قوات القذافي تقصف أجدابيا.. والثوار يستخدمون مروحية للمرة الأولى تحمل علمهم

إيطاليا تقرر خلال أيام ما إذا كانت ستشارك في القصف.. ولندن: طائراتنا قصفت مدرعات للقذافي

TT

تتواصل عمليات الكر والفر بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، وجيش الثوار المناوئين له، في مناطق وحقول النفط شرقا وغربا، دون سيطرة واضحة لأي طرف، وتمكنت مدفعية قوات القذافي أمس من صد هجوم للثوار في منطقة البريقة، شرق ليبيا، عشية تحرك دبلوماسي بهدف وقف إطلاق النار.

وكان الوضع أمس متقلبا في المنطقة الواقعة بين حقل البريقة النفطي ومدينة إجدابيا التي تبعد عنها 80 كلم إلى الشرق، حيث تتركز المعارك منذ أكثر من أسبوع. ومع اقتراب الثوار حتى عشرات الكيلومترات من البريقة، تعرضوا مجددا لنيران المدفعية والصواريخ التي أرغمتهم على التراجع. والحال على هذا المنوال منذ أسبوع بين كر وفر على طول الطريق بين البريقة وإجدابيا.

وبعد ظهر أمس دوى انفجار قوي في إجدابيا أعقبته سحابة هائلة من الدخان. وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها غارة جوية نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي. إلا أن الحلف الأطلسي أعلن أن أيا من طائراته لم تشارك أمس في ضربات جوية على إجدابيا، نافيا بذلك أن يكون الانفجار الذي سمع في هذه المدينة ناتجا عن قصف لطائرات الحلف. وكانت عشرات السيارات تهرب من إجدابيا نحو الشرق والشمال عند الظهر، باتجاه بنغازي، معقل الثوار على بعد 160 كلم إلى الشمال.

وعلى الطريق، تحلق مروحية عسكرية، رسم عليها علم الثوار، على ارتفاع منخفض في الاتجاه المعاكس، نحو الجبهة. ويشكل تحليق هذه المروحية اختراقا لمنطقة الحظر الجوي التي فرضها الائتلاف الدولي فوق ليبيا منذ 19 مارس (آذار) الماضي. ولم يعرف حتى مساء أمس، طبيعة المهمة الموكلة للمروحية، أو مكان انطلاقها.

ويشكل هذا القصف المدفعي بالقرب من إجدابيا انتكاسة جديدة للثوار بعدما تقدموا صباح أمس عشرات الكيلومترات غربا في اتجاه موقع البريقة النفطي. وكان قادة الثوار قد سمحوا لأول مرة منذ الأربعاء الماضي للصحافيين بالخروج من إجدابيا والاقتراب من خط الجبهة على الطريق الممتد بين المدينتين اللتين تفصل بينهما مسافة 80 كلم. وتشهد هذه المنطقة الممتدة بين إجدابيا والبريقة معارك كثيفة متواصلة منذ عشرة أيام بين قوات القذافي والثوار.

وأعلن وزير الدفاع الإيطالي إينياسيو لا روسا أن إيطاليا ستقرر «منتصف الأسبوع المقبل ما إذا كانت ستشارك في عمليات القصف» في ليبيا، أم أنها ستكتفي، كما فعلت حتى الآن، بتقديم دعم لوجيستي وعسكري للعملية العسكرية في هذا البلد. وقال الوزير الإيطالي في مقابلة مع صحيفة «لاريبوبليكا» نشرت أمس «إن إيطاليا ستقرر منتصف الأسبوع المقبل ما إذا كانت ستشارك في عمليات القصف بعد لقائي وزيري الدفاع الفرنسي والبريطاني». وأوضح الوزير الإيطالي أنه سيجري لقاءات غير رسمية الاثنين (غدا) والثلاثاء (بعد غد) مع نظيريه الفرنسي جيرار لونغيه والبريطاني ليام فوكس. وأضاف أنه «يريد أن يرى ما ينتظرانه من إيطاليا»، في الوقت الذي سحبت فيه الولايات المتحدة طائراتها القتالية من الميدان، بعد أن شاركت في الإغارة على قوات معمر القذافي.

وقال الوزير الإيطالي أيضا: «إن الحكومة ستدرس طلبات قوات التحالف، قبل أن تقرر بشكل مستقل». مشددا على أن إيطاليا «تفضل المضي في تقديم الدعم إلى المهمة القائمة من دون التورط مباشرة في التدخل العسكري».

وأضاف «لا أعتقد أن إيطاليا ستتقدم نحو المشاركة في القصف». مشددا على أهمية الدور الذي تقوم به الطائرات الإيطالية لحماية مقاتلات الائتلاف الدولي خلال تنفيذها ضربات جوية.

وتستخدم قوات الائتلاف الدولي قواعد الحلف الأطلسي في إيطاليا. وأرسلت إيطاليا أول من أمس (الجمعة) طائرتي نقل عسكريتين لنقل معدات طبية إلى بنغازي معقل المعارضة، والعودة مع 25 جريحا لمعالجتهم في إيطاليا. وفي لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن طائرات «تورنيدو» بريطانية قصفت مدرعات للجيش الليبي قرب مصراتة وفي إجدابيا، وأصابت سبع مدرعات، اثنتان منها في منطقة إجدابيا وخمس في مصراتة. من جهة أخرى قامت طائرات «يوروفايتر» بدوريات في إطار فرض حظر التجول في أجواء ليبيا. وتشارك المملكة المتحدة في الغارات الجوية التي تشنها القوات الدولية على ليبيا، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بحماية المدنيين.