الجامعة العربية تستضيف الخميس مؤتمرا دوليا حول ليبيا يحضره كي مون

أوغلو يبحث في القاهرة مبادرة أردوغان

TT

في إطار الجهود الدولية لاحتواء الأزمة في ليبيا التي تدخل أسبوعها الثامن، يصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى القاهرة مساء الأربعاء المقبل في زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين لحضور مؤتمر للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية، الذي سيلتئم بمقر جامعة الدول العربية الخميس المقبل لمتابعة تطورات الأوضاع في ليبيا، والتنسيق والتشاور مع الأطراف والمنظمات المعنية، خاصة جامعة الدول العربية، حول الوضع في ليبيا، ودور المنظمات الإنسانية المشاركة في عمليات الإغاثة في البلاد. وسوف يكون الاجتماع برئاسة مشتركة بين كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بمشاركة جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وكاثرين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.

ويقول مراقبون إن حضور تلك الشخصيات يعكس الاهتمام الدولي بوضع حد للأزمة في أسرع وقت ممكن.

إلى ذلك، وصل أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إلى القاهرة أمس، في زيارة لمصر تستغرق يومين يجرى خلالها محادثات مع المسؤولين المصريين تتناول المبادرة التي اقترحها رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي بشأن الأوضاع في ليبيا. وسيلتقي أوغلو أيضا بالأمين العام لجامعة الدول العربية لمناقشة خارطة الطريق التركية، التي طرحها رئيس الوزراء التركي الأسبوع الماضي، قبل مناقشتها في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا في الدوحة الأربعاء المقبل.

يأتي ذلك، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون أتراك أن أنقرة ستجري كذلك اتصالات مع مسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن للتداول حول الخارطة التي تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق النار ومنع استهداف المدنيين وانسحاب قوات القذافي من المدن التي تحاصرها، وتأمين سبل وصول المساعدات الإنسانية للشعب الليبي، ثم الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية الدستورية. وهي الخطة التي رحبت بها الحكومة والمعارضة في ليبيا.

وفي مؤتمر صحافي بالقاهرة مع نظيره المصري نبيل العربي، نفى أوغلو وجود تحفظات من جانب تركيا على جهود حلف «الناتو»، مشيرا إلى أن ما يتردد في هذا الشأن أمر غير صحيح، مؤكدا على ضرورة تطبيق القرار 1973 بالكامل.

وكانت الجهود الدبلوماسية التركية لحل المشكلة الليبية قد واجهت انتقادات واتهامات بأنها طرف غير نزيه لأنها قريبة من القذافي، وهو ما رد عليه أوغلو بأن هدف تركيا الرئيسي واضح وهو توفير الحماية الكاملة للمدنيين، مشيرا إلى أنه ينبغي انسحاب جميع القوات وتسهيل عمليات دخول المساعدات الإنسانية، مضيفا أن السياسات التركية تركز على أن التغيير السياسي أمر ضروري وحتمي وأساسي لتحقيق مطامح الشعب الليبي.

وأشار أوغلو إلى أن هناك تنسيقا مصريا - تركيا في كل القضايا الإقليمية؛ بما فيها الأزمة في ليبيا ووضع خريطة طريق لحل الأزمة هناك، مضيفا أن مصر أحد الأسس وأنها العمود الفقري للاستقرار في المنطقة.

وفي سياق الجهود المصرية - التركية المشتركة لإجلاء المصريين العالقين في مصراتة، أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج السفير محمد عبد الحكم أن الخارجية لم تتلق حتى الآن أية إشارة من الجانب التركي تفيد بوصول السفينتين التي أرسلتهما الحكومة التركية لميناء مصراتة، والتي كان من المفترض وصول إحداهما صباح أمس والأخرى ظهر اليوم، إلا أنه لم يتأكد وصولهما بعد، وأن وزارة الخارجية لم تتلق أي معلومات جديدة بشأنهما، وأنها في انتظار رد السفارة التركية في القاهرة لمعرفة الملابسات.

من جهة أخرى، استقبل مطار القاهرة الجوي أمس شحنة مساعدات إنسانية تزن نحو نصف طن من الأدوية والمعدات الطبية مقدمة من الصليب الأحمر بسويسرا للنازحين القادمين من ليبيا عبر منفذ السلوم البري. وقالت مصادر مسؤولة بقرية البضائع بمطار القاهرة إن الشحنة وصلت على الطائرة السويسرية المقبلة من جنيف، وأنه سيتم نقل الشحنة بمصاحبة مندوب من اللجنة الدولية التابعة للصليب الأحمر وتسليمها عبر منفذ السلوم لعدد من الأطباء والعيادات الميدانية القائمة على رعاية النازحين من ليبيا.

وفي إطار الجهود المبذولة من جانب السلطات المصرية لإجلاء العالقين من رعايا الدول الأجنبية بمنفذ السلوم، أقلعت طائرتان مصريتان من مطار مرسى مطروح الدولي على متنهما 345 تشاديا عائدين إلى بلادهم من أصل 1500 عالق أجنبي بالمنفذ معظمهم من رعايا تشاد.

وأقلعت الطائرة الأولى وعلى متنها 183 من الرعايا التشاديين العالقين بمنفذ السلوم البري، بعد نقلهم برا من المنفذ إلى مطار مرسى مطروح، بينما أقلعت الطائرة الثانية وعلى متنها 162 شخصا، وتم نقلهم جميعا إلى تشاد. وفى السياق نفسه، استقبل مطار القاهرة اليوم 75 أجنبيا من العاملين في ليبيا بعد وصولهم عبر منفذ السلوم تمهيدا لتسفيرهم إلى دولهم في إطار الجهود الدولية المبذولة لإجلاء الرعايا الأجانب من ليبيا.

وفي الإسكندرية، نظمت أسرة الشاب المصري، عبد الخالق السيد عبد الخالق، المعتقل لدى نظام القذافي وقفة احتجاجية بالقرب من القنصلية الليبية بالمدينة الساحلية المصرية أمس، أصر خلالها والد المسعف المصري عبد الخالق السيد على روايته بأن نجله ذهب إلى ليبيا كمسعف ضمن قوافل المساعدات الإنسانية، نافيا أن يكون لابنه (17 عاما) أي علاقة بتنظيم القاعدة كما ظهر في اعتراف ابنه، معتبرا أن هذا الاعتراف مفبرك وتم تحت التهديد.

وكشفت وزارة الخارجية المصرية عن إجرائها اتصالات منذ أيام من أجل الإسراع في الإفراج عن المسعف المصري عبد الخالق السيد عبد الخالق، الذي اختطفته القوات الموالية للقذافي.

وتضامن أبناء الجالية الليبية في الإسكندرية مع أسرة المعتقل المصري، مجددين طلبهم من المجلس العسكري المصري الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، والتدخل بسرعة لإخراج 6 آلاف مصري عالقين في ميناء مصراتة، مؤكدين على تحذيراتهم من بعض العناصر الليبية الموجودة في مصر والموالية لنظام القذافي، والتي تسعي لتشويه العلاقات المصرية - الليبية.

واتخذت القوات المسلحة المصرية تدابير احترازية لحماية منشآت القنصلية الليبية، حيث وضعت سياجا أمنيا حولها وعززت من وجودها الأمني، كما حولت مسار المرور في الشارع المواجه لمقر القنصلية بالإسكندرية.