صمت حكومي حيال تهديد الصدر بعودة «جيش المهدي» إذا لم تنسحب أميركا

قيادية في القائمة العراقية لـ «الشرق الأوسط»: لا مجال للمزايدة في رفض الوجود الأميركي

TT

في الوقت الذي انتهت فيه المظاهرة التي نظمها أنصار التيار الصدري في بغداد بمناسبة ذكرى التاسع من أبريل (نيسان) من دون حوادث تذكر، طبقا لما أعلنت عنه قيادة عمليات بغداد، فإن القنبلة التي فجرها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والمتمثلة في التهديد برفع التجميد عن جيش المهدي في حال لم ينسحب الأميركيون من العراق هي من أكثر المفاجآت التي يتوقع أن تسبب إرباكا في الأوساط الرسمية والشعبية، علما بأنه لم يرد بعد موقف رسمي من قبل الحكومة العراقية بشأن تهديدات زعيم التيار الصدري بعد سنوات من صدور قرار حل الميليشيات ودمجها في المؤسسات العسكرية والأمنية.

وكانت بغداد والكثير من المدن العراقية قد شهدت أمس لليوم الثاني مظاهرات متوسطة الحجم، توحدت خلف شعار واحد وهو المطالبة بعدم بقاء الأميركيين والتنديد بيوم التاسع من أبريل الذي يصادف ذكرى سقوط النظام السابق عام 2003. ففي بغداد، نظم التيار الصدري مظاهرة في ساحة المستنصرية ببغداد ضمت الآلاف من أنصار التيار الصدري، تلا خلالها القيادي في التيار حازم الأعرجي بيانا باسم مقتدى الصدر كان أبرز ما فيه التهديد برفع التجميد عن جيش المهدي في حال عدم خروج «المحتل».

وقال الصدر في بيانه إن «هناك ثلاثة أمور مهمة، أولها ضرورة توجه من يجد في نفسه الكفاية والقدرة والاستطاعة والمطاولة في الاعتصام السلمي إلى أقرب مكاتب التيار الصدري لتسجيل اسمه للمشاركة في اعتصام مفتوح لإخراج الجيش الأميركي من البلاد». والأمر الثاني في الخطاب هو دعوة الصدر إلى «مقاومة عسكرية سنية وشيعية تقول اخرج يا محتل». أما الثالث فهو «تصعيد عمل المقاومة العسكرية، وتصعيد المقاومة السلمية والشعبية بالاعتصامات والصرخات التي تقول إن الشعب يريد إخراج الاحتلال».

وفي الوقت الذي اعتادت فيه قيادة عمليات بغداد قطع الطرق والجسور المؤدية إلى المظاهرات التي تجرى عادة كل يوم جمعة في ساحة التحرير وسط بغداد، فإنها فتحت المجال أمام المظاهرة التي نظمها الصدريون في بغداد، ولم تلجأ إلى فرض حظر للتجوال أو قطع للطرق المؤدية إلى مكان المظاهرة التي انتهت بعد نحو أقل من ساعتين من انطلاقها، حيث توجهت أعداد من المتظاهرين إلى النجف لزيارة قبر محمد باقر الصدر الزعيم الروحي لأحزاب الدعوة في العراق، حيث تصادف هذه الأيام ذكرى تنفيذ حكم الإعدام فيه من قبل النظام العراقي السابق.

وكان عدد من المدن الغربية في العراق قد نظمت هي الأخرى، أمس، لليوم الثاني على التوالي، مظاهرات بغرض التنديد بالاحتلال والمطالبة بعدم التمديد للقوات الأميركية نهاية العام الحالي. وشملت مظاهرات السبت مدن الأنبار والفلوجة والضلوعية في صلاح الدين والموصل.

وبخصوص تهديدات الصدر برفع التجميد عن جيش المهدي، أكدت النائبة في البرلمان العراقي عن كتلة العراقية، ناهدة الدايني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «سبق للسيد مقتدى الصدر أن أعلن أكثر من مرة أن جيش المهدي تحول إلى منظمة ثقافية، وهو ما يعني أنه لا وجود لجناح عسكري بهذا المعنى»، مشيرة إلى أنها لم تعرف حتى الآن الموقف الرسمي لقائمتها بشأن هذا التصريح الجديد. وأضافت «إذا كان المقصود هو الموقف من الاحتلال فإننا جميعا نرفض بقاء المحتل الذي يجب أن ينتهي وجوده في العراق نهاية هذا العام، ولا مجال للمزايدة في رفض الاحتلال»، مشيرة في الوقت نفسه «أن الإشكالية التي لا تزال قائمة هي المناطق المتنازع عليها التي لم يحسم أمرها بعد، وهي مسألة تتحمل مسؤوليتها الحكومة العراقية». وأعربت النائبة عن «ثقتها في أن تهديد الصدر يشمل الأميركيين فقط، والمقاومة ضدهم، وأن كل شيء مرهون بالاتفاقية الأمنية التي تنطوي على بنود لا يعرفها إلا من قام بتوقيعها».