السفير الروسي لدى السعودية: «الاتفاقية النووية» مع الرياض ستوقع قريبا

قال إن الأحداث العربية شغلت دولا في المنطقة بترتيب بيتها الداخلي

TT

قال أوليغ أوزيروف السفير الروسي لدى السعودية: إن «اتفاقية نووية» ستوقع قريبا بين موسكو والرياض، دون تحديد موعد زمني ثابت لتوقيعها، لكن السفير أشار إلى قرب توقيع هذه الاتفاقية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء السعودي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على المضي في إبرامها.

ويأتي الحديث حول اهتمام الرياض بالتقنية النووية، في إطار مساعي الحكومة السعودية لتنويع مصادر إنتاج الكهرباء.

الاتفاقية المرتقبة مع الجانب الروسي، تعتبر ثالث اتفاقية تدخلها السعودية في المجال النووي، بعد اتفاقيتين مماثلتين، وقعتهما مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن مجلس الوزراء السعودي، عن موافقته على التوصل إلى اتفاق نووي مع روسيا للتعاون في المجال النووي المدني، في وقت يؤكد فيه السفير الروسي، الذي عقد مؤتمرا صحافيا في الرياض أمس، على أن هذه الاتفاقية ستوقع قريبا.

كما تتطلع روسيا في هذا الإطار، إلى زيادة التعاون مع السعودية في المجال الفضائي، عبر إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية السعودية من الأراضي الروسية.

وهنا، يؤكد السفير الروسي في الرياض، على أن التعاون بين بلاده والسعودية في المجال الفضائي يتم بصورة متميزة، وأن السعودية سبق وأطلقت نحو 20 قمرا اصطناعيا من نوعي «سعودي سات» و«عرب سات»، حيث يقدم الأخير خدمات الاتصال والتلفزيون والإنترنت لصالح مواطني الأقطار العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال أوليغ أوزيروف إن بلاده والسعودية «قادرتان على تحويل التعاون الفضائي بينهما إلى اتجاه مهم ومثمر من العلاقات السعودية - الروسية الاقتصادية». ولفت إلى أن الاتصال بين الجانبين مستمر في هذا الإطار، من أجل توقيع اتفاقيات في مجال التعاون الفضائي. موضحا أن مسألة إطلاق أقمار اصطناعية سعودية بصواريخ روسية لا يكفي.

وأعرب السفير الروسي في الرياض، عن عدم رضاه عن حجم التبادل التجاري مع السعودية، قائلا: «إن يدا واحدة لا تصفق». وقال «أرى أننا نحتاج إلى بناء هياكل التعاون وتطويرها من قبل لجان الأعمال السعودية – الروسية، ونتطلع إلى فتح آفاق كبيرة في مجالات عدة، مثل خطوط الطيران المباشر والسياحة التي تجلب التجار وتطور الاقتصاد البيني.. وإنني ألحظ وجود هذه الرغبة».

وعن التطورات في المنطقة العربية، وصف السفير الروسي ما يحدث بـ«المتغيرات العميقة»، ولفت إلى أن تلك الأحداث دفعت بدول – لم يسمها - إلى الاشتغال بترتيب بيتها الداخلي.

وقال إن الأحداث التي جرت في المنطقة العربية صرفت النظر عن القضية الفلسطينية، الأمر الذي دفعها إلى أن تكون في خلف أجندة المنطقة. مؤكدا أن موسكو تسعى في هذه المرحلة إلى استئناف الجهود السياسية من أجل تحريك الملف الفلسطيني، عبر الاتصال مع المنظمات والدول واللجان، وعلى رأسها الرباعية الدولية.