مصرع 12 من الثوار نهاية الأسبوع على يد قوات القذافي في أجدابيا.. و«الأطلسي» يدمر 25 دبابة

ليبيا: المتمردون استخدموا مروحيتين تم إسقاطهما في منطقة البريقة

TT

بينما أفادت مصادر طبية، أمس، بأن 12 من الثوار الليبيين على الأقل قتلوا في نهاية الأسبوع خلال اشتباكات مع قوات العقيد معمر القذافي في مدينة إجدابيا ومحيطها، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، قال معارضون إن ضربات جوية لحلف شمال الأطلسي استهدفت قوات القذافي خارج بلدة إجدابيا، أمس. وأضافوا أنه بالإمكان رؤية 15 جثة على الأقل.

وشاهد مراسل «رويترز» جثثا متفحمة قرب ست مركبات في مكانين منفصلين على بعد نحو 300 متر من بعضهما البعض على المشارف الغربية للبلدة التي تهاجمها قوات القذافي طول اليوم.

وذكر معارضون في المكان أن مركبات أصيبت جراء ضربتين لطائرات حلف شمال الأطلسي.

وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن طائرات تابعة للحلف دمرت، أمس، 11 دبابة تابعة لقوات القذافي على طريق مؤد إلى مدينة إجدابيا شرق ليبيا، و14 دبابة قرب مصراتة في الغرب.

وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، رافضا الكشف عن اسمه «ظهر اليوم (أمس) أدت ضربات حلف شمال الأطلسي الجوية إلى تدمير 11 دبابة على الطريق المؤدي إلى إجدابيا، واستمرت الضربات خلال النهار والليل».

وأضاف «من الواضح أن الوضع في إجدابيا متأزم وقوات القذافي تهاجم المدينة بالسلاح الثقيل».

وتابع أن «14 دبابة أخرى دمرت قرب مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي منذ أكثر من شهر».

ومن جهته، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، إنه سمع على بعد 15 كلم شرق إجدابيا دوي عشرة انفجارات صباح أمس في غضون بضع دقائق مصدره إجدابيا. وأضاف أن عدة سيارات مكشوفة للثوار تحمل أسلحة رشاشة ومنصات قذائف كانت متجهة صباح أمس إلى المدينة.

وقال أحد السكان، ويدعى حافظ زواي، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «هناك قصف كثيف مصدره غرب إجدابيا من مواقع قوات القذافي».

وقال معارضون مسلحون إن القوات الموالية للقذافي اشتبكت مع المعارضة في بلدة إجدابيا الاستراتيجية الشرقية أمس.

وسمع شاهد من «رويترز» عند البوابة الشرقية لإجدابيا أصوات إطلاق للرصاص ونيران المدفعية وشاهد أعمدة من الأدخنة السوداء مما يشير إلى أن قوات القذافي تقدمت صوب مركز البلدة وهي بوابة للشرق الذي يسيطر عليها المعارضون.

وقال معارض عند نقطة تفتيش على الحافة الشرقية لإجدابيا «هناك مقاومة داخل المدينة. قوات القذافي تقاتل المعارضة. هناك وجود لهم في الداخل».

وكان حلف شمال الأطلسي أعلن مساء أول من أمس أنه واصل في الساعات الـ24 الماضية دك مستودعات الذخيرة، والأسلحة الثقيلة لقوات القذافي والمستخدمة في الإمدادات، وفي قصف مصراتة (210 كلم شرق طرابلس).

وأعلن الجنرال شارل بوشار، قائد العمليات في حلف الأطلسي، أن الحلف «دمر عددا كبيرا من الدبابات التي كان بعضها يشارك في قصف عشوائي على مصراتة».

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم الليلة قبل الماضية، أن القوات الموالية للقذافي أسقطت مروحيتين تابعتين للثوار اخترقتا منطقة الحظر الجوي في منطقة البريقة شرق البلاد.

وقال الكعيم، خلال مؤتمر صحافي، إن المتمردين استخدموا مروحيتين تم إسقاطهما في منطقة البريقة.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القوات الموالية للقذافي هي التي أسقطت المروحيتين، أجاب الكعيم بالإيجاب.

وانتقد الكعيم قوات حلف شمال الأطلسي المكلفة بتطبيق القرار الدولي 1973، الذي يفرض خصوصا منطقة حظر جوي فوق ليبيا.

وأكد أن الأطلسي سمح السبت للمتمردين بانتهاك هذا القرار واستخدام مروحيات قتالية.

وقال: «سؤالنا إلى الحلف الأطلسي: هل هذا القرار يعني فقط الحكومة الليبية أم الطرفين؟»، معتبرا أن الأطلسي تحول إلى فريق في النزاع من خلال دعمه المتمردين.

وشاهد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية السبت مروحية عسكرية ليبية تحمل علم الثوار كانت تتوجه إلى خط الجبهة في منطقة إجدابيا (شرق).

