وقف رواتب المعلمين.. والأطباء يقيمون مستشفيات ميدانية

ورش عمل في ساحة التغيير والفنانون يحيون فعاليات الثورة

TT

تتزايد أعداد المعتصمين بساحات التغيير والحرية في المدن اليمنية بشكل تدريجي بعد انضمام شرائح العمل النقابي التي تضم آلاف الموظفين العاملين في مختلف المؤسسات الرسمية.

وتأثر كثير من المؤسسات الرسمية بسبب انضمام موظفيها إلى ثورة الشباب فيما تدعو النقابات المنظمة إلى تنفيذ عصيان مدني يشل المؤسسات السيادية الرسمية حتى تحقيق مطالبهم ورحيل النظام والرئيس علي عبد الله صالح.

وبسبب انضمام المنتسبين إلى النقابات تعرض العديد منهم إلى إجراءات تأديبية تمثلت في فصل بعضهم ووقف رواتب البعض الآخر فضلا عن المنع من دخول مؤسساتهم كما حدث في بعض المؤسسات الإعلامية المرئية.

وأعطى انضمام النقابات المختلفة لشباب ساحة التغيير والحرية دافعا قويا لمواصلة ثورتهم كما تقول قيادات الاعتصام، وتتنوع الشرائح التي انضمت إلى الثورة بين المهن العمالية والمهن النوعية والمهن الحرفية وغيرها، وأبرزها نقابات الصحافيين، والمعلمين، والمهندسين، والمحامين، والتشكيليين، والفنانين، والأطباء والصيادلة، والنقابات العمالية، والقضاة.

ولعل أبرز ما يلفت النظر في خيمة النقابات التي انضمت إلى الثورة هو ما تقدمه من خدمات تساعد المعتصمين وتدعم جهودهم بل إن بعض النقابات كان لها دور بارز في تنظيم ساحات الاعتصام وأبرزها نقابة الأطباء والصيادلة، التي أعلنت انضمامها إلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، ودعت أعضاءها إلى المشاركة في الاعتصامات وتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين كما تقيم الكوادر الطبية دورات في الإسعافات الأولية للمعتصمين.

ويقول نقيب الأطباء والصيادلة الدكتور عبد القوي الشميري إن الكثير من الكوادر الطبية قدمت جهودها وإمكاناتها في إقامة مستشفيات ميدانية في كثير من ساحات الاعتصام سواء في صنعاء أو تعز أو عدن أو الحديدة وغيرها.. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خرج الأطباء في صنعاء في بداية الاعتصامات وقادوا مسيرة تقدر بخمسة آلاف طبيب وصيدلي وكادر طبي إلى ساحة التغيير، وقاموا بإنشاء مستشفى ميداني كان له دور بارز في تقديم المساعدات الطبية للمصابين من اعتداء قوات الأمن خلال الاعتصام». كما تعرضت الكوادر الطبية إلى اعتداءات بسبب عملهم الإنساني وتم تحطيم أكثر من سيارة إسعاف، واعتبر الشميري أن ما يتعرض له الأطباء والممرضون من مضايقات في أماكن عملهم لن يوقفهم عن مطلبهم»، وقال: «لقد أصبحت لدينا مناعة وكل الأساليب التي يمارسها النظام لثنينا عن هدفنا لن تخيفنا، أما حقوقنا التي توقفها الدولة فهي في الأساس لا تساوي شيئا وانضمامنا إلى الثورة هو بسبب ضياع حقوقنا وانتشار الفساد في مؤسساتنا».

كما تعرض المئات من المدرسين إلى خصومات ووقف رواتبهم بسبب انضمامهم إلى الثورة وقامت الحكومة بتعيين بدلاء عنهم في بعض المدارس بعد أن أصبحت أغلب مدارس اليمن شبه فارغة. ويقول عبد اللطيف الحماطي، مدرس: «يتعرض المدرسون لاعتداءات من قبل بعض مديري المدارس، ممن يعملون مع الحزب الحاكم ويقومون بإرسال كشوفات بأسماء المتغيبين الذين انضموا إلى ساحات الاعتصامات ثم بعد ذلك توقف رواتبهم».

ويضيف الحماطي لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا قبل أسبوع بمسيرة احتجاجية إلى مجلس الوزراء بسبب وقف رواتبنا لكن الشرطة منعتنا من التعبير عن حقنا الدستوري ومع ذلك فلن نتوقف عن مطالبنا حتى يرحل هذا النظام».

وتبرز في ساحة التغيير بصنعاء خيمة المنتدى الأكاديمي التي أصبحت صالونا ثقافيا لمناقشة أوضاع الثورة ومستقبل البلاد، وبحسب المشرف عليها الدكتور محمد المحجري فإن المنتدى يضم أساتذة الجامعات اليمنية وتقام فيها ندوات وورش عمل لبحث مستقبل البلاد ويحضرها المئات من المعتصمين، وأقيمت هذه الخيمة بجهود ذاتية من قبل الأكاديميين كما يقول المحجري لـ«الشرق الأوسط»، ويتابع: «نحاول من خلال هذا المنتدى تقديم دور تنويري وتوعوي عبر الندوات اليومية إضافة إلى إقامة دورات تدريبية في التنمية البشرية وهي مفتوحة لجميع المعتصمين».

أما نقابة الصحافيين اليمنيين فقد كان موقفها أكثر حدة حيث اعتبرت نظام الرئيس علي عبد الله صالح غير جدير بأن يحكم الشعب، ودعته في بيان صحافي إلى الرحيل فورا لأنه بات عبئا ثقيلا على اليمنيين وأصبح بقاؤه خطرا على أمن اليمن واستقراره ووحدته وسلمه الأهلي، في حين يحيي الفنانون والمنشدون اليمنيون فعاليات ساحات الاعتصام سواء في صنعاء أو تعز أو الحديدة وعدن، بعد انضمام نقاباتهم إلى الساحات ليقدموا أغاني ثورية ومسرحيات وأغاني وطنية تدعو النظام إلى الرحيل فيما البعض منهم يتنقل بين المحافظات لبث روح الثورة إلى جميع المدن، وأقام التشكيليون والرسامون معرضا فنيا يجسد مراحل الثورة الشعبية ويشيد بدور الشهداء والشباب عبر لوحات فنية ترسمها أنامل الفنانين.