مصادر لـ «الشرق الأوسط»: اتفاق بين الفصائل وإسرائيل للتهدئة.. ووجود خلافات

الناطق باسم السرايا: وافقنا على هدوء وليس تهدئة.. والنار بالنار

TT

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل توصلوا إلى اتفاق غير مكتوب عبر أطراف عربية ودولية من أجل وقف التصعيد في القطاع.

وقالت المصادر إن مصر بذلت جهودا كبيرة في اليومين الماضيين للتوصل إلى هذا الاتفاق، وهي التي طلبت من روبرت سيري منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، التدخل لدى إسرائيل للوصول إلى اتفاق وقف النار، وقد نجح في التوصل فعلا لهذا الاتفاق الشفوي. ويقضي الاتفاق بأن توقف إسرائيل قصفها للمناطق الفلسطينية في قطاع غزة، مقابل التزام الفصائل بعدم إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل. وكان الطرفان قد تبادلا خلال الأسبوع الأخير، سلسلة من الغارات والصواريخ، في مشهد يذكر بالأسابيع التي سبقت حرب «الرصاص المصبوب» على غزة، قبل أكثر من عامين.

وأكدت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وجود مثل هذا الاتفاق، وقالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إنها وافقت على هدوء في قطاع غزة وليس تهدئة، مقابل التزام إسرائيل بهذا الهدوء، بعد وساطات دولية وعربية بذلت في الـ24 ساعة الماضية. وقال أبو أحمد الناطق باسم السرايا لـ«الشرق الأوسط»: «وافقنا على هدوء، لكن قلنا لهم إن الهدوء يقابل بهدوء والعدوان يقابل بالمقاومة».

وأوضح أبو أحمد أن الفصائل المقاتلة في غزة وافقت على تهدئة الموقف، لكنها تحتفظ لنفسها بالرد على أي تصعيد جديد، وهي تقف مكتوفة الأيدي. وأكد أبو أحمد أن هذا الموقف جاء «نتيجة الحرص على مصالح شعبنا وعدم إعطاء الفرصة للعدو لشن عملية عسكرية كبيرة على القطاع، وأنه جاء من مصدر قوة بعد أن أفشلت المقاومة، وعلى رأسها سرايا القدس، المعادلة التي حاول الاحتلال فرضها على الشعب الفلسطيني من خلال القتل مقابل الصمت، وأن المقاومة استطاعت تثبيت معادلة القصف بالقصف والهدوء بالهدوء».

وجدد أبو أحمد تأكيده على ضرورة البقاء على أهبة الاستعداد والجهوزية، خشية من غدر الاحتلال «الذي عودنا على التنصل من تعهداته على الدوام». وكاد الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يفشل بسبب إصرار إسرائيل على الاستمرار في استهداف ما وصفتها بـ«القنابل الموقوتة» في غزة، أي النشطاء الذين تعتبرهم خطرين على أمنها. وأكد أبو أحمد أن الفصائل رفضت ذلك، وقالت إن استهداف أي ناشط سيقابل برد عنيف.

ومن غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بذلك، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ظلت هذه القضية محل خلاف».

ومن جهته، أكد الناطق الجديد بلسان الجيش الإسرائيلي البريغادير يوئاف مردخاي أن اتصالات أجريت عبر قنوات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس سعيا لوقف إطلاق النار. وأوضح أن هذه الاتصالات تجرى بواسطة دول أوروبية وأوساط أممية.

وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن الرد الإسرائيلي في قطاع غزة بلغ ذروته في نهاية الأسبوع الماضي، وسيتم تقليص حدته اليوم (أمس). وأشار إلى أن عدد القذائف والصواريخ التي تطلق من قطاع غزة قد انخفض اليوم بشكل ملحوظ، والاعتقاد السائد هو أن قيادة حماس قد استوعبت الرسالة التي وجهتها إليها إسرائيل. وقال المصدر إن إسرائيل غير معنية بتصعيد الأوضاع في قطاع غزة، إلا أن هذا الأمر منوط حاليا بتصرف قيادة حماس. وعلى الرغم من ذلك هددت إسرائيل برد أعنف إذا ما تواصل إطلاق النار، وردت الفصائل بأنها جاهزة لإيلام إسرائيل إذا ما استأنفت قصف القطاع. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس: إن الفصائل الفلسطينية لا تريد التصعيد. مضيفا أنه إذا توقف العدوان الإسرائيلي فسيكون من الطبيعي عودة التهدئة. وطالب أبو زهري إسرائيل بـ«أن لا تخطئ في فهم حماس التي مارست ردودا محدودة حتى الآن». مضيقا أن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التصعيد الإسرائيلي.