نصر الله: هناك من أراد إيقاع شرخ بين حزب الله و«أمل»

قال معلقا على «ويكيليكس»: هناك صنفان من الوثائق.. الأول لـ«8 آذار» والآخر لـ«14 آذار»

TT

في تعليق على وثائق «ويكيليكس»، التي تحدثت عن تباين بين حركة أمل وحزب الله، قال زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن «هذه الوثائق تعود لصنفين؛ الصنف الأول يعود لفريق (8 آذار)، والآخر لفريق (14 آذار)، فعلى صعيد الصنف الأول، هناك من أراد أن يوقع شرخا بين حزب الله وحركة أمل ورئيس مجلس النواب، نبيه بري»، وقال: «منذ اليوم الأول في حرب يوليو (تموز) 2006، كان نبيه بري شريكا كاملا في إدارة هذه الحرب، وكنا ننسق يوميا بكل تفصيل، ولقد تحمل الرئيس بري أمانة الشهداء والمقاومين من أجل حماية لبنان والمقاومة وتحقيق الانتصار وحفظه، ولا أبالغ إذا قلت إنه لولا ذكاء وحضور وحرص بري لما كنا حققنا ما حققناه»، وجزم بأن «حركة أمل كانت أيضا شريكة كاملة في الميدان والشهادة والصمود والمعاناة، وإذا سفير أميركا نقل عن وزير أو نائب من الحركة كلاما ما فهذا لا يغير الواقع، ويكفي أن ينفي المعنيون هذا الكلام»، مشيرا إلى أن «هناك رهانا عند كل من يستهدف المقاومة في لبنان على العمل على موضوع التفريق بين أمل وحزب الله، وهذا ما ظهر من وثائق (ويكيليكس)».

وأضاف: «أما الصنف الثاني المتعلق بقيادات 14 آذار، فلم يصدر نفي بشأنها، بل صدرت أحيانا تأكيدات. أنا أريد أن أقول إن كل هذه الوثائق تدل على نتيجة واحدة، هي أننا كنا أمام واقع خطير جدا وما زلنا أمامه، ففريق 14 آذار منذ بداية 2005 بعد تحقيق خروج سورية، وضع الهدف المركزي والوحيد هو ضرب المقاومة ونزع سلاحها وعزلها، وهذا كان شغلهم الشاغل».

وسأل: «لمصلحة من فعل فريق 14 آذار ذلك؟ أنا في رأيي أن الأميركيين عقدوا صفقة مع 14 آذار على أخذ السلطة في لبنان مقابل رأس المقاومة. ولذلك كل المخططات والتفاصيل ركزت على إنهاء المقاومة. وليصدروا نفيا ويقولوا إن فيلتمان كذاب، وأنا مستعد لأتراجع عما أقوله، وأعيد درس الموضوع». وتابع: «هل حزب الله نافس 14 آذار على السلطة؟ وهل هذه العقلية تحمي لبنان؟ أو تعطي استراتيجية دفاعية حقيقية؟ هل هذه العقلية وبهذا المستوى من الحقد والتدني بالأخلاق تحمي السلم الأهلي أو تبني الدولة؟ هل هكذا تكافأ المقاومة التي أعادت أرض وكرامة لبنان بأن تواجه بهذا الكم من الغدر؟».

وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى الموضوع الأساسي، وهو كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، عن إيران، فقال: «نحن لا نضع قناعا بشأن علاقتنا بإيران، التي نعتز بها ونجاهر بها، ولن تجدوا لنا (ويكيليكس)، فنحن نقول كلاما واحدا في السر والعلن. ومن الطبيعي عندما تتعرض دولة وقفت إلى جانب لبنان ومقاومته سياسيا وعسكريا وإنمائيا لا يمكن أن نسكت، أقله من باب الوفاء، خصوصا أيضا وأن الحريري لا يزال رئيس حكومة لبنان، وقد أخطأ بوضع إيران بمقام العدو بدل إسرائيل. وهو بذلك يقول نفس الكلام الإسرائيلي - الأميركي، أنا لم أقل إنه إسرائيلي لكنه يردد ما يقوله الإسرائيلي. فإذا كان أحد (زعلان) منا أننا أسقطنا حكومته (حكومة سعد الحريري) فإيران لا دخل لها بهذا الموضوع، بل إيران سمعت ذلك في الإعلام. فلا يحاسب أحد إيران لأنه خرج من السلطة».

وحول ما قاله الحريري عن حزب الله بإدخال لبنان بسياسة المحاور، توجه للحريري بالقول: «أنتم تطالبوننا بشيء لا تلتزمون به. فأنا عندما تكلمت عن البحرين انتقدتموني لأن هذا الكلام يمس بعلاقات لبنان بدول الخليج وبالبحرين، وأنا لست مسؤولا بالدولة وبإمكانهم أن يقوموا بما قاموا به بأن يقولوا لملك البحرين إن هذا الكلام لا يعبر عن رأي الدولة اللبنانية، وهذا صحيح، لكن لماذا لا تلتزمون أنتم بما قلتموه لي بأن كلامي يدخل لبنان في سياسة المحاور؟ فكيف إذا كان الحريري لا يزال رئيس الحكومة وكلامه عن إيران أتى وهو في موقعه هذا، وهو، حتى ولو عاد رئيس حزب سياسي، لا يجب عليه أن يتكلم عن إيران بهذا الشكل على القاعدة نفسها التي يقولونها هم بأن لبنان أولا، ولا يجب إدخاله في محاور».