حزب الله يشن هجوما على الحريري بسبب حديثه عن التدخل الإيراني في شؤون العرب

رئيس الجمهورية يدعو إلى تحاشي السجالات التي ثبت أنه لا طائل منها

TT

خرج نواب وقياديو حزب الله في حملة محتدمة رافضة لحديث رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الأخير الذي دعا فيه إيران لوقف التدخل في شؤون العالم العربي ولبنان، فرأى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن «حكومة تصريف الأعمال ورئيسها، بدأت تستغل موقعها لقهر الفئات اللبنانية المختلفة باسم الإدارة وباسم الرئاسة المختصة بالحكومة». واعتبر أن «جماعة 14 آذار يسعون لتخريب البلد لأنهم ليسوا في السلطة، ويسعون لإحداث الفوضى لوجود الأكثرية النيابية والشعبية في مكان آخر، ويعملون للتحريض الإقليمي والدولي ولجعل لبنان مسرح خلافات وساحة لا ينتفع منها لبنان لمجرد أن الأمور ليست بيدهم أو لأنهم لا يتحكمون بمقادير الأمور»، وسأل قاسم: «هل الخروج من السلطة يستدعي تخريب لبنان؟ هل عدم القدرة على إقناع الفئات المختلفة بأن يكون الحكم بأيدي شخص أو جهة معينة يستلزم إحداث الفوضى وتخريب الواقع الاقتصادي والسياسي في لبنان؟». واعتبر عضو كتلة حزب الله النيابية علي فياض أن «الذين يتهجمون على إيران إنما يستهدفون دورها في اعتبار القضية الفلسطينية القضية الأولى»، وقال: «إن الذين يتهجّمون على إيران إنما يسعون إلى رفع التوتر على المستوى المحلي والإقليمي على قاعدة زيادة الفتن والانقسامات، وفي المقابل يحيّدون الدور الإسرائيلي ويجعلون منه موضوعا ثانويا». وأضاف: «لم نكن نعلم أن الخروج من السلطة يفقد التوازن إلى هذا الحد ويجعل من البعض مجرد أدوات صغيرة في مشروع كبير هو إرباك العلاقات داخل المجتمعات العربية والإسلامية ويريح إسرائيل، وإننا نطمئن هؤلاء أن هذه المواقف لن تعين البعض في العودة إلى السلطة، ولا في ترميم شعبيتهم المتأكلة بل ستزيدهم تخبطا وإرباكا وعزلة».

من جهته، دعا عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر حزب الله «لإعادة النظر في خطابه الذي يعطي الأولوية لإيران على لبنان والذي يسيء لعروبة ووطنية الحزب ولا يفيد إيران»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»:«إذا كانت علاقة حزب الله بإيران علاقة تعبّد وتسبيح فهذا شأنه أما نحن لا نرضى بإيران إلا جارة تحترم أصول الجيرة وبالتالي سنواجه لبنانيا وعربيا الشطط الإيراني الحاصل وكل محاولاتها لتحويلنا محمية إيرانية».

وأوضح النائب صقر أن «حديث الرئيس الحريري الأخير لم يأت في إطار التهجم على إيران بل جاء كرد فعل رسمي على حديث للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اعتبر فيه أن (إيران تخوض حربا في فلسطين ولبنان والبحرين واصفا لبنان بجزء من الاستراتيجية الإيرانية)، قاذفا بنا ومن دون علمنا أو مشورتنا في المحاور الكبرى مما استدعى موقفا رسميا من قبل الرئيس الحريري للتأكيد على أننا لسنا جزءا من استراتيجيته أو محمية من محمياته». وأضاف: «نحن دققنا ناقوس الخطر لتنبه إيران لسلوكها الخاطئ عربيا وخاصة لمسعى نجاد أن يكون قورش الجديد بمواجهة العرب ككل. نحن عندما كانت إيران تقوم بأدوار إيجابية كنا أول من يشكرها ومن على المنابر الدولية، لذلك كل ما يحكى عن أن الرئيس الحريري أقحم لبنان في لعبة المحاور ليس إلا كلاما مضحكا لأن حزب الله ومنذ زمن أعلن أننا الجبهة الأمامية لصراع المحاور».

وإذ أكد صقر أن «موقف الحريري لم يكن رسالة سعودية بل موقف لبناني محض»، لفت إلى «الجهود الكبيرة التي يبذلها الحريري لحماية الجالية اللبنانية في البحرين والخليج من المواقف التي أطلقها حزب الله مؤخرا والتي تستهدف أول ما تستهدف مصالح هؤلاء في الدول التي تستضيفهم».

بدوره، دخل رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الخط مشددا على «وجوب تهدئة الخطاب السياسي وتغليب لغة الحوار»، داعيا إلى «تغليب المصلحة العامة للبنان التي تجسد الإرادة الوطنية الجامعة لأبنائه وتلك المقررة في مجلس الوزراء».

وإذ جدد تأكيد أن «الأمور الداخلية لا تعالج إلا بالحوار وروح التعاون والوفاق الوطني»، كرر الدعوة إلى «تحاشي السجالات التي ثبت أنه لا طائل منها، والمواقف التي تزيد الأمور تعقيدا على المستوى الداخلي من حيث ترسيخ السلم الأهلي والاستقرار الأمني والاقتصادي ومصالح اللبنانيين، أو على المستوى الخارجي إذ ترتكز سياسة لبنان الخارجية على مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وتنطلق من ثابت أساسي هو السعي الدائم لتعزيز التقارب والتضامن والعمل العربي المشترك والحفاظ على العلاقات المميزة مع دول المنطقة».