وفي سياق ذلك، قال مسؤول في حلف الأطلسي، إن طائرات الحلف اعترضت طائرة «ميج 23» بالقرب من بنغازي أول من أمس كان يقودها طيار معارض، وطلبت منه الهبوط.

وفي غرب البلاد، ما زالت جبهة أخرى مستعرة أمس في مصراتة المتمردة والمحاصرة التي تتعرض لقصف قوات القذافي منذ شهر ونصف الشهر.

وصد مقاتلو المعارضة هجوما لقوات القذافي على مصراتة، وفقدوا نحو 30 مقاتلا، ولكن زيادة الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي عززتهم، حسب «رويترز».

ومصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس آخر معقل للمعارضة في غرب ليبيا. ويبدو أن قوات القذافي مصممة على الاستيلاء على المدينة ومينائها الذي يقول بعض المحللين إن القذافي يحتاجه إذا كان له أن ينجو من صراع طويل.

وقال مصطفى عبد الرحمن، المتحدث باسم المعارضة المسلحة عبر الهاتف، إن القتال الذي وقع السبت تركز على طريق يؤدي إلى ميناء مصراتة، حيث جلبت سفينة للصليب الأحمر إمدادات طبية تحتاجها المدينة بشدة في وقت سابق أول من أمس.

وأشاد عبد الرحمن بما وصفه بأنه «تغير إيجابي من حلف شمال الأطلسي». وقال إن طائرته نفذت عدة غارات جوية على قوات القذافي التي تحاصر المدينة. وكان مقاتلو المعارضة قد شكوا منذ أيام من أن الحلف الأطلسي بطيء جدا في الرد على الهجمات الحكومية.

وكشفت زيارة نظمتها الحكومة لمصراتة عن شوارع مهجورة ومبان تعرضت لقصف عنيف في جنوب المدينة. وصرح مسؤول هناك بأن غارة لحلف شمال الأطلسي أصابت الضواحي، وكان يمكن مشاهدة طائرة حربية تشق عنان السماء.

وصرح مسؤول بحلف الأطلسي شريطة عدم نشر اسمه بأن طائرات الحلف أصابت 15 دبابة قرب مصراتة ودبابتين جنوب البريقة (شرق) يومي الجمعة والسبت.

وقال قائد عمليات الحلف في ليبيا، إن الحلف الذي تولى قيادة الغارات الجوية الغربية ضد القذافي في 31 مارس (آذار) الماضي، دمر «نسبة كبيرة» من قواته المدرعة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وشملت الأهداف أيضا مخزونات ذخيرة شرق العاصمة طرابلس. واتهم جنرال بوشارد أيضا قوات القذافي باستخدام المدنيين كدروع بشرية لمنع قوات حلف الأطلسي من مهاجمتها، مكررا اتهامات مماثلة وجهها بعض القادة الغربيون الآخرون.

وقال بوشار في بيان أول من أمس «لاحظنا أمثلة مروعة لقيام قوات النظام بوضع أنظمة أسلحتها عن عمد قرب المدنيين ومنازلهم، بل وأماكن عبادتهم، ولوحظ أيضا اختباء قوات الجيش خلف النساء والأطفال. هذا النوع من السلوك يخرق مبادئ القانون الدولي ولن يتم التغاضي عنه».

وقال مقاتل ذكر أن اسمه عبد السلام عبر الهاتف «اليوم (أمس) هاجمت القوات الحكومية مصراتة على ثلاث جبهات. وأبلغني مسعفون وثوار بأن 30 على الأقل من مقاتلي الثوار قتلوا فيها».

وقال متحدث آخر باسم المعارضة المسلحة واسمه سعدون إن عدد قتلى المعارضة أول من أمس (السبت) بلغ ثمانية بشكل مؤكد، وعشرة بشكل غير مؤكد. وقتل خمسة مقاتلين من المعارضة في هجوم حكومي آخر يوم الجمعة.

وصد جيش القذافي تقدما للمعارضة المسلحة في الشرق، ودارت معارك غير حاسمة على طول الطريق الصحراوي بين ميناء البريقة النفطي المطل على البحر المتوسط وإجدابيا، وهي البوابة إلى بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة منذ أكثر من أسبوع.

وقال مقاتلو المعارضة إنهم يهدفون إلى السيطرة على البريقة، واخترق بعضهم ضواحيها. ولكن يبدو أن هجومهم تلاشى مع حلول الليل.

وقال عبد الله مطالب (27 عاما) وهو مقاتل من المعارضة يرقد على سرير بمستشفى في إجدابيا مصابا بالرصاص في جنبه لـ«رويترز»: «بعضنا دخل البريقة إلى الجامعة والبعض دخل إلى الضواحي. ثم تعرضنا بعد ذلك لنيران الصواريخ».

واعترف مسؤولون غربيون بأن قوتهم الجوية لن تكون كافية لمساعدة المعارضة المسلحة على الإطاحة بالقذافي بالقوة، وهم يشددون الآن على التوصل لحل سياسي.

ولكن متحدثا باسم المعارضة رفض التوصل لنتيجة من خلال التفاوض.