18 قتيلا في 48 ساعة في غزة.. ونتنياهو يأمر بتصعيد الاغتيالات

من بينهم قائد في كتائب القسام وأم وطفلتها

TT

بينما بات من الصعب على الفلسطينيين إحصاء عدد الغارات الجوية الإسرائيلية وعمليات القصف المدفعي التي تنفذها الدبابات لقطاع غزة، فإن عدد ضحايا هذا التصعيد ارتفع إلى 18 فلسطينيا في أقل من 48 ساعة.

فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية المتواصلة بشكل خاص قيادات ونشطاء تابعين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في جميع أنحاء قطاع غزة، بعد أن حملت القيادة الإسرائيلية الحركة المسؤولية عن التصعيد الأخير. ففي أقصى جنوب القطاع قتل قيادي بارز في كتائب القسام، وناشط آخر، وأصيب ثالث بجراح بالغة، في قصف نفذته طائرة استطلاع من دون طيار في مدينة رفح. وذكر شهود عيان أن الصاروخ الأول سقط على السيارة، مما دفع النشطاء للفرار منها بسرعة، إلا أن صاروخا ثانيا عاجلهم على الفور، فقتل اثنين منهم، وأصاب ثالثا على بعد أمتار منهما.

ومن بين القتلى تيسير أبو سنيمة (أبو المجد)، الذي وصفته الكتائب بقائد كتيبة تل السلطان، وقتل في سيارة في مدينة في حي تل السلطان في رفح، ومعه محمد عواجة أحد النشطاء، وأما الجريح فهو حسب ما أكدته المصادر الطبية شادي الزطمة، وهو في موت سريري. وبعد أن أخذت الأغلبية الساحقة من قادة وعناصر كتائب القسام تتجنب ركوب السيارات، بدأ الجيش الإسرائيلي يستهدف الدراجات النارية التي يستخدمها المقاتلون كوسيلة بديلة للتحرك، لا سيما بالقرب من مناطق التماس، حيث قتل عنصر من كتائب القسام، بينما كان يتحرك على دراجة نارية إلى الشرق من مخيم جباليا شمال القطاع. وعادت السلطات الإسرائيلية لاستهداف البيوت، ففي مدينة رفح نجت عائلة من موت محقق عندما قامت طائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي» بإطلاق عدد من الصواريخ، على منزلها الذي دمر تدميرا كاملا. ونظرا لأن الطائرات الإسرائيلية تستهدف مواقع التدريب الخاصة بكتائب القسام، فقد خلت الشوارع التي تمر بجوار هذه المواقع من السيارات والمارة، إذ يخشى الناس من التعرض لسوء جراء قصف هذه المواقع. واستغلت إسرائيل التصعيد الأخير في تكثيف غاراتها على منطقة الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة. وذكرت مصادر أن طائرات حربية نفاثة من طراز «إف 15» قصفت الأنفاق بقنابل ارتجاجية زنة طن من المتفجرات. واستهدف بعض هذه القنابل المنطقة الغربية من الشريط الحدودي، وهي المنطقة التي توجد فيها الأنفاق التي تستخدم في تهريب الوقود، مما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة في المكان. ولأول مرة منذ انتهاء الحرب الأخيرة عاود الجيش الإسرائيلي استهداف مقار الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية، لا سيما في جنوب وشمال القطاع.

من ناحيتها، واصلت المقاومة الرد على القصف عبر إطلاق القذائف الصاروخية على المدن والمستوطنات اليهودية في محيط القطاع. وقد أصيب ثلاثة إسرائيليين بجراح متفاوتة في مدينة بئر السبع التي تقع على مسافة 40 كم شرق مدينة غزة، عندما سقط صاروخ «غراد» في قلب المدينة. ورفض الجيش الإسرائيلي العرض الذي قدمته المقاومة الفلسطينية بوقف إطلاق النار. وقال قائد المنطقة الجنوبية رون روسو إنه ليس من حق حماس أن تحدد موعد التصعيد وموعد انتهائه، مشددا على أن الجيش سيواصل عملياته. وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموجود في المجر حاليا بمواصلة عمليات التصفية ضد قادة ونشطاء حماس. وقال نتنياهو في تصريحات للتلفزيون الإسرائيلي إن جيشه «لن يتوانى عن ضرب من يسعى إلى استهداف الإسرائيليين والاعتداء عليهم». ومن المقرر أن يجري نتنياهو اليوم مشاورات بعد عودته مع وزير دفاعه إيهود باراك وقادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية لتحديد الخطوات التالية. ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية عن مصادر عسكرية قولها إن التصعيد الحالي سيستمر عدة أيام، حتى قبيل عيد الفصح الذي سيحل مطلع الأسبوع القادم.

من ناحيته، قال إيهاب الغصين، الناطق بلسان وزارة الداخلية في حكومة غزة، إن «استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمؤسسات وزارة الداخلية وأبنائها لن يثنيها عن أداء واجبها الوطني». وأضاف في تصريح نشر على موقع وزارة الداخلية «على الرغم من استهداف العدو الصهيوني لمواقع الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية وعيادة تابعة للخدمات الطبية واستشهاد عدد من أفراد أجهزتها الأمنية، فإننا سنستمر في حماية الجبهة الداخلية وخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني». واتهم الغصين إسرائيل بإفشال توافق فلسطيني على استئناف العمل بالتهدئة، مشيرا إلى أن حكومة هنية أجرت الكثير من الاتصالات الخارجية والداخلية، وذلك من خلال التواصل مع الكثير من الجهات العربية والدولية للعمل على وقف العدوان على غزة.

وندد رئيس حكومة غزة المقال إسماعيل هنية بالعدوان الإسرائيلي «الذي طال الأطفال والنساء والمسنين والطواقم الطبي». وفي رسالة تم توزيعها على الصحافيين، قال هنية «إن العدوان سيفشل في تركيع الشعب الفلسطيني أو كسر إرداته»، مشيرا إلى أن الشعب بإيمانه وإرادته أكبر من مجازر الاحتلال وبطشه.