إسرائيل تضرب حصارا أمنيا وسياسيا على «عورتا» وتمنع فياض من زيارتها

واصلت شن هجمات على القرية واعتقلت المزيد من أهلها لكشف ملابسات عملية «إيتمار»

TT

عاد الجيش الإسرائيلي مرة أخرى، أمس، واقتحم قرية عورتا القريبة من نابلس، واعتقل العشرات من أبنائها، بينهم 3 نساء في الحملة المستمرة منذ شهر، بحثا عن منفذ عملية مستوطنة إيتمار القريبة من القرية، والتي قتل فيها 5 مستوطنين بينهم رضيع، ذبحا بالسكين، في 11 مارس (آذار) الماضي.

ورغم أن الفلسطينيين نفوا أي علاقة لهم بالعملية وأدانوها، فإن غارات الجيش الإسرائيلي على عورتا لم تتوقف، وعاث الجيش، أمس، فسادا في منازل الفلسطينيين واعتقل واستجوب العشرات منهم، بينهم نساء صغيرات حول العملية التي يصر على أن منفذها فلسطيني من عورتا.

وقال قيس عواد، رئيس مجلس قروي عورتا «لقد اعتقلوا رجالا ونساء، وحققوا مع الأطفال لمدة 10 ساعات، ودمروا المنازل بحثا عن وهم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لن يجدوا منفذ العملية، هذه عملية لا يقوم بها فلسطيني، نحن لا نذبح الأطفال، وقلنا لهم ذلك». ومنذ الشهر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عمليات شبه يومية في القرية، ويخضع أهلها للاستجواب، والأسبوع الماضي، احتجز الإسرائيليون في عملية طويلة، مئات الرجال والنسوة والأطفال، وحققوا معهم، وأخذوا عينات من لعاب كل منهم لإجراء فحص «DNA».

وطلبت السلطة اعتذارا من إسرائيل على اتهام الفلسطينيين بتنفيذ العملية، وقالت إنه لا يوجد لدى إسرائيل أي دلائل على الإطلاق بأن منفذها فلسطيني. وقال عواد «إنهم يضربون حصارا أمنيا واقتصاديا وسياسيا على القرية، لقد دمروا الحياة هنا». ومنع الإسرائيليون، أمس، رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض من الوصول إلى القرية. وكان يفترض أن يصل فياض في زيارة دعم لأهالي القرية المسالمة، وبحث كيفية دعم صمودهم، أمام الهجمة الإسرائيلية، غير أن الإسرائيليين سبقوه إلى هناك وراحوا يعتقلون ويحققون مع أهل القرية، ومن ثم رفضوا طلب فياض زيارة القرية التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية. وقال عواد إن فياض اتصل به وأبلغه بأن الإسرائيليين يمنعونه من الوصول إلى عورتا.

وأضاف «زيارته تحتاج إلى تنسيق، ورفض الإسرائيليون ذلك».

وتواصل الحكومة الفلسطينية إجراء اتصالات مع دول غربية لوقف «التنكيل» بأهالي عورتا. وقال الناطق باسم الحكومة د. غسان الخطيب، إن الحكومة تجري اتصالات مكثفة مع كل من يستطيع أن يعمل على المستوى السياسي والإنساني، لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوميا بحق أهالي قرية عورتا شرق مدينة نابلس.

وأدان الخطيب بشدة «استمرار عمليات التنكيل وترويع المواطنين العزل في قرية عورتا، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق». وثمن صمود أهالي عورتا، وقال «صمود أهالي عورتا جزء لا يتجزأ من صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال».

وأشاد الخطيب بمظاهر التضامن مع أهالي القرية، مشيرا إلى أن الحكومة تحاول أن تكون جزءا من هذه المظاهر من خلال الوفود الرسمية التي تزور القرية وتستمع إلى معاناة المواطنين وتطلع على احتياجاتهم.