مصدر مقرب من اللواء الأحمر لـ «الشرق الأوسط»: اتفاق وشيك لنقل السلطة

قيادي في ساحة التغيير: نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى رحيل الرئيس > مصدر مقرب من الحزب الحاكم: لا علم لنا بخطة.. والاتصالات والوساطات مستمرة

TT

صرح مصدر مقرب من اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في اليمن، الذي أعلن تأييده مطالب ثورة الشباب في اليمن، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، بأن جهودا خيرة تبذل، بوساطة محلية، لإنجاز اتفاقية تخرج البلاد من الأزمة التي تشهدها حاليا، حسب تعبيره. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الاتفاقية تقضي بخروج مشرف للرئيس من السلطة، وبما يحفظ للبلاد وحدتها وسلامتها من الحرب الأهلية. ورفض المصدر الكشف عن تفاصيل الاتفاقية الجديدة التي قال إن شخصيات اجتماعية تسعى لإبرامها خلال الأربع والعشرين إلى الثماني وأربعين ساعة المقبلة، حسب قوله. وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الذي يجعل الجزم بالتوقيع على الاتفاقية مضمونا من طرف الرئيس، قال المصدر إن المعلومات تشير إلى الرغبة في التوقيع على الاتفاق، كما أشار إلى أن الوضع الدولي والإقليمي والمحلي يحتمان التوقيع على الاتفاق الجديد، وهو ما يجعل احتمال موافقة الرئيس عليها واردا بشكل كبير. وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن ماهية الخروج المشرف الذي يتحدث عنه المصدر، وهل هناك ضمانات للرئيس وأسرته بعدم الملاحقة؟ اكتفى المصدر بالقول إنه قد تكون هناك بعض الضمانات التي لا تسقط بها الحقوق المترتبة على الجرائم التي ارتكبت في حق أشخاص.

وفي المقابل، صرح مصدر مقرب من الحزب الحاكم بأنه لا علم لديه عن وجود خطة من هذا النوع، غير أنه عاد ليقول إن هناك اتصالات مستمرة ووساطات غير منقطعة، يقوم بها عدد من الشخصيات الاجتماعية في البلاد بين الطرفين، خاصة مع تجدد المشكلات الأمنية. وأوضح المصدر المقرب من دوائر الحزب الحاكم، الذي بدوره طلب عدم الكشف عن اسمه أن الوساطات، في مجملها، يقوم بها شخصيات قبلية على علاقة بطرفي النزاع. وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ذكر رئيس لجنة الاستقبال في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء الشيخ محمد سالم بن عبود، أن الشباب في الميدان يرحبون بأي مبادرة تلبي شرط رحيل الرئيس علي عبد الله صالح، مع تحفظهم على أي شروط قد تفضي إلى منحه حصانة مستقبلية ضد الملاحقات القضائية، حسب قوله. وقال الشيخ عبود إن أي دولة ذات مؤسسات لا يمكن أن تعطي مثل هذه الضمانات، لمعرفتها أن القضاء الدولي والمحلي سلطة مستقلة.

وكان اللواء اليمني علي محسن الأحمر قد أكد دعمه لثورة الشباب السلمية في بلاده. نافيا أي طموحات سياسية لديه، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى أربعة قتلى في تعز، جنوب العاصمة اليمنية، وأحد مراكز الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وقال الأحمر لدى استقباله جمال بنعمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مساء الجمعة: «سيبقى الجيش مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة تحت أي سلطة لدولة مدنية يختارها الشعب. وشخصيا لا أسعى لتسلم أي سلطة في المستقبل». وكان انشقاق اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، وإعلانه في 21 مارس (آذار) انضمامه للحركة الاحتجاجية قد وجه ضربة قوية للرئيس صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ توليه الحكم قبل 32 عاما. وقال اللواء الأحمر: «دعم الجيش وتأييده لثورة الشباب السلمية جاء استجابة لنداءات الشعب للجيش بحمايته من القتل والقمع والترهيب والترويع الذي يتعرض له المعتصمون من قبل النظام وبعض الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري والحرس الخاص التابع للنظام». وأضاف أن «هذه الثورة ثورة شعبية، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث تماهت فيها كل الألوان والأطياف السياسية، وكل فئات وشرائح المجتمع اليمني». وأكد أن «اليمن سيكون بخير وسينعم بالأمن والاستقرار عند رحيل النظام القائم». متهما السلطات بالضلوع في إثارة الأزمات داخل المجتمع اليمني. وقال في هذا الصدد إن «ما مر به اليمن خلال الثلاثة وثلاثين عاما الماضية من أزمات على شاكلة (القاعدة) والحوثيين والحراك الجنوبي هو في الأصل من صنع النظام القائم». وتابع اللواء الأحمر «ها هو الشعب اليمني اليوم قد توحد بكل فئاته وشرائحه تحت مطلب واحد يتمثل في إسقاط النظام وإقامة دولة مدنية حديثة تستوعب كل اليمنيين وتتاح لهم فيها الفرص المتكافئة وتتحقق المواطنة المتساوية والديمقراطية والحرية للجميع دون استثناء». وأضاف «أن الجيش اليمني كمكون من مكونات هذا الشعب سيتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام في اليمن والمنطقة والعالم». وتتولى قوات اللواء علي محسن الأحمر، الذي اتهم صالح بمحاولة اغتياله، حماية المتظاهرين المعتصمين بلا توقف في ساحة جامعة صنعاء. وانتشر عناصر الفرقة في الساحة بعد إطلاق النار في 18 مارس، الذي نسب إلى أنصار نظام علي عبد الله صالح وأوقع 52 قتيلا بين المتظاهرين.