ساركوزي رفض عقد لقاء ثنائي مع نتنياهو خلال لقائهما في 2009 خشية أن يحرف أقواله

حسب ما جاء في موقع «ويكيليكس» الإلكتروني

TT

رفض الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، طلبا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإجراء محادثات ثنائية معه، عندما زار الأخير باريس بعيد توليه رئاسة الحكومة في عام 2009.

وحسب ما انفردت بنشره صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، نقلا عن موقع «ويكيليكس» لصاحبه جوليان أسانج، فإن رفض ساركوزي لطلب اللقاء الثنائي يعود إلى خشيته البقاء مع نتنياهو الذي كان يظن أنه قادم للقاء صديق حميم، وحدهما، خوفا من تحريف أقواله.

وكان نتنياهو قد زار فرنسا في يونيو (حزيران) 2009، معتبرا أن ساركوزي صديقه الخاص، وأنه أكثر الزعماء الأوروبيين إخلاصا لإسرائيل. لكن ما كتبته كاتلين اليغرون، الملحق السياسي في السفارة الأميركية في باريس، في تقرير لها في 29 يونيو 2009، عن فحوى ما دار في لقاء ساركوزي ونتنياهو، وسرب إلى موقع «ويكيليكس»، يبين العكس، وهو أن «الصديق الحميم» رفض لقاء نتنياهو وحدهما.

وأضافت اليغرون «الصداقة الشخصية لا يمكن أن تغير المفاهيم الدولية لساركوزي.. وهو لا يستطيع أن يغير المواقف الرسمية التي يمكن أن تتعارض مع مواقفه الشخصية»، مبينة أنها تعتمد في تقريرها على معلومات حصلت عليها من مستشار ساركوزي لشؤون الشرق الأوسط بوريس بويلون، الذي شارك في اللقاء. وأكدت في تقريرها أن «الرئيس ساركوزي تجاهل مرتين طلب نتنياهو الاجتماع به على انفراد لأنه يتحفظ منه ويخشى البقاء معه على انفراد».

كما أكد التقرير أن ساركوزي رفض لقاء نتنياهو، لخشيته من تسريب الأخير لفحوى اللقاء، ولأنه لا يثق فيه، بيد أن نتنياهو طلب معرفة موقف ساركوزي من قضية الاعتراف بدولة إسرائيل «دولة الشعب اليهودي»، ورد عليه ساركوزي أنه بشكل شخصي يمكنه الاعتراف بذلك، لكن ليس بشكل رسمي لأن ذلك سيغصب الفلسطينيين الذين سيعتقدون أنه يعارض باعترافه حق العودة. وجاء في تقرير اليغرون أن «ساركوزي كان صارما مع نتنياهو في كل ما يتعلق بالاستيطان ومعارضته له، قائلا: الاستيطان لا يوفر لكم الأمن، وعليك العمل على إزالة الحواجز في الضفة». وحسب التقرير «شعر نتنياهو بالإحراج، حتى إنه شعر بالإهانة من موقف الرئيس الفرنسي، ولم يعقب على أقواله». وكشف التقرير عن أن «نتنياهو حاول تسويق خطابه المعروف بخطاب (بار إيلان) في 14 يونيو 2009، والذي أعلن فيه عن استعداده لإقامة دولة فلسطينية، من دون جيش أو حدود، وعلى 60% من أراضي الضفة الغربية، معتقدا أنه قرار تاريخي مهم، لكن ساركوزي أخبره، حسب تقرير اليغرون، أن ذلك لا يكفي، قائلا (يجب أن تقوم دولة للفلسطينيين)، مؤكدا أن عامل الزمن لا يعمل لصالح إسرائيل، قائلا له (كلما انتظرت أكثر فإنك ستخسر دعم المجتمع الدولي)». ونقلا عن مصادر في وزارة الخارجية أطلعت مسؤولين أميركيين عما دار في الاجتماع، فإن ساركوزي هو الذي أدار الاجتماع، ووجهه من أوله إلى آخره حسبما أراد، وهو الذي كان يتحدث معظم الوقت كي لا يسمح لنتنياهو بأن يسقطه في شرك.

وأضافت المصادر أن نتنياهو شعر بالإهانة لكنه لم يرد. وأما دانيال ليفي، الذي كان مسؤولا في السفارة الإسرائيلية في باريس وأطلع الأميركيين على نتائج الاجتماع، فقال «لم يكن هناك نقاش حقيقي بين الزعيمين».