف ضد الحكومة الاستبدادية، وأعتقد الثورة القادمة ستجري في الجزائر». وقال: «ليبيا أكبر دولة في العالم قدمت الدعم للشعب الجزائري ونحن نطلب من الجزائر أن تقف مع الثورة في ليبيا لأنه لا يمكن أن يقف أحد في مواجهة الشعب الليبي».

ولم نحصل على تعقيب جزائرية على اتهامات غوقة. وكان رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي قال أول من أمس إن حكومة بلاده، لن تبدي موقفا مساندا للمتمردين الليبيين إلا إذا «دعمهم الشعب الليبي وأوصلهم إلى الحكم». وأوضح أن الجزائر «دفعت فاتورة ثقيلة خلال فترة المواجهة مع الإرهاب، وقد استوعبت الدرس والأفضل لنا أن نهتم بشؤوننا الداخلية». وعن الوضع الميداني، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي: «دفعنا بقوات إضافية إلى أجدابيا قبل أن تتعرض للقصف بطريق الخطأ من قوات التحالف»، مشيرا إلى أن قوات الثوار والجيش الوطني تتقدم على مسافة أكثر من أربعين كيلومترا من البريقة. وأعرب غوقة عن غضب الثوار من تباطؤ حلف الناتو في القيام بواجبه في حماية المدنيين عبر قصف قوات ومواقع القذافي. وقال: «تحدثنا إلى سفير فرنسا في بنغازي عن تأخر الضرب بالطائرات وأنه لا يتمشى مع قرار مجلس الأمن بحماية المدنيين ونحن مع تولي فرنسا قيادة عمليات حلف الناتو».