أسرة الرئيس المصري السابق تسعى لتوكيل محامين أجانب للدفاع عنها

انفض عنه محامون مصريون خوفا من غضب الجماهير

TT

في أحد أركان ميدان التحرير مسرح الثورة المصرية بالعاصمة القاهرة، وبينما تعالت أصوات المتظاهرين بسرعة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وعلى مقربة منهم وقف شاب ثلاثيني يرتدي بدلة ورابطة عنق، وهتف بصوت خفيض أنه «محام ومستعد للدفاع عن الرئيس مبارك»، لكن هذه الجملة كادت تنهي حياته بعد أن اشتبك معه المتظاهرون ووصفوه بالعميل، ونصير الثورة المضادة، ولم ينقذ حياته إلا تدخل العقلاء من الثوار. وقال المحامي ويدعى محمد رجب (38 عاما): «لا أنتمي إلى الحزب الوطني، ولكن مبارك مواطن مصري ولا بد أن يتم توكيل محام مصري له، هذا حقه القانوني» مضيفا: «ارحموا عزيز قوم ذل».

وكانت تقارير إخبارية كشفت عن أن أسرة الرئيس المصري السابق تسعى لتوكيل 5 محامين بريطانيين للدفاع عنهم أمام القضاء المصري بعد رفض عدد كبير من المحامين المصريين تولي مهمة الدفاع عنهم خوفا من رد فعل الجماهير الغاضبة.

ويؤكد خبراء قانونيون أنه يجوز وفقا للقانون 197 لعام 2008 بشأن تعديل بعض مواد قانون المحاماة التصريح للمحامين العرب والأجانب بالترافع أمام القضاء المصري بعد الحصول على تصريح من نقابة المحامين ثم ترخيص من وزارة العدل، ويتوقف خروج الترخيص من وزارة العدل على خروج التصريح من النقابة أولا.

وتلقى حسبة محاكمة مبارك الكثير من الجدل في الشارع المصري، فثمة 3 آراء منقسمة حيالها، ففريق يرى أنه لا يجوز الدفاع عن الرئيس السابق خاصة بعد كل ما نسب إليه من قضايا فساد ونهب. ويرى الفريق الثاني أنه مواطن مصري ولا بد أن يتمتع بحقه في توكيل هيئة دفاع وأن يلقى محاكمة عادلة كأي متهم آخر. بينما لا يزال الفريق الثالث يحتفظ بنظرة إجلال لرئيس خدم مصر لثلاثين عاما.

محمد رجب، ينتمي إلى ذلك الفريق الثالث، فهو يرى أن مبارك خدم البلاد كثيرا، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مبارك صاحب دور كبير في حرب أكتوبر (تشرين الأول)، وحكمته حمت البلاد من شر الحروب بعد ذلك». وانتقد رجب الذي بدا قميصه في حالة يرثى لها جراء الاشتباك مع المتظاهرين والمحامين الذين تخلوا عن مبارك، قائلا: «أنا مستعد للدفاع عن مبارك بلا أجر، هو متهم ولم تثبت إدانته بعد».

لكن المشهد يتسع أكبر، وتتعقد الحسبة وسط أنباء عن تكثيف التعزيزات الأمنية في جنوب سيناء، وتعزيز مراقبة مداخلها ومخارجها، وكذلك تشديد الإجراءات حول المنتجع الذي يوجد فيه الرئيس السابق حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ على خلفية دعوات طالبت بالتوجه إلى شرم الشيخ خلال مليونية دعت إليها مليونية «المحاكمة والتطهير» يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير.