بانياس مدينة النفط والسياحة

سكانها سنة وعلويون ومسيحيون ومسقط رأس خدام

TT

تعد مدينة بانياس من أكبر المدن التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية، وهي من أجمل المناطق، إذ تبلغ مساحتها نحو 720 كم. وفيها أعلى الارتفاعات الجبلية في المحافظة (جبل فتاح الأروع 1293 م). وتشتهر بانياس بزراعة الحمضيات والزيتون والخضراوات، ومنذ أواخر الثمانينات تنتشر الزراعات المحمية (البيوت البلاستيكية) انتشارا هائلا، وتنتج المدينة كميات كبيرة من الحمضيات والخضار التي تصدر إلى محافظات سورية والخارج.

وبانياس التي تبعد نحو 38 كم عن مدينة طرطوس، تكتسب أهمية اقتصادية كبيرة لوجود مصفاة للنفط. التي أقيمت خلال عقد السبعينات. وإقامة محطة توليد كهرباء فيها حولت القرية الصغيرة التي تحيط بها أراض سهلية منبسطة وهضاب تتصل في الشرق بجبال الساحل السوري إلى مدينة اقتصادية مهمة. وهي كباقي مدن الساحل السوري تمتاز بمجتمعها المنفتح، بحكم إطلاله على البحر، وبحكم تعدديته الدينية، ففيها السنة والعلويون والمسيحيون، مع أن الغلبة للسنة في المدينة، التي ولد فيها نائب رئيس الجمهورية المنشق عبد الحليم خدام، الذي تحول بعد انشقاقه إلى معارض شرس يعيش خارج البلاد. ويقدر عدد السكان بـ150 ألف نسمة، غالبيتهم تمازج من عدد من القرى الجبلية المحيطة ببانياس، بعد تحولها إلى مدينة صناعية، استقطبت عددا كبيرا من العمال والموظفين من العاملين في الشركة السورية، لنقل النفط وشركة مصفاة بانياس والمحطة الحرارية وشركة الغاز ومجموعة وظائف حكومية.

وتبعد بانياس، عن اللاذقية نحو 50 كم جنوبا. تطل المدينة على البحر الأبيض المتوسط، ومعروفة بجمال طبيعتها ووفرة مياهها؛ حيث يمر بها نهر بانياس، ويقع شمالها نهر السن الذي لا يتجاوز طوله ستة كيلومترات، والذي يفصل بين محافظتي الساحل السوري؛ اللاذقية وطرطوس عبر منطقتي جبلة وبانياس.

سكانها اثنان وأربعون ألفا تقريبا، طبقا لآخر تعداد لها في عام 2008، وتبلغ مساحتها 720 كم مربعا، كما تشكل أعلى الارتفاعات الجبلية في المحافظة بالجهة الشمالية الشرقية، والسهل الساحلي ممتد بين الجبال وساحل البحر، وتطل على قلعة المرقب على ارتفاع 420 مترا عن سطح البحر جنوب المدينة.. من جهة الجنوب، تجد غابة صنوبر تقترب من البحر في سلاسل الغابات السورية الساحلية. وتشتهر بانياس بالزراعة، خاصة الحمضيات والزيتون والخضراوات، ومنذ أواخر الثمانينات تنتشر الزراعات المحمية والخضراوات التي تصدر إلى محافظات سورية وخارجها.

هذه المدينة كنعانية الأصل كانت تابعة لمملكة أرواد أرادوس، وازدهرت في العصرين اليوناني والروماني، وعرفت باسم «بالانيا»، ثم «بُلنياس»، أي الحمامات، ومنه اشتق اسمها الحالي، أي «بانياس». استقر فيها الصليبيون وعرفت في أيامهم باسم «فاليني»، حتى طردهم منها السلطان قلاوون عام 1285م.

من أهم معالم مدينة بانياس التاريخية قلعة القوز، وبرج الصبي، وهو برج متقدم من قلعة المرقب، بالإضافة لأعمدة من الجرانيت وطواحين مائية وعملات نقدية من أزمنة مختلفة رومانية وإسلامية وصليبية.

تضم مدينة بانياس سبع مناطق رئيسية هي (قرى مركز المنطقة، والروضة، والعنازة، والقدموس، وتالين، والطواحين، وحمام واصل).

في بانياس مصفاة للنفط طاقتها السنوية 6 ملايين طن، وفيها ميناء تصل إليه أنابيب النفط العراقي وشركة نقل النفط السوري، ومحطة لتوليد الكهرباء حراريا لإنتاج 340 ميغاواط، ويوجد في المدينة ميناء صغير للصيد، بالإضافة إلى شبكة نبع بانياس الذي يوفر ماء الشرب للمدينة بأكملها.

تعود أهمية المدينة إلى وجود شركة لتوزيع الغاز، ومساكن مصفاة البترول العمالية «الكولونية»، والشركة السورية لنقل النفط، وميناء الصيد الذي يمتد إلى المحطة الحرارية.

بني القسم الجنوبي من المدينة فوق طبقة بركانية بازلتية، مما جعلها غنية بخامات التيتانيوم على شكل رمال سوداء، والبازلت. وتعتبر من أغنى المناطق بالثروات الطبيعية والغابات التي يغلب عليها السنديان والمالكي والغار والخرنوب وأشجار الزيتون.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»