أحمدي نجاد يسدد ضربة لمدير مكتبه وذراعه الأيمن ويعزله من منصبه

مشائي أصبح عبئا على الرئيس الإيراني بسبب شخصيته المثيرة للجدل

TT

سدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضربة إلى ذراعه الأيمن ومدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي، بعد أن قرر عزله فجأة، بعد أن تحول الأخير، إلى عبء على نجاد بسبب شخصيته وتصريحاته المثيرتين للجدل.

وأفلت مشائي، الذي ينظر إليه في طهران باعتباره منافسا محتملا في انتخابات الرئاسة في 2013، والذي كان هدفا لهجوم خصوم أحمدي نجاد داخل النخبة المحافظة الحاكمة، من دعوات سابقة لإقالته وتمتع بثقة الرئيس حيث تربطهما علاقة مصاهرة، إذ إن مشائي صهر ابن نجاد. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن أحمدي نجاد أقال مدير مكتبه دون توضيح الأسباب التي استدعت ذلك، وأضافت أن مشائي احتفظ بمناصبه الأخرى في الحكومة لكن أحمدي نجاد عين شخصا آخر مقربا منه هو حميد بقائي مديرا لمكتبه خلفا لمشائي.

وبحسب الوكالات الإيرانية، فإن نجاد أصدر «أمرا بتعيين رئيس مؤسسة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية حميد بقائي في منصب المعاون التنفيذي لرئيس الجمهورية مع الإبقاء على مسؤولياته السابقة». وأعرب الرئيس الإيراني عن «أمله في أن يعمل بقائي في منصبه الجديد في الدعم والإسناد المؤثر والإشراف على مسيرة البناء والإعمار التي تشهدها البلاد خاصة في مجال المشاريع العمرانية والإسهام في تقليص المدة الزمنية المخصصة لإنجاز هذه المشاريع لتحقيق المصالح الوطنية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين»، دون الإشارة إلى مشائي أو الأسباب التي دعت لإقالته. وأثار مشائي، الذي ينظر إليه على أنه القوة التي لا يستهان بها والتي تقف خلف الرئيس الإيراني، غضب كثير من المتشددين بتلميحه إلى أن إيران صديقة لجميع الدول بما في ذلك إسرائيل، وقد اضطر إلى التخلي عن منصب النائب الأول للرئيس في يونيو (حزيران) 2009 بعد تلك الانتقادات وبضغوط من المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، إلا أن نجاد تمسك بمساعده وقام بتعيينه مديرا لمكتبه بخلاف رغبة المرشد. ولم يكن موضوع الصداقة بين الشعبين الإيراني والإسرائيلي هو وحده ما أثار حفيظة رجال الدين في إيران، فقد أدلى بتصريحات مختلفة فجرت كثيرا من الجدل، منها تلك المتعلقة بالموسيقى، عندما قال إن رجال الدين المحافظين من الذين يحرمون الموسيقى.. «لا يفهمونها». ولم يكتف بهذا الحد بل استنكر كثير من رجال الدين تصريحاته حول الإسلام التي اعتبروها «وثنية»، حيث دعا إلى تعزيز القومية الفارسية على حساب الهوية الإسلامية لإيران. كما كان قد تحدث عما سماه «المدرسة الإيرانية للإسلام» ودعا إلى «الترويج لها في بقية أنحاء العالم». وطوال الوقت سعى الرئيس الإيراني إلى الدفاع عن مدير مكتبه حتى أنه صرح مرة بأن «مشائي مدير ديواني وأنا أثق به تماما، إنه مؤمن وولي لمبادئ الجمهورية الإسلامية». وقاوم نجاد ضغوط المرشد الأعلى وبقية رجال الدين للإطاحة بمشائي وأسند إليه مهاما أخرى، تتعلق بإدارة الشؤون الخارجية في الرئاسة الإيرانية، الأمر الذي اعتبره مراقبون تمهيدا لتعيينه وزيرا للخارجية.

ويعتبر قرار الإقالة ضربة موجعة لمشائي الذي كان يخطط على ما يبدو للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه سرعان ما نفى ذلك بعد انتقادات انطلقت من رجال دين بارزين في مدينة قم بالضد من ترشيحه.

ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد ماراندي الأستاذ في جامعة طهران أن «السيد مشائي شخصية لديها الكثير من الخصوم داخل المؤسسة السياسية وربما أن الرئيس بدأ يشعر أن مشائي تحول إلى عبء بدلا من عون له».