إسرائيل مترددة بشأن شكل وحجم العملية العسكرية في غزة.. وتقر بأنها معقدة

سيناريو إسقاط حكم حماس.. يثير أسئلة صعبة من دون أجوبة

TT

ما تعرفه إسرائيل الآن أنها ستواصل العمليات العسكرية الجوية ضد قطاع غزة، «لتخريب» الحياة هناك، أما كيف ستستمر هذه العمليات، وإلى متى، وهل ستأخذ شكل عملية عسكرية كبيرة أو حرب جديدة، فلا أحد في إسرائيل يجيب عن هذه التساؤلات. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب مشاورات أمنية أجراها أمس، مع قادة الجيش الإسرائيلي، إن العمليات في قطاع غزة ستستمر حتى إعادة قوة الردع الإسرائيلية.

وأضاف «على حماس أن تفهم أن ثمن ما تفعله سيكون كبيرا».

ويتضح من حديث نتنياهو أنه يريد من حماس أن تصل إلى مرحلة «الندم» على تصعيدها الأخير في قطاع غزة، تعقيبا له على استهداف حماس حافلة طلاب إسرائيليين في النقب. وقال «إن من يريد قتل أطفالنا فذنبه على جنبه»، غير أن حماس لم تبد الندم، بل ردت على إسرائيل بتهديدها أنها ستصعد أكثر وستوسع رقعة القصف الصاروخي إن استمر القصف الجوي والمدفعي على غزة.

ويخشى أن تتحول هذه التهديدات المتبادية إلى حرب، على الأقل هذا ما يخشاه سكان القطاع الذين جربوا حربا دامية قبل أكثر من عامين، أفقدتهم أكثر من 1500 ضحية وآلاف الجرحى والمعاقين، وتسببت في دمار شرد الآلاف، لم تتخلص غزة من آثاره حتى الآن.

تشير تصريحات قادة إسرائيل إلى تردد كبير حول شكل الخطوة القادمة حتى في ظل استمرار التصعيد «الفلسطيني». وتقر مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل في حديث مع موقع «تيك ديبكا» الذي يعرف نفسه على أنه مقرب من المخابرات الإسرائيلية، بأن العمليات العسكرية في غزة يشوبها تعقيد كبير.

وقالت المصادر السياسية والعسكرية إن «الهدف من الهجوم على قطاع غزة هو وقف إطلاق الصواريخ من قبل حركة حماس، وكسر شوكتها، ولكن الحقيقة أن الحركة استمرت في إطلاق الصواريخ وضاعفتها بنسبة 25%».

ولم يجد رئيس هيئة الأركان الجديد، بيني غايتس، إلا أن يقول لجيشه وسكان محيط القطاع، «أمامكم أيام صعبة جدا فاستعدوا لها»، دون أن يشير إلى ما إذا كان ذلك يعني حربا جديدة أو لا.

وفي خضم هذا الارتباك والتردد في التعامل مع غزة الآن وفي المستقبل، قال وزير المواصلات، إسرائيل كاتس، بوضوح أكثر من غيره، إن «عملية عسكرية ضد قطاع غزة تعني أنه يجب إسقاط حكم حماس هذه المرة».

ومسألة إسقاط حكم حماس، هي أكثر ما يجعل الإسرائيليين مترددين، إذ تثار لدى صناع القرار هناك أسئلة قديمة، لم يجدوا إجابات عليها حتى الآن، حول إمكانية إسقاط حكم حماس فعلا، وكم سيستغرق ذلك من وقت، وكم سيكلف، وإلى متى سيضطر الجيش لأن يمكث في غزة، ومن سيدير حياة الناس أثناء احتلالها، ومن هي الجهة المستعدة لتسلم القطاع من الإسرائيليين إذا ما دخلوا فعلا وأسقطوا حكم حماس. لذلك، يرى مسؤولون كبار في إسرائيل أن إسقاط حكم حماس قد يكون خيارا غير عملي. وقال وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي يتخذ القرارات الكبيرة في إسرائيل، «إن الجيش سيواصل عملياته الهجومية في قطاع غزة، ممارسة لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس»، معتبرا في حديث إذاعي، أمس، أن جيشه وجه في اليومين الماضيين ضربة شديدة جدا لحماس. وردا على سؤال حول احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية في قطاع غزة قال ساعر، «إن اتخاذ مثل هذه الخطوة أمر معقد يجب دراسته بإمعان وليس الانجرار إليه».

أما رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق الميجور جنرال احتياط غيورا آيلند، فقال إن قيام إسرائيل بعملية عسكرية طويلة الأمد ومعقدة في قطاع غزة يعتبر مسألة وقت ليس إلا، مضيفا أن «مثل هذه العملية ستشمل دخول القطاع وضرب البنى التحتية للإرهاب مثلما جرى خلال عملية (السور الواقي في الضفة الغربية) عام 2002». غير أن آيلند قال مع ذلك، إن القضاء على حكم حماس في غزة أمر غير واقعي، إذ إنه يتطلب احتلال القطاع بكامله والبقاء هناك لمدة سنين. من جانبه، دعا رئيس «لجنة الخارجية والأمن» البرلمانية، شاؤول موفاز، حكومته إلى تغيير سياستها تجاه غزة، وطالب بتوجيه «ضربة قاسية» إلى قادة الفصائل هناك، وأضاف «لا يجوز أن تجري الحياة في القطاع في مجراها الطبيعي إذا ما دامت الهجمات الصاروخية الفلسطينية مستمرة».