جماعة «الإخوان» تؤجل إعلان برنامج حزبها انتظارا لتعديلات «الأخوات»

الكتاتني: لا مانع من وصول المرأة لرئاسة حزب الحرية والعدالة

TT

في سابقة هي الأولي من نوعها في جماعة الإخوان المسلمين، أعلنت الجماعة عن تأجيلها إعلان البرنامج النهائي لحزب الحرية والعدالة، إلى النصف الثاني من الشهر الحالي، لحين عرضه على قسم الأخوات ونساء الجماعة. وتضع الجماعة حاليا التعديلات النهائية لبرنامج الحزب الذي سيتم إقراره نهائيا الأسبوع بعد القادم من مجلس الشورى العام للجماعة.

وأكد الدكتور سعد الكتاتني، وكيل مؤسسي حزب الحرية والعدالة، أن الجماعة وضعت حدا أدنى للسيدات 10% من المؤسسين، ويمكن أن تزيد النسبة بشرط الكفاءة، بمن فيهن غير الإخوان، قائلا «نرغب في زيادة مشاركة المرأة في الحزب، ونتمنى أن يكون الحد الأدنى للسيدات 10%، ويمكن الزيادة بما يؤهلهن لرئاسة لجان أو مناصب قيادية، وقسم الأخوات يناقش البرنامج حاليا لعرض ملاحظاتهن عليه، ولا مانع لدينا من أن يصلن لأي منصب حتى رئاسة الحزب».

وتضمن برنامج حزب الإخوان الجديد الذي أعلنت عنه الجماعة في ما يتعلق بالموقف من المرأة سياسيا «تمكين المرأة من كل حقوقها بما لا يتعارض مع القيم الأساسية للمجتمع، وبما يحقق التوازن بين واجبات وحقوق المرأة».

وأكد الكتاتني الذي يشغل أيضا عضوية مكتب الإرشاد - أعلى سلطة تنفيذية في الجماعة - أن حزبهم يستلهم روح ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، باعتباره ثمرة من ثمرات الثورة التي لولاها ما ظهر حزبهم للساحة، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه قد لا يكون على رئاسة الحزب بعد إعلانه، ولن يجمع أي من القيادات بين منصب قيادي في الجماعة والحزب.. «لتكون هناك استقلالية تامة بين الحزب والجماعة بروح مصرية خالصة لن تتكرر أي تجربة أو نموذج آخر لـ(الإخوان) في العالم»، مؤكدا أن البرنامج والقانون الأساسي للحزب أقر بأن الجميع سواسية في الحقوق والواجبات، والمناصب القيادية للجميع، ولا فرق بين مسلم ومسيحي ورجل وامرأة بشرط الكفاءة.

ووضعت الجماعة نظاما صارما في اختيار أعضاء الحزب المؤسسين - 5 آلاف عضو مؤسس - حسب قانون الأحزاب الذي أعلنه المجلس العسكري، حيث رفضت الجماعة عشرات الطلبات، حسبما أعلن عضو بلجنة الاختيار المركزية، وذلك كما قال «لأن هناك بعض أصحاب المصالح الخاصة وراغبي ركوب الموجة واستخدام حزب (الإخوان) كوسيلة للوصول لمصالحهم»، إلا أن هناك عددا آخر من الأقباط طلبوا الانضمام للحزب والمشاركة فيه بعدما تم تطوير برنامجه، حسبما ذكر الدكتور حلمي الجزار أحد قيادات الجماعة والمسؤول عن «الإخوان» في محافظة 6 أكتوبر.

وتم تشكيل لجنة أساسية في الجماعة لمناقشة البرنامج الذي خرجت منه القراءة الأولى لأعضاء مجلس الشورى بالجماعة ومسؤولي القطاعات والمكاتب الإدارية بالمحافظات، وفي انتظار ملاحظاتهم، وبعدها سيتم عرضه للنقاش المجتمعي، كما أعلن عن ذلك وكيل المؤسسين سعد الكتاتني. كما يتم حاليا جمع توكيلات لراغبي المشاركة في التأسيس من غير «الإخوان».

ورفع «الإخوان» لافتة الحزب الرئيسية على مقر الكتلة البرلمانية للجماعة بجسر السويس بضاحية مصر الجديدة في القاهرة، كما تم إنشاء مقرات فرعية للحزب بالمحافظات، لتصل مقرات الحزب الذي كان «الإخوان» يعلنون أنهم سيكونون أول من يتقدم للجنة شؤون الأحزاب بإخطار إنشائه إلى 18 مقرا، ويشترط القانون جمع 5 آلاف توكيل بشرط أن تكون هناك 10 محافظات من كل منها 300 توكيل على الأقل.

وينص برنامج الحزب على المرجعية الإسلامية التي يتمسك بها «الإخوان»، مما أثار ردود فعل من الأحزاب القائمة خاصة القديمة منها، والتي اعتبرت أن تمسك «الإخوان» بالجماعة في وجود الحزب التفاف على قانون الأحزاب، وأن الحديث عن المرجعية الإسلامية ضمن برنامج الحزب هو خروج عن الدستور والقانون، ويتناقض مع مبادئ المواطنة التي ينص عليها الإعلان الدستوري، وافتئات على حقوق غير المسلمين في العمل السياسي وحقوقهم كمواطنين. إلا أن «الإخوان» ردوا على ذلك في برنامجهم بأن القاعدة الإسلامية التي تقرر أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، تمثل أسمى قواعد العدل والإنصاف والمساواة بين المواطنين جميعا من دون استثناء.

وفي سياق متصل، تواصلت تحركات «الإخوان» ضمن حملة الحوار مع الأقباط، حيث استقبلت الجماعة في وسط الصعيد بالمنيا وفدا من كنيسة «مار جرجس» قام بزيارة إلى «إخوان» المدينة ردا على الزيارة التي قام بها «الإخوان» إلى الكنيسة يوم الجمعة الماضي. وأكد القس نحاميا، في كلمته، أهمية الترابط بين المسلمين والمسيحيين، معتبرا التمسك بقوة النسيج الوطني ووحدته حصن أمان للوطن. وجدد الطرفان تأكيد توصيات اللقاء الماضي، والتي تتمثل في إنشاء لجنة حكماء تشمل ممثلين من الجانبين، وتأكيد حرية الاعتقاد والوحدة الوطنية في الخطاب الديني، والإعداد لعمل مسيرة وطنية، وتنظيم دورة رياضية جامعة.